تحت عنوان "سقوط القوى في الشرق الأوسط أفقدها الاستقرار"، أستهل "وضاح خنفر"، المدير السابق بقناة الجزيرة، مقاله اليوم بصحيفة (جارديان) البريطانية، متناولا حالة الفوضى التي تعم منطقة الشرق الأوسط بعد ثورات الربيع العربي التي أطاحت بالحكام الدكتاتوريين. وقال "خنفر": المنطقة تشهد تغييراً جذرياً في تحالفاته بشكل دراماتيكي، مستشهدا بما قاله له أحد المسؤولين السياييين مؤخراً في إحدى المناسبات إن الأرض تهتز تحت أقدامنا، وعلينا الإبقاء على جميع خياراتنا مفتوحة. ورأى "خنفر" أن هناك ثلاثة أحداث رئيسية وقعت خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وساهمت في زعزعة استقرار النظام القديم، وكان بدايتها الإطاحة بالرئيس المعزول "محمد مرسي"، وتليها اتفاق روسيا وأمريكا على تدمير الأسلحة الكيمياوية في سوريا، والمكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي "باراك اوباما" ونظيره الايراني الرئيس "حسن روحاني". وتابع "خنفر" مقاله قائلاً: "قبل الإطاحة بنظام المخلوع "حسني مبارك، كانت منطقة الشرق الأوسط مقسمة إلى محورين أساسيين. الأول: محور الاعتدال ويضم كلاً من مصر والمملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت وهي منحازة إلى الغرب، كما أنها تدعم السلطة الفلسطينية، وتشجع للتوصل إلى تسوية سياسية مع إسرائيل. والمحور الثاني ويمكن إدراجه تحت مسمى "المقاومة"، ويشمل إيران وسوريا وحماس وحزب الله.وكان على علاقة متوترة مع الغرب، ورأى أن التوصل إلى تسوية سياسية مع إسرائيل يعد استسلام. بينما كانتا قطر وتركيا مقربتين من هذا المحور ولكن مع الحفاظ على علاقات جيدة مع محور الاعتدال. وأضاف "خنفر" قائلاً: بسقوط مبارك في يناير 2011، خرجت مصر من محور الاعتدال وهو ما انعكس على الاضطرابات الإقليمية الحالية، فالصراع في سوريا دفع حماس إلى الانتقال خارج سوريا، وبالتالي إلى الخروج من محور المقاومة. كما ابتعدت تركيا وقطر عن هذا المحور بعدما أكدا دعمهما للمعارضة السورية.