«أيدينا علي قلوبنا» هذه الجملة البسيطة أبسط تعبير يمكن وصفه ونقله عن القطاع السياحي خلال مشاركته في بورصة لندن السياحية. فالجميع يؤكد هذه المقولة حينما نتحدث معه عن ترتيبات وجداول أعمال ولقاءات مع نظرائهم من منظمي الرحلات ووكالات السفر وشركات السياحة. ورغم ما يحملونه من حالة من التفاؤل نتيجة قيام بعض الدول الأوروبية بتعديل تحذيرات السفر إلي مصر والسماح لمواطنيها بزياراتها، إلا أنهم متخوفون أن تتبدد جهودهم في التسويق والترويج والتنشيط للسياحة المصرية في أقدم وأكبر الملتقيات السياحية العالمية، وهي بورصة لندن في دورتها السابعة والثلاثين وكلهم يحملون رسالة يؤكدون فيها أن مصر آمنة وأن ما يوصف بحالات الإرهاب «التي تغزو العالم كله وليس مصر فقط» لم توجه فوهته إلي أحد السائحين وأن مصر في محاربتها للعناصر المتشددة الإرهابية تؤكد أنها دائماً بعد «اجتثاث» الإرهاب من جذوره الذي دائماً ما يعكر صفو الأمن في كل دول العالم. الخبراء المشاركون في بورصة لندن يسعون من خلال هذه المشاركة إلي توقيع عقود لموسم صيف 2014 بعدما تم ضرب الموسم الشتوي في 2013 نتيجة للمواقف التي اتخذتها بعض الدول وأصدرت تحذيراتها لسائحيها بعدم زيارة مصر مما كان وراء تخوف وكالات السفر ومنظمي الرحلات وشركات السياحة من وقف إرسال سائحيها إلي مصر بعدما تخوف العديد من السائحين الأجانب من زيارة مصر في أعقاب هذه التحذيرات. ويأمل الخبراء أن تمر الفترة التي تقام فيها بورصة لندن السياحية في سلام لمصر، والتي تواكب محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي وإعلان الجماعة المحظورة تنظيمها للعديد من التظاهرات داخل وخارج مصر احتجاجاً علي هذه المحاكمة وأن محاكمته ستشهد أحداث عنف وربما عمليات إرهابية داخل مصر تقضي علي الجزء الباقي من السياحة الوافدة إلي مصر، داعين ألا تعود مرة أخري إلي حادث الإرهاب بالأقصر عام 97 التي تمت في نفس توقيت إقامة بورصة لندن عام 97. ويحمل هشام زعزوع وزير السياحة في حقيبة سفره الوعود والعهود للمسئولين عن السياحة في دول العالم أن مصر آمنة وعدم الخلط بين ما يحدث في شمال سيناء وجنوب سيناء، وأن كثيراً من أحداث العنف والعمليات الإرهابية التي جري تنفيذها مؤخراً بعيدة تماماً عن المناطق السياحية بمسافات كبيرة قد تصل لأكثر من 200 كيلو متر، وهو ما يجعل الوصف الدقيق للموقع من وسائل الإعلام يساعد علي عدم تأثر القطاع السياحي بصورة سلبية. ويستغل «زعزوع» البورصة لإرسال رسالة طمأنة لجميع السائحين والتأكيد علي أن مصر ترحب دائماً بزائريها من جميع أنحاء العالم وتكون بمثابة شاهد عيان علي الأوضاع في المناطق السياحية بما يضمن نقل صورة حقيقية عن هذه المناطق للرأي العام الدولي. وفي نفس الوقت يتخوف الخبراء السياحيون من أن تحدث انتكاسة وفشل هذه الجهود حالة عدم تقبل منظمي الرحلات بما يتم طرحه من أفكار لجذب سائحيها أو تنظيم لعناصر من جماعة الإخوان المحظورة من وقفات أمام البورصة.. وخلال لقاءات الوزير مع المسئولين البريطانيين الأمر الذي يبدل جهودهم سدي وتكون لها ردود أفعال سلبية وعكسية. وقد يواجه الوفد المصري عدة تساؤلات من قبل المشاركين في المعرض حول خارطة الطريق، والانتخابات البرلمانية والرئاسية وهل سيتم تنفيذ خارطة الطريق وفقاً لما تم طرحه من قبل مؤسسة الرئاسة المصرية في ظل تصاعد المظاهرات المعارضة من قبل الجماعة المحظورة، خاصة أن بعض القنوات الفضائية تنقل صورة غير حقيقية عن الوضع السياسي في مصر، وهي من ضمن الأدوات التي سيقوم هشام زعزوع والوفد المصري بالرد عليها، وأن ما حدث في 30 يونية وما تلاها من عزل الرئيس كان نتيجة لثورة شعبية