إن الحكم الصادر أمس من محكمة جنح النزهة بحبس ضابطى شرطة بجهاز أمن الدولة لاتهامهما بتعذيب شقيقين بسجن ألماظة يؤكد لنا أن القضاء المصرى هو الملاذ بعد الله سبحانه وتعالى لاحترام آدمية الإنسان.. إن جرائم التعذيب وانتهاك حق الإنسان الذى كرمه الله سبحانه وتعالى يجب ألا نتجاهلها أبداً.. إن أخطر ما تعرض له الانسان المصرى خلال العهود الماضية من تعذيب وانتهاك كان سبباً رئيسياً فى حالة الخوف والرعب من الأنظمة السابقة والتى تحطمت فى «25يناير2011».. إنه لا يجب أن تأخذنا رأفة فيمن ينتهكون حقوق الإنسان.. وأن هذا الأمل يمتد أيضاً الى أى فصيل قام بالتعذيب شرط أن يكون بأدلة ووقائع حقيقية ولا يعنى مطلقاً سقوط نظام حكم أن يكون هذا سبباً فى اتخاذ أى اجراءات استثنائية ينتهك من خلالها إهدار حقوق الإنسان وآدميته.. فى ظل إعلان حالة الطوارئ الحالية وعمليات الاعتقال للأسف صمتت ألسنة المدافعين عن الحرية وحقوق الإنسان. كرهاً منهم فى نظام الإخوان.. كنت أتمنى منهم أن يطالبوا بالتحقيق فى أىحادث تعذيب أو إهدار كرامة حق الإنسان أو اعتقال بدون وجه حق أو تلفيق قضايا من بعد «30 يونية» تماماً.. كما نطالب جميعاً بالتحقيق فى مشاهد فيديو ظهر التعذيب محام أثناء ثورة «25 يناير» بمعرفة بعض المنتسبين للإخوان فى مشهد أحداث الاتحادية أو فى أى وقائع تعذيب تمت بمعرفة المنتسبين للإخوان.. أنه يجب علينا ألا نستمد كرامة المواطن وحق الإنسان من الخارج ولكن تستمدها من ديننا الحنيف.. وقد كرم الله الإنسان فى كتابه الكريم.. كنت أتمنى من الحكومة الجديدة أن يقوم وزير العدل والوزراء المحسوبون على فندق الثورة مثل حسام عيسى وكمال أبوعيطة وغيرهما بإثارة الجرائم والفظائع التى تتم داخل السجون وغرف الحجز بأقسام الشرطة.. إننا ننتظر قيام مجلس الوزراء بالتحرك بسرعة للمرور على هذه السجون والتعامل بإنسانية مع كل مسجون حتى لو كان حاصلاً على حكم الإعدام أو الأشغال المؤبدة.. فقد تحولت السجون وغرف الحجز بأقسام الشرطة الى أماكن لتفريخ هؤلاء أشد جرماً وعنفاً بعد أن يخرجوا من هذه السجون،. وسبب ذلك كله أنه لم يتم حتى الآن وضع خطة لتأهيل وإصلاح المسجون داخل السجون.. ونقول لضباط الشرطة عليكم أن تقرأوا جيداً حيثيات قضايا التعذيب فى الماضى.. وأن لا تستمعوا ولا تستجيبوا لأى مطلب بإهدار كرامة الإنسان أو تعذيبه أو انتهاكه فسيأتى يوم يتم فيه المحاسبة سواء كان هذا اليوم فى القريب العاجل أو الآجل.. إن أسوأ ما فى الإنسان ألا يستقرىء جيداً وقائع الماضى.. وألا يتعظ ممن كانوا يوماً فوق العروش يمارسون جرمهم بكل طمأنينة ولكن خاب ظنهم بعد أن دارت عليهم الدوائر وأودعوا الزنازين.. اقرأوا جيداً لعلكم تتعظون من جبابرة التعذيب فى كل العهود الماضية.. فلو رجعتم الى سجلات السجون التى تشرفون عليها حالياً ورجعتم الى الوراء لوجدتم أن هناك أسماء ملأت الدنيا صخباً بتعذيبها ولكن جاء اليوم الذى سجلت أسماؤهم فى دفاتر السجون التى تشرفون عليها حالياً..من فضلكم اقرأوا سجلات الدخول لجبابرة التعذيب والقهر والبطش.. لعلكم تتعظون.. فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق.