دأبت جماعة الإخوان المحظورة علي خداع الجميع بمن فيهم حلفاؤها، وقد بدت الجماعة في حالة تخبط شديد، خاصة بعدما تراجع «تحالف دعم الشرعية» عن دعوته للتظاهر أيام العيد، ولم تمر سوي ساعات حتي تراجع التحالف مجدداً، ودعا أنصاره لإقتحام ميدان التحرير في أول أيام عيد الأضحي بما يهدد بإسالة دماء جديدة في مسلسل العنف الذي يرتكبونه ضاربين بعرض الحائط مبادرة الدكتور أحمد كمال أبو المجد للمصالحة، والتي وعدوه أثناء الحوار معه، بوقف التظاهر. لقد ظهرت بوادر الفشل لمبادرة د. أحمد كمال أبو المجد الفقيه الدستوري بشأن التهدئة بين تنظيم الإخوان، والسلطة في مصر لمعارضة القوي المدنية، وجبهة الانقاذ الوطني، من جانب والإخوان من جانب آخر ودعوتهم لمليونية «الدعاء لمصر» وذلك من ظهر اليوم الاثنين يوم عرفة إلي مغرب هذا اليوم العظيم. وأعلن د. أحمد كمال أبو المجد الفقيه الدستوري أنه التقي بعمرو موسي رئيس لجنة الخمسين في إطار مشاوراته بشأن تحقيق المصالحة، وإزالة التوتر بين تنظيم الإخوان والسلطة، مؤكداً أن الحوار تم في إطار قيام الإخوان بالاعتذار عن العنف للشعب المصري ونبذه والتوقف عن التصعيد الإعلامي والاعتراف بشرعية الحكم الثوري القائم حالياً طبقاً للبيان الذي أصدره أمس. جبهة الإنقاذ الوطني أكدت أن فكرة التصالح مع الاخوان في هذه الفترة من شأنها إرباك المشهد السياسي، من جانب أفراد محسوبين علي تنظيم الإخوان وهو د. أحمد كمال أبو المجد وذكرت أن الشعب قرر خارطة الطريق أشرفت عليها القوات المسلحة في التطبيق وعلي الجميع الالتزام بها وفق مطالب الشعب وليس وفق رؤي لأحزاب وجماعات غير شرعية. وقال د. أحمد بهاء الدين شعبان، القيادي بالجبهة، في تصريحات ل «الوفد»: «أي حديث عن المصالحة مع تنظيم الإخوان أو تحالف دعم الشرعية إضاعة للوقت، وإرباك للمشهد السياسي في ظل خارطة الطريق يمضي المصريون في تطبيقها واقترب الانتهاء من الدستور الجديد ومن ثم إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية». وأضاف «الجبهة ترفض أي اساليب للتصالح مع أي جماعة تعمل في إطار الاعمال الارهابية، وتحارب المصريين وتقوم بأعمال ارهابية وتكدير السلم العام وتعطيل مصالح المواطنين»، وتابع: «الجبهة لم يطلب معها الحديث بشأن التصالح مع الإخوان ولكن إذا طلب سيتم الرفض لأننا لا نتعامل مع إرهابيين وقتلة». وأشار إلي أن مبادرة أبو المجد لا جدوي منها ومكتوب عليها الفشل لأنه لن يقبلها أحد، خاصة أن من خارجها الخير ومن باطنها الشر وهدفها إعطاء فرص الحياة من جديد لصالح الإخوان. وبعد حكم القضاء أصبحت جماعة الإخوان تنظيما محظورا وجمعيتها الأهلية لا وجود لها يجب علي الدولة ليس التصالح ولكن حسم مواجهة أعمال الارهاب والفوضي». وقال المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض: «فشل مبادرة أبوالمجد كان معلوماً منذ أن تم الاعلان عنها لأن الجماعة رافضة لتقديم أي تنازلات وهو نفس موقف الإدارة الحالية للبلاد مما يؤكد ان اطار التصعيد مستمر من جانب الطرفين وأن الأمر سيستمر في هذه الأعمال غير المقبولة». وأضاف الخضيري في تصريحات ل«الوفد»: «مبادرة أبوالمجد لا تختلف كثيراً عن المبادرات التي أطلقتها ولاقت صعوبة التوافق من جانب القوات المسلحة التي تصر- علي ضرورة أن يقبل الإخوان بخارطة الطريق والالتزام بالأمر الواقع فيما يصر- الإخوان علي عكس ذلك مؤكداً أن موقف بشر- ودراج الذي يتردد بشأن سعيهم نحو التوافق وأنهم راضون بالأمر الواقع لا ينطبق علي قيادات الجماعة قائلاً: «بشر- ودراج غير متخذي قرار في الجماعة والمفاوضات معهم لا جدوي منها لأن أصحاب القرار إما في السجون أو مطاردين». وأكد صفوت عبدالغني القيادي بالجماعة الاسلامية ان المبادرة تضمنت شروط اذعان وقهر وضرورة الاستسلام للواقع الحالي وكأنه لم تكن هناك أزمة من أساسه متسائلاً: «ما معني البند الثالث من البيان الصادر الذي ينص علي انه قبل المصالحة يجب تقديم تنازلات وضمانات وفي مقدمتها الاعتراف بسلطات الحكم الثوري القائم والتعاون معه»؟. وجه الشيخ مظهر شاهين رسالة لأبو المجد لماذا الاصرار علي المبادرة رغم رفض الإخوان؟ وما هي أوجه استفادتك منها؟ ومن الذي فوضك للتفاوض باسم الشعب؟. وكثف أعضاء تنظيم جماعة الإخوان من دعواتهم علي الصفحات التابعة لهم علي موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» للحشد في الميادين ومحاولة اقتحام ميدان التحرير،مستغلين إجازة عيد الأضحي واحتمالية ضعف تواجد رجال القوات المسلحة والشرطة في الشوارع وترك الميدان لهم. وسيطرت قوات الأمن منذ الساعات الأولي من صباح أمس علي ميدان التحرير حيث منعت دخول السيارات في جميع المداخل والمخارج في الوقت الذي اكتفت فيه بالسماح للمواطنين بالسير علي الاقدام بأرجاء الميدان لقضاء مصالحهم من مجمع التحرير. واستمرت القوات في إغلاق محطة مترو السادات الكائنة بميدان التحرير تحسباً لوقوع أحداث عنف أو محاولة اقتحام الميدان من قبل أنصار الإخوان،وسط حالة من الغضب لدي المواطنين لعدم القدرة علي تغيير خطوط المترو خاصة هذه الأيام التي تشهد سيولة في الحركة لشراء متطلبات العيد. واعتبر الدكتور تقادم الخطيب، مسئول الاتصال السياسي بالجمعية الوطنية للتغيير إصرار الإخوان علي التظاهر دليل علي انتهاج سياسة العنف وعدم القبول بالتهدئة قائلاً «ما تردد خلال الأيام الماضية عن المصالحة كان يتطلب التهدئة حتي ولو لم تكن هناك مصالحة إلا أن الجماعة لا تريد الحل».