أمريكا التى لاتزال تعيش عقدة عبدالناصر لا تريد الفريق أول السيسى.. ولكن الشعب المصرى يريده.. فهو فى نظر الأمريكان هو عبدالناصر الجديد.. والعم سام يكره جمال عبدالناصر.. ولكن فقراء مصر يعشقون ناصر وهو فى نظرهم نصير الفقراء وزعيم الغلابة الذى حقق العدالة الاجتماعية ورغم أننى لست ناصريا.. ولكن هذه هى الحقيقة، فالمصريون يصرون أن السيسى هو المنقذ فى تحقيق أحلامهم. انزعج الأمريكان عندما رفع المصريون ولا يزالون صورة الفريق السيسى بجوار صورة الرئيس جمال عبدالناصر وبجوار صورة بطل حرب أكتوبر الرئيس السادات الذى حقق انتصارا بإمكانيات محدودة على إسرائيل والسلاح الأمريكى.. وكان سلاحه فى المعركة الإنسان المصرى المتمثل فى ضباط وجنود الجيش المصرى العظيم. الهاجس الأمريكى سببه كان ثورة 30 يونية وخوف الأمريكان أن يتحول السيسى من جنرال فى القوات المسلحة ووزيرا للدفاع إلى زعيم شعبى فى نسخة جديدة للرئيس عبدالناصر، وتمثل هذا الخوف أن يتحول السيسى بإرادة المصريين إلى رئيس يتمتع بكاريزما مثل كاريزما عبدالناصر ومن نفس المؤسسة الوطنية المصرية التى تعشق تراب هذا الوطن وترفض التبعية للخارج وهذا هو السبب الرئيسى للهاجس الأمريكى. ما رصدته جريدة الوطن فى متابعتها لمؤتمر معهد ماكين للقيادة الدولية تحت عنوان «فى مصر هل الإجابة للجيش» وحضره جون ماكين نفسه وبكل صراحة قال الأمريكى جاكسون ديل الصحفى بجريدة واشنطن بوست فى مداخلته بالمؤتمر: فى مصر ناصر جديد هو الجنرال السيسى الذى وضع المصريون صورته إلى جوار صورة عبدالناصر والكل يعلم ما يمثله ناصر من فاشية لم تكن مقصورة على مصر ولكن امتدت إلى العديد من الدول العربية، ومن ثم لا يمكن أن تكون الإجابة هى الجيش.. الصحفى الأمريكى لا يعجبه أن يقوم الجيش المصرى بهدم الأنفاق لأنها تصب فى أمنه القومى بالاساس.. تصوروا؟ هذا الصحفى يرفض الجيش المصرى لأنه هاجم منظمات المجتمع المدنى وقدمها للقضاء المصرى فى فترة حكم المجلس العسكرى. الأمريكان لا يعلمون أن الجيش المصرى مصنع الوطنية وأن رجاله مصريون حتى النخاع، وأن المجلس العسكرى فى فترة حكمه قدم هذه المنظمات للقضاء المصرى لأنها كانت تقوم بتمويل من يريدون هدم الدولة المصرية وكسر الجيش المصرى وتفكيكه وهو حلم أمريكى إسرائيلى للقضاء على واحد من أقوى عشرة جيوش فى العالم وهو يؤرق أمريكا واسرائيل. جون ماكين ومعهده فى حالة من الهلوسة بعد أن نجحت الإرادة المصرية فى ثورة 30 يونية بالإطاحة بحكم الإخوان الفاشي أن ماكين نفسه وبعض الساسة الأمريكان يرتبطون بمصالح مالية مع خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة المحظورة ومؤسسات التنظيم الدولى الذين نجحوا بما لديهم من مليارات الدولارات من شراء ذمم ساسة وصحفيين وإعلاميين ومعاهد أبحاث أمريكية وهو ما يحدث حتى الآن هؤلاء الذين يتحسسون جيوبهم المنفوخة وأموال الإخوان والتنظيم الدولى لايزالون يظنون أن ثورة 30 يونية الشعبية انقلاب عسكرى وجن جنونهم بعد أن أطاحت هذه الثورة بأحلام الأمريكان فى شراء جزء من سيناء بعد أن اكتشف المصريون خيانة الإخوان وحكمهم العنيف وكان الثمن هو سقوط الإخوان إلى غير رجعة. الرد الطبيعى للشعب المصرى على الاستعلاء الأمريكى وإرهاب الإخوان هو الإصرار على دعم الجيش المصرى والفريق أول السيسى، خاصة أن النخبة المدنية الحالية فى مصر ضعيفة ولا يزال أمامها ما لا يقل عن عشر سنوات حتى يمكن أن تؤدى دورها فى السياسة المصرية بقوة.. المصريون الآن يصرون على استكمال خارطة الطريق ودستور جديد ويتمسكون بجيشهم لحماية مصر من التدخل الأجنبى والإرهاب والفاشية الدينية المتمثلة فى الإخوان وحلفائهم والتى تدعى أنها تحكم باسم الله وهى غارقة إلى أذنيها فى الفساد والخيانة.. المصريون سيصنعون ديمقراطيتهم دون وصاية من الأمريكان أو من أمثال ماكين، فهذا هو حكم التاريخ الذى صنع أقدم دولة فى تاريخ البشرية مصر الحرة.