أثناء فترة حكم المجلس العسكرى للمرحلة الانتقالية عقب تنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك دعا المشير حسن طنطاوى إلى مبادرة تهدف لجمع السلاح المنتشر فى ربوع مصر إلا أنها لم تأت بثمارها، وفى سياق مختلف وفى مبادرة مشابهة وظروف مختلفة التقي الفريق أول عبد الفتاح السيسي بشيوخ قبائل محافظة مطروح الذين أكدوا دعمهم وتأييدهم الكامل للقوات المسلحة ومساندتها في كل ما يتخذ من إجراءات للحفاظ علي أمن مصر واستقرارها. وأعلن القائد العام عن مبادرة بمشاركة مشايخ وعواقل وعمد مطروح لجمع الأسلحة والذخائر المهربة عبر الحدود وتسليمها بأنفسهم إلي الدولة لعدم استخدامها في عمليات القتل والإرهاب وترويع الآمنين. وأشار أن القوات المسلحة حريصة علي دراسة وتلبية كافة مطالبهم وإيجاد الحلول لها، باعتبارهم عنصراً أصيلاً ومكملاً للقوات المسلحة في أدائها لمهامها في حماية الوطن أرضاً وشعباً. ثمن سياسيون وعسكريون مبادرة «السيسي» لجمع السلاح المهرب مؤكدين أن هناك فرقاً شاسعاً بينها وبين مبادرة المشير طنطاوى التى لم تأتِ بأية ثمار حقيقية، لأن المناخ كان مختلفا وقتها، وكانت قوات الشرطة شبه غائبة، لذا كان من الصعب على فئات كثيرة من التى استهدفتها المبادرة فى ذلك الوقت أن تقوم طواعية بتسليم ما تمتلكه من سلاح، على العكس تماما من اللحظة التى نعيش فيها الآن فى ظل وجود قائد عسكرى غلب مصلحة البلاد ويثق فيه الشعب. وطالبوا أن يتم توسيع المبادرة وتخرج من حيز محافظة مطروح فقط كى تشمل الصعيد أيضا لوقف العنف والإرهاب به، وأشاروا إلى أن اختيار محافظة مطروح أمر فى غاية الجدية لأن القضاء على الأسلحة فى سيناء يبدأ من المنبع المتمثل فى مطروح. يرى طارق زيدان رئيس حزب الصورة المصرية وأحد شباب الثورة أن مبادرة الفريق السيسى سيكون لها صدى عن المبادرة الأولى التى أطلقها المشير حسين طنطاوى بسبب الظرف السياسي فهو من انحاز للشعب، وهو نفس ما فعله طنطاوى ولكن الفرق هو أن مبادرة طنطاوى جاءت متأخرة وبعد تجاوزه أخطاء كثيرة من قبل المجلس العسكرى فردت عليها بالرفض. وأضاف زيدان «شعبية السيسي قد تؤدى إلى الاستجابة السريعة إلى المبادرة ويكون تطبيقها سهلا أمامه، فضلا عن أن هناك قطاعاً كبيراً من قبائل مطروح غير مرتبط بالإخوان المسلمين وهذه عوامل تساعد على الاستجابة الجزئية، وسيظل جزءاً صغيراً ومع الوقت يتم القضاء عليه. وتابع زيدان: كما أن الباب الذى يعبر السلاح به إلى سيناء هو مطروح وهنا يتم تجفيف المنابع الخاصة بإرهابيى سيناء، وهذه ثغرة ركز عليها الفريق السيسى وهى ملاحظة جيدة ورائعة من جانبه، وطالب زيدان أن يتم توسيع رقعة المبادرة لتصل إلى الصعيد وعدة محافظات أخرى إلا أن الصعيد به كمية كبيرة من السلاح، مما يستوجب من قيادات القوات المسلحة عمل مثل هذه المبادرات وتنمية هذه المناطق الفقيرة، خاصة أن الجهل والفقر أرض خصبة لشراء السلاح واستخدامه من قبل المواطنين، مطالبا قوات الأمن بعدم التهاون مع من يحمل السلاح غير المرخص فى وجه المواطنين، مضيفا أن المبادرة لو اقتصرت على مطروح فقط فلن تكون مجدية فلابد أن تمتد إلى المزيد حتى تصل إلى سيناء. ولفت «زيدان» إلى أن الأموال والسلاح الذي يتم تهريبه من إخوان ليبيا إلى مطروح قد يقف عائقا لكنه محدودا أمام نجاح مبادرة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، والمتمثلة في قيام المشايخ والعواقل بمطروح بجمع الأسلحة والذخائر المهربة عبر الحدود وتسليمها بأنفسهم إلى الدولة لعدم استخدامها فى عمليات القتل والإرهاب وترويع الآمنين. وأكد اللواء محمد رشاد الخبير الأمني أن هذا أمل مصر كلها أن يتم تسليم السلاح الموجود فى أيدى غير المسئولين للأمن حتى يتم تجفيف منابع السلاح ليعم الأمان، هناك فرق كبير بين الفريق «السيسي» و«طنطاوى» لأن الأخير كان غير مشجع فى تعامله بعكس «السيسى» الذى حرر مصر كلها وهناك رصيد كبير له يسمح بأن يتم السماع لكلمته والتودد لقبول مبادراته. وأضاف «هذه المبادرة تصلح للمحافظات الحدودية، لأن وضعها استثنائي وقائم على نظام القبائل والعائلات الكبيرة التي لديها تقاليد تسمح بتنفيذ أحكامهم على أفراد العائلة أو القبيلة». وأعرب «رشاد» عن استيائه الشديد، بسبب تهريب كل هذه الأسلحة لمصر، مؤكدا أن هذا السلاح هو أحد الأسباب الرئيسية لتمكين الجماعات الإرهابية، من عمل تفجيرات وقتل الجنود والضباط، وأضاف أن السلاح موجود مع الجماعات الإرهابية، كذلك مع المواطنين العاديين فى الصعيد والقرى فى وجه بحرى وفى المناطق الحدودية، مما يجعل مهمة تسليم كل هذه الأسلحة للدولة فى غاية الصعوبة، مشيرا إلى أن مبادرة الفريق السيسى لجمع السلاح مهمة للغاية، كما أن اختياره لزيارة مطروح كان اختيارا ذكياً، خاصة أنها منبع تهريب السلاح.