تحدث جاري سامور -- أحد كبار المساعدين في قضايا حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل في مجلس الأمن القومي خلال الولاية الاولى للرئيس الأمريكي باراك أوباما -- في مقابلة مع مجلة تايم الامريكية عما إذا كانت إيران ستقبل فرض قيود على قدرتها الشاملة لتخصيب اليورانيوم خلال مفاوضاتها مع القوى الدولية والتي ستبدأ خلال الساعات القادمة في جنيف . وأوضح سامور أن هذه القيود سوف تتصل بعدد أجهزة الطرد المركزي ونوعها وعدد مواقع تخصيب اليورانيوم وكمية المخزون المتوفر لدى إيران من اليورانيوم المخصب. وأكد سامور أن الهدف من هذه القيود يتمثل في منع إيران من تخصيب كميات كبيرة من اليورانيوم وبشكل سريع، ففي حال امتلكت إيران منشأة لتخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي بجانب عشرات الآلاف من أجهزة الطرد المركزي الخاصة بتصنيع اليورانيوم منخفض التخصيب، فإنها يمكن حينئذ تحويل نشاط هذه المنشأة من أجل تخصيب كميات كبيرة من اليورانيوم لصنع أسلحة نووية. وتوقع سامور أن تسعى الولاياتالمتحدة إلى اللعب بورقة تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي مقابل تعهد الإيرانيين بقبول بعض القيود الممكنة لتقويض نشاط برنامجها النووي..محذرا من أنه بدون قبول صيغة هذه القيود، فإن أي مقترح تقدمه إيران لن يتم أخذه محمل الجد. وحول اجتماعات جنيف، قال سامور أنه من المتوقع أن يحضر الوفد الإيراني ومعه مقترحات جديدة، فيما سينتظر الطرف الاخر - المتمثل في مجموعة دول (5+1) وهي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا- لسماع هذه المقترحات وسط مناقشات جادة ومطولة. وردا على تساؤل حول المغذى الذي قد ينتج إذا ما وافق الوفد الإيراني على لقاء الأمريكيين سرا، ذكر سامور أن هذا الأمر ربما يظهر أن الإيرانيين باتوا يتعاملون مع المفاوضات بجدية...مشيرا إلى أن الإيرانيين يرفضون منذ عام 2009 اجراء اجتماعات ثنائية مع الوفد الأمريكي، لذلك فإنه سوف يكون تطورا مهما إذا ما تم تفويض وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف والوفد المرافق له للقاء رئيس الوفد الأمريكي، وكيل وزارة الخارجية للشئون السياسية ويندي شيرمان. وفي السياق ذاته، أعرب المسئول الأمريكي عن اعتقاده بوجود جدال محتدم في طهران بين الفريق الذي يعتقد أن إيران بحاجة لانتهاج دبلوماسية جديدة مع الغرب وبين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، الذي يعتقد أن الأمريكيين غير جديرين بالثقة وأن أي تنازلات تقدمها إيران لن ترضى الولاياتالمتحدة بل وستدفعها لطلب المزيد.