وليس انقلاباً عسكرياً، كما يدعون، حيث شارك في هذه الثورة أكثر من 33 مليون مصري وأن ما تدعيه الجماعة المحظورة غير حقيقي وأن الجيش حافظ علي الوطن ووقف إلي جانب الشعب. وتهتم مصر بالمشاركة في البورصات السياحية مثل برلينولندن، والأخيرة تعد من أهم المعارض لكونها مكاناً لاتفاق الأطراف السياحية علي الموسم الصيفي المقبل، بينما بورصة برلين للتعاقد علي الموسم الشتوي. وتشارك مصر في بورصة لندن السياحية التي تبدأ فعالياتها غداً بجناح يقام علي مساحة 637 متراً مربعاً، وتشارك فيه 41 فندقاً و24 شاركة سياحية، إلي جانب شركة مصر للطيران والاتحاد المصري للغرف السياحية وهيئة التنمية السياحية. ويعلق الدكتور خالد المناوي، الخبير السياحي عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية وأحد المشاركين في بورصة لندن السياحية، قائلاً: إنه من الصعب التوقع بردود الأفعال وإن كنت أضع يدي علي قلبي من تكرار سابقة حادث الأقصر عام 97، والذي واكب انعقاد بورصة لندن وحالة تكرار ذلك - لا قدر الله - أو استمرار حالة عدم الاستقرار في البلاد فلن تعود السياحة لصيف 2014 الذي تشارك في البورصة من أجل التسويق له.. وأشار «المناوي» إلي حالة المعاداة من الإعلام الأوروبي لمصر وهذا ما شاهده كما يقول خلال تواجده في إيطاليا الأسبوع الماضي، وما تناقلته وسائل الإعلام الأوروبية التي تنقل جميعها عن قناة الجزيرة من صور غير حقيقية لما يحدث في مصر، وصحيح لا ننكر أن مصر تشهد أحداثاً سياسية كثيرة ولكن لا تصل إلي ما تصوره قناة الجزيرة.. ويؤكد «المناوي» أنه رغم حالة التخوف والقلق من ردود الأفعال إلا أنه من الضروري التواجد المصري في جميع الأسواق السياحية حتي نوجه رسالة للعالم أننا موجودون. وفي نفس السياق أكد الخبير السياحي حسام الشاعر، رئيس غرفة شركات السياحة والسفر، ضرورة التواجد للتسويق لموسم صيف 2014 والتأكيد علي أن السياحة في أمان، خاصة المناطق السياحية كالبحر الأحمر وجنوب سيناءوالأقصر. ويري الخبير السياحي ناجي عريان نائب رئيس غرفة الفنادق أنه من الصعب التوقع بردود الأفعال من تواجدنا في بورصة لندن، ولكن الضروري التواجد لدعوة الناس لزيارة مصر وتوجيه رسالة بأن السياحة غير مقصودة وما يدور في مصر من أحداث سياسية يعطي نوعاً من الاطمئنان، وأن السائح ليس المستهدف. وعلي الجانب الآخر يتوقع الخبير السياحي أيمن الطرانيسي مدير الاتحاد المصري للغرف السياحية أن يكون الإقبال ضعيفاً علي الجناح المصري ولكن نعقد الأمل علي المؤتمر الصحفي الذي يعقده وزير السياحة، رغم حالة التخوف من احتمالات حدوث مظاهرات أمام بورصة لندن، خاصة أن الافتتاح يواكب محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، مؤكداً أنه بالرغم من تلك التخوفات إلا أنه من الضروري المشاركة لتحسين صورة مصر وهذا هو هدف المشاركة الأساسي، خاصة في ظل الصورة السيئة المنقولة من الإعلام الأوروبي عن مصر. الأمر الذي يؤكده أيضاً الخبير السياحي رمضان حجاج من أن المشاركة مهمة جداً ونوع من الضغط علي الحكومة الإنجليزية لرفع حظر السفر لمصر، خاصة عن الأقصر وأسوان لأن تواجدنا في البورصة ليس من أجل البيع ولكن للتسويق لصيف 2014 ومحاولة وأمل لبيع جزء من موسم الشتاء، خاصة أشهر فبراير ومارس وأبريل حتي لا نخرج من موسم الشتاء، خاصة أن منظمي الرحلات الأجانب تعرضوا لخسائر كبيرة من عدم تواجدهم في السوق المصري. في الوقت الذي يؤكد فيه الخبير السياحي يسري عبدالوهاب ضرورة التواجد لتوصيل رسالة أن مصر بلد أمن وسلام، وتوصيل رسالة «أن ما يحدث في مصر لا يستهدف السياحة»، ولكن ما نشاهده من عمليات إرهابية لاستهداف اقتصاد مصر.