استطاع المخرج الشاب امير رمسيس جذب الأنظار إليه من أول أعماله السينمائية، حيث قدم العديد من التجارب الشابة التى لاقت استحسان الجمهور منها: فيلم «كشف حساب» و «ورقة شفرة» و «آخر الدنيا» و غيرها من الأعمال الروائية. كما أثار الكثير من الجدل عندما قرر أن يصنع فيلما تسجيليا عن يهود مصر ليثير استعطاف الجمهور حول اليهود الذين اضطروا للخروج من الأرض التى عاشوا فيها وطردوا منها ويملؤهم الشعور بحنين العودة الى سماء المحروسة مرة أخرى. طلب الفيلم للعرض في أكثر من مهرجان محلى ودولى أهمها مهرجان «نيويورك للفيلم الأفريقي»، و«واشنطن للسينما العربية»، بالولايات المتحدةالأمريكية، و«بيزنسون» بفرنسا، و«هامبورج» بألمانيا حصل مؤخرا علي جائزة أحسن فيلم تسجيلى بمهرجان «مالمو» السويد. عن ردود الأفعال والجائزة وما حدث فى مالمو بدأ امير حديثه ل«الوفد» قائلاً: كانت ردود الافعال عظيمة، واستطاع الفيلم ان يلقى استحسان الجمهور العربى والسويدي، وبشهادة ادارة المهرجان حصد الفيلم على أكبر نسبة مشاهدة، بجانب أن مدة ندوة الفيلم كانت من أطول ندوات المهرجان. هل جاء حصولك على جائزة المهرجان مفاجأة لك؟ - استغربت قليلاً خاصة في ظل وجود كلام عن أفلام أفضل من فيلمى، أحدها أعجبت به أنا شخصياً، ولكن فى النهاية هذا قرار لجنة التحكيم التى اتفقت جميعها على فيلم «عن يهود مصر». ولكن مدير المهرجان فلسطينى وأغلبية الجالية ايضاً ألم تحدث أى مشكلات؟ - بالفعل مدير المهرجان فلسطينى ولكنه عاقل جداً و متفتح بشكل متحضر، وهو من دافع عن الفيلم عندما هوجم من بعض أبناء الجالية العربية . وماذا عن الذى أثير حول تقاعس إدارة المهرجان فى حمايتكم؟ - هذا غير صحيح وتم توضيح ذلك فى بيان أصدرناه من السويد، وكل ما قيل من أخبار عن منع عرض أفلام عن 30 يونية غير صحيح بالمرة، وأنا أعتبرها محاولة للمتاجرة بالموقف، حيث جاء أحد ضيوف المهرجان بمجموعة من الأفلام بشكل شخصى، غير مدرجة على جدول المهرجان، فتم رفض عرضها، لأن جميع افلام المهرجان كانت محددة قبل 30 يونية، وأيضا الكلام حول حماس وسيطرتها على المهرجان غير صحيح وأكبر دليل على ذلك فوز فيلمى وتجاهل فيلم المخرج احمد عاطف الذى له علاقة وطيدة بالحكومة الغزاوية وحماس، والشرطة هناك كانت تخشى علينا اكثر من الشرطة فى مصر. ولكن الوفد المصرى الذى لم يستكمل المهرجان قال كلاما معاكسا؟ - هذا حقيقى للأسف، ونحن أصدرنا بيانا من هناك نوضح حقيقة الموقف، بالفعل حدث اعتداء من الجماعة، ولكن حدثت فرقعة إعلامية وغير صحيح بالمرة تورط المهرجان أو انتماؤه للتنظيم الدولى، فكثير من الحضور كانوا يعتقدون أن الأمور هناك تسير مثل عندنا هنا بمكالمة هاتف يتم حبس المحتجين، لكن هناك فى كل حدث كانت الشرطة على علم به، وعندما احتاج الامر لتدخل الشرطة تحول المكان لثكنه شرطية، ولم يكن هناك اى تراخ من إدارة المهرجان، وحتى نقيب السينمائيين المخرج مسعد فودة اتصل بمدير المهرجان و اعتذر له ووعده بتصحيح الموقف. وهل توقعت حدوث ذلك بدولة مثل السويد؟ - الدول الاسكندنافية منتشر بها التيارات الدينية الأصولية نتيجة هجرة الكثير إليها، وهذا قبل الثورة، وأنا أعرف صديقة تعرضت لبعض المشكلات أثناء عرضها مسرحية هناك حيث حاولت مجموعة سلفية منع العرض بالقوة، وأعتقد أننا قمنا بتعليمهم درسا قاسيا، بالرغم من ان نصف الوفد المصرى عاد الى القاهرة ولكننا استكملنا المهرجان واحتفلنا وحصلنا على جوائز، وتجاهلناهم تماماً وهذا ما يجب فعله كل مرة نواجههم فيها. معنى ذلك سوف تكون هناك مواجهات فى مهرجانات أخرى؟ - لا أعلم ولكن من الممكن حدوث ذلك فى ظل تشويه بعض القنوات الفضائية صورة مصر امام دول العالم الغربى. وهل يجب على الفنان أن يذهب الى اى مهرجان يدعوه حتي لو كان مصنفا عالميا؟ - فى النهاية الموضوع راجع للاختيار، وسمعة المهرجان وتاريخه وهل سيضيف لمسيرة الفيلم أم لا و غيرها، وحدث أن طلب أكثر من مهرجان فيلمى وأنا رفضت. وهل أضاف مهرجان «مالمو» لفيلمك؟ - مهرجان مالمو لا ينتمى لمهرجانات السبوبة التى تنتشر فى العالم ، بالرغم من كونه جديدا، ولم يتخطى الدورة الثالثة ولكنة ينمو بسرعة، ولو راجعنا تاريخه فى العامين السابقين سنجد أنه استطاع أن يضم أكثر من 90 فيلما من الوطن العربى، وعدد الضيوف ونجوم الوطن العربى فى تزايد كل عام، بجانب أنه يغطى منطقة بعيدة عن الوطن العربى ومن مصلحة أى فيلم ان يشارك فيه، فهذا المهرجان اقتحام لأرض بعيدة عنا ونحتاج إليها خاصة مع خسوف نجم مهرجانات كثيرة فى نفس المنطقة. قمت بإخبارى من قبل عن شراء قناة فضائية لفيلم «عن يهود مصر» ولكننا لم نر ذلك؟ - للأسف حدث تأجيل لهذا الأمر بسبب طلب الفيلم في أكثر من مهرجان فى الخارج حتى شهر ديسمبر القادم، وسوف يكون كل اسبوعين فى دولة جديدة، مما عطل الاتفاق بينى وبين القناة الفضائية. لماذا رفضت مشاركة قناة «الجزيرة» لإنتاج الفيلم؟ - قمت برفض أى شخص يشاركنى فى انتاج الفيلم و«الجزيرة» تحديداً، الذين قاموا بمخاطبتنا بعد عرض الفيلم وطلبهم لمشاهدة نسخة منه، وكنت أعلم مسبقا أن الجزء الخاص بالإخوان لن يمر مرور الكرام خاصة أنهم يجرمهم وبالفعل حدث ذلك. ما هى المحطة القادمة ل«عن يهود مصر»؟ - المحطة القادمة مهرجان هامبورج السينمائى الدولى، وهو من أكبر مهرجانات ألمانيا، ويلى برلين فى الأهمية. هل الفيلم القادم روائى أم سنشاهد الجزء الثانى من «عن يهود مصر»؟ - «عن يهود مصر» كان يشغل كل وقتى مما تسبب فى ابتعادى مدة طويلة، لكن بالتأكيد سوف أعود لعمل فيلم روائى، فأنا أعكف حالياً على كتابته، وربما مستقبلاً استكمل الجزء الثانى من «عن يهود مصر».