كان المخطط الإخواني الأول هو كسر وزارة الداخلية.. وكسر جهاز الشرطة بحكم ان هذا الجهاز يعرف الكثير عن نشاطهم، ويحتفظ بكل ملفاتهم. ولهذا عبأوا الشعب ضده.. وركزوا عملياتهم ضد أقسام الشرطة باقتحامها وإحراقها وسرقة ما بها من أسلحة.. وقد نجحوا، إلي حد كبير.. وأرهبوا كل رجال الشرطة. وكان المخطط الثاني هو محاولة ضرب القوات المسلحة.. لأن هذه القوات هي القادرة- وحدها الآن- علي التصدي لمخططاتهم.. ثم جاءت استجابة قياداتها لرغبة الشعب.. وتمت إزاحة حكم الإخوان.. هنا زاد العداء الإخواني ضد الجيش. وطبقاً لمخطط الإخوان- ومعاونيهم في الداخل وعلي الحدود وفي الخارج- أخذت العمليات تتركز ضد القوات المسلحة. ولاحظوا العمليات المتتالية في رفح وهي عدة مرات.. ومهاجمة مراكز المراقبة العسكرية لهذه القوات في سيناء.. حتي وصلنا إلي مذبحة «رفح 3» وهي عمليات للقتل الجماعي لجنود الجيش. ثم محاولة اصطياد أفراد الجيش في الكمائن المختلفة في سيناء، باطلاق قذيفة آر.بي.جي أو صاروخ أرض أرض.. أو اطلاق دفعة رشاش علي أي موقع.. ومنها عمليات اصطياد بعض ضباط الجيش حتي داخل الدلتا، وآخرها في القليوبية منذ ساعات.. ما هو هدف كل ذلك؟. الهدف هو اشعار أفراد الجيش بان قيادتهم عاجزة عن حمايتهم.. بدليل تعدد كل هذه العمليات.. دون ردع منظور ومباشر.. وأن الجيش بقياداته كل ما يهمها هو حماية القيادات ومراكزها، ليس إلا.. أما الجنود البسطاء الذين يتحركون بلا حماية.. فان لهم الله سبحانه وتعالي.. وكل ذلك لأن هذه القوات هي التي تصدت لمخططهم.. وأزاحت الحكم الإخواني.. ودمرت حلمهم في حكم مصر، والحمد لله لم يحكموا إلا عاماً واحداً. ولا ننسي هنا أن الإخوان هم الذين أطلقوا الهتاف القذر: يسقط حكم العسكر وبالذات بعد ما جري في ماسبيرو من مذبحة تشير كل الأصابع إلي أنهم كانوا وراءها.. ثم ما يجري في سيناء.. إذ كلما دمر الجيش نفقاً أو بيارة لتهريب الوقود إلي غزة.. أعاد حفرها حلفاء الإخوان هناك.. والدليل ان في كل مرة يصدر بيان لتدمير عدد من الأنفاق.. يقع اعتداء رهيب علي قواتنا المسلحة هناك. ثم يعمد الإخوان إلي تكرار هذه العمليات ليظهروا الجيش المصري بأنه عاجز عن مواجهة «شوية إرهابيين» وعاجز عن حماية أفراده.. أي ان الهدف هو عدم الثقة بين أفراد الجيش وقيادات هذا الجيش.. ليسهل عليهم بعد ذلك ضرب وحدة الجيش وضرب قياداته التي أثبتت الأيام انها فوق أي اعتبار.. ولا تتحرك إلا لحماية الشعب وتحقيق أحلامه. والجيش ليس مؤهلاً لمواجهة حرب العصابات.. أو أسلوب اضرب واهرب.. الذي يتبعه الإخوان ومؤيدوهم من الإرهابيين والتكفيريين فالجيوش مؤهلة لمواجهة جيوش منظمة في مواقع محددة.. وبأسلحة معينة.. أما حرب العصابات.. وعمليات الإرهابيين.. فان أي جيش غير مؤهل لذلك. وهكذا نجد ان مخطط الإخوان هو استنزاف القوات المسلحة وجعلها في حالة يقظة مستمرة.. وتوقع أي عمليات ضد الأفراد.. أو ضد حتي الجنود العائدين من اجازاتهم.. وهكذا. وأقولها صريحة: هذه العمليات الآن هدفها انقلاب الجيش علي الفريق السيسي ولاحظوا الهتافات الإخوانية الأخيرة.. والبذاءات التي يكتبونها علي الجدران، حتي داخل الجامعات.. والهدف هو تدمير الثقة بين الشعب والسيسي من جهة.. وإحداث فتنة أو شق داخل القوات المسلحة نفسها.. وبمعني أدق بين السيسي وأفراد الجيش بحجة ان السيسي غير قادر علي حماية جنوده.. أمام شوية عيال.. إرهابيين.. وهذا في رأيي هدف هام للإخوان في الداخل.. وهدف مؤيديهم من حماس في الخارج.. والذين يتسللون إلي سيناء منهم. وهذا يؤكد انهم ليسوا مصريين.. لأن المصري لا يقبل إهانة جيش بلاده إلا إذا كان هناك هدف آخر غير منظور هو استفزاز السيسي والجيش للقيام بعمليات عنيفة ضد الإرهاب يستغلها الإخوان وإعلامهم بأن الجيش يرفض الرأي الآخر.. ويواجه المعارضة «الإخوانية» بالدبابات. مرة أخري الهدف هو تفتيت الجيش بحجة تكوين رأي عام أنه عاجز عن حماية أفراده.. ثم الهدف الأبعد- بعد ذلك- لإحداث انقلاب داخلي، داخل الجيش نفسه لإبعاد السيسي وقيادة الجيش الوطنية.. وتنبهوا إلي ذلك.