كشف ضباط من العمليات الخاصة التابعة لجهاز الأمن المركزي بوزارة الداخلية، ترتيبات القوات والتخطيط لمداهمة منطقة كرداسة وضبط المطلوبين أمنيا فيها. وأكد ضباط العمليات الخاصة أن وجود كاميرات وصحفيين مرافقين لهم في عملياتهم يعرقل تنفيذ العمليات ويعطلها، إلا أن له جانب مميز وهو عرض الحقيقة للجمهور. وأشار الرائد محمود نزيه أن المتابعة الإعلامية في أحداث مداهمة كرداسة لضبط مطلوبين أمنيا كان واجبا، لأن المنطقة كانت خالية من قوات الشرطة منذ الهجوم المسلح على قسم شرطة كرداسة وقتل الضباط والتمثيل بجثثهم، لذا كان يجب ضبط النفس في التعامل مع منطقة كرداسة. وأوضح أن الكاميرات الصحفية كانت تعوق عمل القوات قليلا، إلا أنها ساهمت في تحسين صورة القوات لدى الناس، فأصبح الجمهور يعني ما يحدث ويرى المداهمة لحظة بلحظة. وقال نزيه إن التواجد الأمني في كرداسة كان يستوجب التخطيط الجيد للعملية، وتم عمل مسح جغرافي للمنطقة ورصد شوارعها الضيقة مع كثافتها السكانية العالية، فضلا عن كثرة الأهداف التي يجب التعامل معها ومنهم 45 من الأهداف الأكثر خطورة. وتابع "وردتنا معلومات أن العناصر مستعدة ومصرة على عدم تغيير أماكنها والتعامل بكل العنف مع القوات، ومع هذه التحذيرات دخلت القوات لكرداسة بعد تمويه معلومات بهدف الخداع بخصوص الوقت لكي تنجح العملية. وأيد رأيه العقيد جمال راغب ضابط الأمن المركزي، الذي أكد أن المهام تكون صعبة للغاية ويصعب معها تواجد الصحفيين لحمايتهم من طلقات الرصاص، لافتا إلى أن الشرطة تتعامل مع "عدو خسيس ومجهول وليس له ملفات سابقة"، إلا أن الكاميرات ساهمت في إظهار الحقيقة للناس. وقال المقدم وائل كمال الضابط الذي شارك في عملية مداهمة منطقة كرداسة، أن تحركات قوات العمليات الخاصة لضبط المطلوبين أمنيا في كرداسة كانت متقنة بشدة. وأفصح عن أنه لم يستطع مشاهدة مقطع الفيديو الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي صور قتل الضباط في قسم شرطة كرداسة، مشيرا إلى أن أداء قوات الشرطة كان خاليا تماما من أي سلوك انتقامي لزملائهم الذين راحوا، ودلل على ذلك بعدم سقوط ضحايا سوى الشهيد اللواء نبيل فراج. وأشار إلى أن التمويه في موعد العملية كان يهدف لخلخلة وتوتر المطلوبين، مشيرا إلى أنه قد ذهب مرارا إلى كرداسة متنكرا هو وزملاءه ليعرف طبيعة المكان وطرق الدخول والخروج. وأضاف الرائد محمود نزيه، والمقدم وائل كمال، في لقاء مع برنامج "جملة مفيدة" على MBC مصر، أن القوات قامت بعمل دراسة للجانب النفسي للضباط الذين سيقومون بالعملية، وتأهيلهم نفسيا حتى لا يكون هناك عنف أو انتقام لزملائهم في قسم شرطة كرداسة، الذين تم قتلهم بوحشية. كما كشف الرائد " نزيه"، كيف استشهد اللواء نبيل فراج في مداهمة قوات الشرطة لمنطقة كرداسة لضبط مطلوبين. وأوضح أن القميص الواقي للرصاص مكون من طبقتين، إحداهما مجموعة من الألياف، والأخرى بها طبقتين من السيراميك تأخذ شكل الظهر والصدر، وهو ما يجعل منطقة الجانبين مكشوفة وسهلة الاختراق بالرصاص. وقال إن ما يشاع عن أنه توفي بطلقة ميري هو خاطئ تماما، مشيرا إلى أن فارغ الرصاص يسقط إلى جوار الجاني، مما يجعل تحديد نوع الرصاصة مستحيل لأن الشرطة لا تملك سوى المقذوف الخالي من البيانات، والذي يدخل جسم الضحية. ولفت نزيه إلى أن الطلقات المستخدمة ضد الشرطة بدءا من فض اعتصام "رابعة العدوية" لأنصار الرئيس المعزول، تخترق الخوذة والقميص الواقي للرصاص، وهو ما يدل على أن من يطلق الرصاص يعرف نوع الطلقة وإلى أين تذهب، وفق ما ذكر. وتابع "أنا فخور بعملية كرداسة لنجاحنا فيها لأننا قبضنا على 85 % من المطلوبين أحياء، العملية نجحت بضبط النفس غير العادي والسيطرة على الأعصاب، ونظرة الإعلام تغيرت نحو الشرطة بعد العملية".