أقامت مكتبة الأسكندرية احتفالًا لأربعة من كتاب الأسكندرية الحاصلين على جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية وصولاً لأعلى جائزة وهي جائزة النيل، وذلك بعدة مجالات مختلفة، ومنها في فرع الآداب، ديوان الشعر، الترجمة، والعلوم الاجتماعية، وهي مسابقة تعد الأولى للأسكندرية. بدأت الندوة بتقديم الاستاذ "منير عتيبة" لأربعة من المبدعين السكندريين الحاصلين علي الجوائز وهم: د. مصطفى العبادي"، أستاذ التاريخ اليوناني والروماني وعضو رئيسي في مشروع إحياء مكتبة الأسكندرية الجديدة والحاصل على أرفع جائزة تقدمها الدولة وهي جائزة النيل على مجمل أعماله في فرع العلوم الاجتماعية، والأستاذ"سعيد سالم" الذي قال عنه الأديب "يوسف إدريس" إنه عاصفة أدبية، وهو مهندس الرواية المصرية، بالإضافة إلى أعماله الإذاعية والتليفزيونية المتميزة، والحاصل على الجائزة التقديرية في الآداب، والأستاذ"رجب سعد السيد" الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في الترجمة؛ لترجمته كتاب"تبعات المستقبل" لمؤلف أمريكي، والأستاذ"مفرح كريم" الشاعر والحاصل على جائزة الدولة التشجيعية عن ديوان "أساطير البحر"، وهو من أهم شعراء جيل السبعينيات المجددين في الشعر العربي. ولقد حضر الندوة د.يحيي حليم زكي - مستشار مدير مكتبة الأسكندرية - نيابة عن د. إسماعيل سراج الدين لسفره اضطراريًا إلى القاهرة لأداء بعض الأعمال، وحضر العديد من الشعراء والأدباء السكندريين، وذلك بحضور العديد من الجهات الإعلامية. ثم ألقى كل من المبدعين الكرام كلمة على جمهور الحضور، ولقد استأثر بأول وأطول كلمة"د.مصطفى العبادي" الذي بدأ كلمته بشكر مكتبة الأسكندرية وإدارتها والعاملين بها علي هذه المبادرة الكريمة التي سبقت غيرها واحتفلت بهؤلاء المبدعين، ولقد ألقى بعض الانتقادات أولها: إنه يعد فوز أربعة من مبدعي الإسكندرية بجوائز الدولة إنجازًا كبيرًا؛ وذلك بسبب أن المجلس الأعلى للثقافة هو الذي يقر الجوائز وعدد أعضاؤه 60 عضوًا جميعهم من القاهرة باستثناء اثنين فقط وهما د. إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الأسكندرية، ود.مصطفى العبادي، ونتيجة لذلك يستأثر سكان القاهرة بقرارات المجلس وبكثير من الامتيازات، كما يقر د. العبادي أن كثيرًا من أعضاء المجلس ليسوا من أهل الدراسة والتخصص والبحث العلمي. وقد ذكر كلمة قالها له"د.مصطفى الفقي" في أحد اللقاءات" إنه لو كان من أهل القاهرة لكان له شأن آخر"، ولكنه رد قائلا بأنه أسعد حالًا بكونه من أهل الأسكندرية. وكان انتقاده الثاني، يتعلق بوضع البحث العلمي بشكل عام في مصر، وأول مشكلة فيه أنه شديد التكلفة، وهذه عقبة أمام مصر؛ لأنها تمتلك الإمكانيات، وذكر أن ما تنفقه إسرائيل على البحث العلمي المدني - بخلاف البحوث العسكرية التي تتكلف إضعاف البحث المدني أكثر مما تنفقه مجموعة الدول العربية كلها علي البحث العلمي، وهذا شيء صعب جدًا في رأيه، والمشكلة الأخرى في البحث العلمي؛ بانه بمرور الزمن مرتبط بالتكنولوجيا التي غيرت أفق كثيرة في العلوم الإنسانية والاجتماعية أو في الصناعة أو الاقتصاد، ومصر لا تمتلك التكنولوجيا المتقدمة. واختتم كلامه ببيت شعر من قول "أحمد شوقي" التي قالها منذ قرن من الزمان، " وَفي هَذا الزَمانِ مَسيحُ عِلمٍ يَرُدُّ عَلى بَني الأُمَمِ الشَبابا ثم ألقى الأديب "سعيد سالم" كلمته الذي بدأ كلماته بتمجيد ثورة 30 يونيه، وقال:" إنها سبب حصولنا على تلك الجوائز ولولا نجاحها لما كنا هنا اليوم، فلقد قال وزير الثقافة السابق "الإخواني":" كل قيادات وزارة الثقافة، وألغى كل الجوائز وقال قيمتها تذهب للحكومة، وكان رأيه أنه بالإضافة إلى الشباب وحركة تمرد كان هناك اعتصام الأدباء والمثقفين في وزارة الثقافة سببًا في قيام هذه الثورة ونجاحها. كما أنه أكد على كلام الدكتور "مصطفى العبادي" في نقده لنظام توزيع الجوائز ووصفه بنظام عقيم ولابد من تغييره، فالجهات التي ترشح للجوائز الكبرى قليلة جدًا في إسكندرية ومنها؛ الجامعة التي ترشح الأكاديميين فقط. واختتم كلامه بمزيج من الرجاء والعتاب لمكتبة الأسكندرية، لإنه قضى عام 2010كاملًا في الدراسة وخرج بكتاب "الأسكندرية 2010؛ طوفان من الإبداع المتألق" ولم يصدر إلي الآن، وطالب بنشره لأنه من حق جميع كتاب الإسكندرية. وبعده قام الشاعر "مفرح كريم" بإلقاء كلمته القصيرة؛ التي بدأت بشكر مكتبة الإسكندرية علي هذا الاحتفال الطيب بالمبدعين، وقام بإلقاء عتاب علي المكتبة باسم شعراء الإسكندرية، فعلى الرغم من نشاطها الواسع إلا أنها لا تلقي اهتمامًا كبيرًا بالشعر والشعراء، وطالب بتخصيص لقاء أسبوعي للشعراء، واختتم كلماته بقصيدة رائعة تعبر عن حبه الشديد للإسكندرية بعنوان "الإسكندرية" التي نالت إعجاب جميع الحضور وانتهت بالتصفيق الحاد. واختتم الأديب "رجب سعد السيد" الكلمات بتأكيده علي أهمية الجوائز في حياة المبدعين فهي نوع التشجيع بالنسبة لهم فهو في عامه الخامس والستون وله من المؤلفات أربعة وخمسون كتابًا ولم يلتفت إليه أحد من قبل بالجوائز، كما أشار إلى أن الجوائز تعد من آليات الفرز ؛ فالمبدعون الحقيقيون نسبة قليلة جدًا، وفي هذا الصدد دعا واقترح على مكتبة الإسكندرية أن تطلق جائزة باسمها لتكريم المبدعين السكندريين. وفي نهاية الندوة تلقى المبدعون العديد من التهاني المقدمة من السادة الحضور، وتم توزيع جوائز المكتبة.