للمرة الثانية خلال شهرين تفشل السفارات المصرية فى الخارج فى حماية وفود مصرية زائرة من الاعتداءات اللفظية والجسدية، أولها الوفد المصري المشارك في مهرجان «مالمو» بالسويد والذي تعرض للاعتداءات والتهديدات من قبل مؤيدي المعزول محمد مرسي الذين حملوا الأعلام الصفراء في دليل على إشارة «رابعة العدوية». دفع ذلك عدداً من المشاركين في الوفد إلى اتخاذ قرار بالعودة إلى مصر، رفضاً للإهانة الشخصية وإهانة الجيش المصري. وكان من المغادرين الفنانة عبير صبري، والمخرج أحمد عاطف، وعبد الجليل حسن، المستشار الإعلامي للشركة العربية للإنتاج السينمائي، بينما بقيت «لبلبة» وباقي الوفد المصري. وأكدوا أن حفل الافتتاح شهد وجود مجموعة من مؤيدي الرئيس المعزول، في تظاهرة، تهتف ضد القوات المسلحة وضد الوفد المشارك، وحاصروهم في إحدى قاعات العرض، حينما كانوا متوجهين لحضور العرض الخاص لفيلم «فبراير الأسود»، وتعرضوا للتحرش السياسي والشتائم من قبل مؤيدي الرئيس المعزول، الذين كان من بينهم عناصر تنتمي إلى حركة «حماس»، وهو ما أكدوه. وحاول البعض الاعتداء عليهم بالضرب. ودعاهم هذا للاتصال بالسفير المصري، الذي أخبرهم بأنه يبعد عنهم بمقدار ست ساعات لتواجده في مدينة «ستوكهولم»، ولكنه أبلغهم أنه سيرسل لهم شخصاً لإنقاذهم، وكذلك استدعاء الشرطة السويدية. وأرسل السفير رئيس الجالية المصرية سامي صادق، الذي حضر وكان متواطئاً مع مؤيدي الرئيس المعزول حسب وصف الفنانين، وقام بتهديد الفنانين شخصياً، إضافة إلى انسحاب الشرطة بعد حضورها. ونتيجة فشل السفارة فى احتواء الازمة كان قرار بعض أعضاء الوفد الانسحاب ورفض المشاركة في المهرجان مرة أخرى. هذه الحالة الأولى التى أفسد أنصار المعزول المهرجان بعد فشل السفير فى حمايتهم. أما الحالة الثانية فقد وقعت فى باريس حين قامت مجموعة من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى بالاعتداء على الكاتب المصري الدكتور علاء الأسواني، بينما كان يلقى محاضرة أدبية بمقر معهد العالم العربي بباريس. وفيما كان الكاتب المصري يعرض روايته الأحدث التي تحمل عنوان «نادى السيارات»، والتي ستظهر فى نسختها المترجمة إلى الفرنسية فبراير المقبل. فوجئ الحضور بأحد الأشخاص يصرخ بصوت مرتفع يطالب الأسواني بالتحدث عن الوضع السياسي الحالي فى مصر قبل أن يعترض القائمون على المعهد على اعتبار أن اللقاء أدبي، ولا يجب أن يتم التطرق إلى الموضوعات والقضايا السياسية. ولم يعطِ أنصار مرسى الفرصة للقائمين على معهد العالم العربي لاستئناف المحاضرة، حيث تعالت أصواتهم بالهتافات المنددة بالقوات المسلحة «يسقط حكم العسكر» والتي رد عليها علاء الأسواني برفع يديه ملوحا ب«علامة النصر». وبعد أن تزايدت استفزازات أنصار المعزول، رد علاء الأسواني عليهم ب«يسقط حكم المرشد»، رافضاً إهانة الجيش المصري، مشيراً إلى أن الإخوان هم من قاموا بسرقة الثورة، لكنَّ عدداً منهم تهجم على الكاتب المصري ذي الشعبية الكبيرة فى فرنسا على المنصة، وحاولوا الاعتداء عليه قبل أن يمنعهم الأمن، مسببين حالةً من الهرج فى القاعة الكبرى للمعهد. وقوبلت تصرفات أنصار مرسى بالاستياء من جانب عدد كبير من الحضور الذين انتقدوا ذلك، وطالبوهم بالخروج من القاعة، ولكنهم واصلوا هتافاتهم، ما أدى إلى توقف المحاضرة. وعبر عدد من الحضور من المثقفين الفرنسيين والعرب عن أسفهم لما وقع فى المعهد الذي يشع بالحضارة العربية فى قلب العاصمة الفرنسية، وخاصة فى حضور الأسواني، ووصفوا أفعال أنصار مرسى ب«الهمجية». وكانت ردود الفعل كثيرة من مختلف الأوساط الفرنسية، حيث أكدوا أنه الاعتداء الأول في تاريخ فرنسا من هذا النوع، في ضوء ما هو معروف عن كون فرنسا أكثر الدول المناصرة لحرية التعبير. وأبدي المثقفون الفرنسيون استياءهم بشدة، معتبرين ذلك شيئاً محزناً حدث في فرنسا. وأجبر رجال الأمن علاء الأسوانى على الخروج من القاعة بعد أن توقعوا وقوع ضحايا. الأغرب من هذا كله أن الأحداث الكثيرة والأخطاء الجمّة أنستنا ما فعله مرسى بالجاليات المصرية خلال تواجده في العام المشئوم الذى حكم مصر الخالدة فيه فقد أرسل مبعوثين من الرئاسة إلى معظم دول العالم لإجراء انتخابات فى الجاليات على طريقتهم، ويا سبحان الله كل من فازوا إخوان، فأفسدوا الجاليات كما حاولوا إفساد كل شيء فى مصر، لكن ربنا أراد أن يخلصنا منهم وينقذ مصر من براثنهم لكن علينا أن نصلح ما أفسدوه.. ومن المهم إصلاح ما أصاب الجاليات من عطب إخوانى فهل نبدأ؟