يعتبر الأنف كجهاز تنفسي علوي في الإنسان ذا أهمية قصوي وذلك لما يقوم به من تنقية الهواء وتدفئته في فصل الشتاء وضخه إلي الجهاز التنفسي «الرئتين»، بالإضافة إلي خروج إفرازات من الأنف التي قد تسبب ضرراً بالغاً عند انسداد الأنف وخروجها خلف الأنف للحلق والجهاز التنفسي السفلي وبعض أجزاء الجسم في الحالات الشديدة ك «المعدة - البطن - المفاصل - الكلي» وذلك نتيجة لكثرة الإفرازات الواردة إليها لما تحتمله من ميكروبات ضارة، بالإضافة إلي وظيفة مهمة أخري وهي الشم الذي يتأثر بشدة عند انسداد الأنف حتي إنه في بعض الحالات الشديدة تفقد حاسة الشم ويترتب علي ذلك فقدان التذوق أيضاً. يقول الدكتور أسامة سعد الدين، استشاري وجراح الأنف والأذن والحنجرة: أهمية الأنف تبدأ منذ الصغر، فعندما يخرج الطفل المولود حديثاً من رحم الأم في أول دقيقة يتم وضع الطفل ورأسه إلي أسفل وقدمه إلي أعلي ويطرق علي ظهره حتي يبكي الطفل وينتج الجهاز التنفسي السفلي «الرئتين» والأنف أيضاً إذا كان لا يوجد إعاقة لوظيفة الأذن كوجود لحمية خلف الأذن مثلاً أو إفرازات بالأنف أو خلفها، وفي الطفل الرضيع تتضاعف أهمية الأنف لأنها تساعد أيضاً علي التنفس أثناء الرضاعة وتحميه من الاختناق، وعند وجود لحمية خلف الأنف في الأطفال الرضع يجب علي الطبيب المختص تقدير هذا الأمر جيداً فإذا كان الأمر يمثل خطورة مباشرة كضيق في التنفس أو غير مباشرة كتأثيره أثناء الرضاعة تعمل عملية استئصال اللحمية حتي يعود الأنف إلي وظيفته كاملة وتجنب أي أضرار محتملة مثل وجود رشح خلف طبلة الأذن مثلاً ما يؤدي إلي فقدان جزئي للسمع وبالتالي يتم التأثير أيضاً علي قدرة الطفل علي الكلام. وبالنسبة للكبار يتأثر الأنف بأشياء عديدة مثل وجود حساسية شديدة بالأنف مثلاً وذلك بالتعرض لمؤثرات معينة مثل التراب والدخان والمبيدات والتغير في درجة الحرارة، أو وجود بعض الأمراض في الأنف مثل تضخم غضاريف الأنف أو وجود زوائد لحمية، أو التصاقات في الأنف أو التهابات مزمنة بالجيوب الأنفية. ويضيف الدكتور أسامة سعد الدين: وأعراض الإصابة بأمراض الأنف السابق ذكرها تكون في وجود عرض واحد أو مجموعة من الأعراض مثل انسداد الأنف وضيق في التنفس وخروج إفرازات خلف الأذن بكثرة مما يتسبب في حدوث التهابات في الحلق والصدر بصورة متكررة أو صداع مزمن حول العين ويسمع خلف الرأس أو التهابات متكررة بالأذن، فضلاً عن تأثير الشم والتذوق في الحالات الشديدة أيضاً وفي بعض الحالات يكون هناك تأثير علي بعض الأجهزة للجسم كالجهاز الهضمي أو الآلام في المفاصل. ويري الدكتور أسامة سعد الدين، أن طرق الوقاية تكون بتجنب العوامل التي ذكرناها وعلاج المريض في بدايته حتي نتجنب حدوث مضاعفات والعلاج إما طبياً في الحالات البسيطة أو المتوسطة، بالإضافة إلي المتابعة المستمرة أو جراحياً في بعض الحالات المزمنة التي تتطلب تدخلاً جراحياً لتجنب حدوث مضاعفات غير محتملة في أحيان كثيرة، وفي الختام أنوه إلي ضرورة العناية بالأنف فهي بداية الطريق للعناية بالصدر، وكلما زادت نسبة العناية كلما أصبح العلاج يسيراً مما يؤثر علي صحة المريض بالإيجاب والراحة.