انتقد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي موقف الرئيس التشيكي برغبة بلاده نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدسالمحتلة وإعلانه عن عدم دعم بلاده لقرار الاتحاد الأوربي القاضي بمقاطعة بضائع المستوطنات الإسرائيلية . وقال العربي في كلمته أمام اجتماع الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين اليوم الأربعاء" إن موقف الرئيس التشيكي يشكل مخالفة لقرارات ملزمة صادرة من مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضاء المجلس ويتعارض مع أحكام القانون الدولي ومع ثوابت موقف الاتحاد الأوربي من القضية الفلسطينية . وأكد العربي على خطورة موقف التشيك لأنه يشكل سابقة سياسية ودبلوماسية من دولة عضو في الاتحاد الأوربي، مشيرا إلى أن الأمانة العامة للجامعة قامت بإصدار بيان صحفي عبرت فيه عن استيائها لصدور تلك التصريحات من الرئيس التشيكي باعتبارها تشكل انتهاكا صارخا لقرارات الأممالمتحدة والقانون الدولي وأحكام معاهدة جنيف الرابعة وغيرها من المرجعيات القانونية الدولية فيما يتعلق بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدس الشريف. وطالب العربي مجلس الجامعة العربية باتخاذ قرارات واضحة يتم إبلاغها إلى مجلس الأمن ومختلف الدول ، غير أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن ذلك لايكفي لأن ما صرح به الرئيس التشيكي يشكل سابقة خطيرة يجب التعامل معها بكل حسم على مستوى الدول العربية جميعا. واستعرض العربي نتائج التحرك الدبلوماسي العربي في نيويورك ونشاطات الوفد وما شهدته من اجتماعات حول مستجدات الوضع في سوريا وأشار إلى أنه عقد فى نيويورك اجتماعا مهما مع وفد من قيادات الائتلاف الوطني لقوى المعارضة الثورة السورية برئاسة أحمد الجربا رئيس الائتلاف جرى فيه البحث في مختلف الجوانب المتعلقة بترتيبات عقد "جنيف2 "وما يواجه الائتلاف من صعوبات وضغوط من جهات مختلفة. وقال العربي إن الجربا أكد في هذا الاجتماع على أهمية توفير الرعاية والدعم من قبل مجلس الجامعة الوزاري للائتلاف الوطني السوري حتى يتمكن من المشاركة فى مؤتمر "جنيف 2 "بوفد يضم جميع الأطراف الفاعلة في المعارضة السورية، لافتا إلى أن هذا الموضوع لا يزال يتطلب المزيد من المشاورات والاتصالات التي بدأها فى نيويورك ويتابعها حاليا مع وزراء الخارجية العرب. وأشار إلى أن هذا الأمر ربما يتطلب بعد أن تستكمل تلك المشاورات أن يتم عقد اجتماع لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لبحث التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر "جنيف 2 "وسبل توفير الدعم والرعاية للائتلاف الوطني السوري. ومن جانبه ، أكد سفير فلسطين ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية بركات الفرا أن تصريحات الرئيس التشيكي حول نيته نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس منافية للقانون الدولي ولا يجب أن تمر مرور الكرام. وقال الفرا إن نقل السفارة لا بد أن يواجه بموقف حازم وصارم منا جميعا، مشيرا في هذا الصدد إلى القرار الصادر عن قمة عمّان الحادية عشرعام 1980 بقطع العلاقات مع الدول التي تعترف بإسرائيل أو تنقل سفارتها إلى القدسالمحتلة . وشدد الفرا على أنه لا يجب التهاون إزاء تصريحات الرئيس التشيكي وإلا ضاعت القضية الأمر الذي يتطلب قرارا ملزما، منبها إلى أن القدس تتعرض إلى هجوم صهيوني مكثف كما يتعرض المسجد الأقصى إلى محاولات مستمرة للاجتياح . وحذر من المخطط الصهيوني المزمع تنفيذه غدا الخميس لاجتياح المسجد الأقصى فيما يسمى بعيد الصعود إلى جبل الهيكل. ودعا الفرا مجلس الجامعة العربية إلى موقف حاسم ضد مواصلة المخططات الصهيوينة، محذرا من الخطر الكبير الذي يحيط بالمسجد الأقصى، منتقدا موقف المجتمع الدولي والأممالمتحدة والموقف العربي المتخاذل مع الانتهاكات الاسرائيلية. وقال الفرا إن أهل القدس لا يملكون أسلحة يواجهون بها الاحتلال الاسرائيلي بل يواجهونها بصدورهم العارية وأن الجيش الاسرائيلي يسيطر سيطرة كاملة على القدس. وتابع الفرا" للأسف المجتمع الدولي والأممالمتحدة لم تسعفنا من القرارات التي صدرت في القمم السابقة من شجب واستنكار لما يتعرض له المسجد الأقصى ".