جاء اختيار مهرجان دبى للسينما لأفضل مائة فيلم عربى ليضع علامات استفهام كثيرة عن أسباب وكيفية اختيار تلك الأفلام التى اعتبرت الأفضل فى تاريخ السينما العربية، سألنا اثنين من النقاد الذين شاركوا فى تلك المهمة عن تلك الملاحظات التى اثارها البعض حول أسس الاختيار. أكد الناقد طارق الشناوي، أن هذا النوع من الاستفتاء موجود بالعالم أجمع، ويتم استحداثه من فترة لأخري بمعني أنه من الممكن أن يتم عمل استفتاء آخر العام المقبل ويتم تغيير ترتيب الأفلام الموجودة حالياً، لأنه استفتاء أكثر منه لجنة تحكيم، وشارك به 475 من نخبة خبراء صناعة السينما من كافة أرجاء العالم. واحتلت المراكز العشرة الأولى في القائمة، أفلام أنتجها كبار المخرجين العرب خلال العقود الماضية، تتضمن 5 أفلام من كلاسيكيات السينما المصرية، بينها فيلمان اثنان للمخرج الراحل يوسف شاهين، ففي المرتبة الأولى فيلم «المومياء» لشادي عبدالسلام، بينما كانت المرتبة الثانية من نصيب فيلم «باب الحديد» ليوسف شاهين، والفيلم الجزائري «وقائع سنين الجمر» في المرتبة الثالثة. وفي المرتبة الرابعة فيلم «الأرض» ليوسف شاهين، والخامسة الفيلم التونسي «صمت القصور». وأضاف: الأفلام المصرية تحتل مكانة كبيرة في هذه القائمة، وذلك يرجع لعدة أسباب، أهمها أنها الأقدم في الوطن العربي والأكثر إنتاجا من حيث الكم. وأشار الي أنه يوجد نوع من الثبات في جودة الأفلام، حيث إنه عندما تم عمل مثل ذلك الاستفتاء في مصر احتلت نفس الأفلام مراكز مشابهة، ولا شك أنها خطوة مهمة ولا تعني الثبات المطلق أي لن تظل للأبد هذه الاختيارات، بالإضافة الي أنه يوجد إنتاج جديد وعوامل تتحكم في اختيار الأفلام منها مشاهدة الأفلام، بجانب أنه يوجد بعض النقاد علاقتهم ضعيفة بأفلام المغرب العربي أو الافلام السورية، عندما يضطر الي اختيار 10 أفلام سوف يختار بالسمع و ليس بالرؤية. والعكس ممكن يحدث ذلك أن بعض النقاد العرب لا يتابعون الأفلام المصرية الحديثة وعلاقته بها تتم بالفضائيات فقط، فالاختيارات ليست دقيقة مائة بالمائة، ومصر حاصلة علي نسبة كبيرة من القائمة حوالي 46 فيلما مصريا و 4 أفلام من العشرة الأفلام الأوائل يوجد جزء في التقييم يتجاوز من رؤية الفيلم لشهرة الفيلم فلا يمكن الدخول في ضمائر الشخصيات. أما الناقد كمال رمزي فقال: كل الاستفتاءات في العالم تربح فيها الأفلام الكلاسيكية، ولن تجد فيلما جديد بعد عامين أو ثلاثة يستطيع الربح في مثل ذلك التنافس، أما الكلاسيكيات فهي تظل راسخة في الاذهان ولا يستطيع الناقد أو صناع السينما نسيان مثل تلك الافلام المتعلقة بالأذهان، وربما بعد 5 أعوام تتغير تلك القائمة بتغير صناع السينما وصعود جيل جديد من الشباب. بجانب أن المزاج العام للواقع يطرح نفسه علي الاختيار فتجد في قائمة ال 100 فيلم كلها أفلام حزينة ولا يوجد بها فيلم كوميدي، وهذا يوضح المزاج السائد الذي به شيء من التجهم. وعن اختيار فيلم «الخروج للنهار» بالرغم من عدم طرحه تجارياً قال: ذلك الفيلم الذي شاهده هم النقاد وصناع السينما أي نفس الاشخاص الذين شاركوا في الاستفتاء بالتالي من الطبيعي اختياره. وواصل حديثه قائلاً: لا يوجد شروط محددة لاختيار الأفلام بل متروكة لذوق المشترك المهم أن يكون الفيلم نال إعجابه، بغض النظر عن اعجابة بالفنان او المخرج أو مشهد معين المهم ان يكون قد نال رضا المشتركين في الاستفتاء، واختيار عدد كبير من الأفلام المصرية يرجع الي تاريخ السينما المصرية وإنتاجها الغزير فهي هوليوود الشرق دون منافس.