واصلت اليوم الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا عمليات التمشيط الواسعة بقرية دلجا إحدى قرى مركز ديرمواس عقب اقتحامها عن طريق قوات الأمن والجيش والأمن الوطني منذ 3 أيام، وتمكنت من إلقاء القبض على أكثر من مائتين شخص وقررت النيابة حبس 122 بينهم 53 تم حبسهم مساء أمس الأول و26 متهمًا باقتحام نقطة الشرطة و43 متهمًا بقطع الطريق تم ضبطهم أمس. ففي الوقت الذي تسعى فيه الأجهزة الأمنية للسيطرة على القرية وتمشيطها من العناصر الإرهابية وضبط الأسلحة تخرج المسيرات الإخوانية الضاربة بحظر التجوال عرض الحائط التى يتقدمها الأطفال والنساء الأمر الذى ينذر عن توقف العمل بمدارس القرية والنجوع والعزب والتوابع والبالغ عددها 35 مدرسة تضم 21 ألف تلميذ؛ بسبب تخوف الأهالى والأقباط على أبناءهم من أعمال انتقامية. أكد اللواء أسامة متولى مدير أمن المنيا أن الجهود الأمنية فى ضبط الخارجين عن القانون والصادر ضدهم أوامر ضبط وإحضار من النيابة العامة وتمشيط قرية دلجا مستمرة خاصة وأن خروج المسيرات اليومية لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى ومحاولتها خرق حظر التجوال واستفزاز رجال الأمن المتمركزين بالقرية وأمام نقطة شرطة دلجا يؤكد أن هناك من يحرك هذه القرية بأصابع خفية وقد نجح الأمن فى ضبط 26 متهمًا ممن شاركوا فى أحداث اقتحام نقطة شرطة دلجا وحرق دور العبادة المسيحية، وارتكاب أعمال الشغب بالقرية. وأضاف مدير الأمن أن تمشيط المناطق الزراعية والجبلية والبحث عن المطلوبين والفارين والأسلحة أسفر عن ضبط 7 قطع سلاح عبارة عن ( 2 بندقية آلية – 1 بندقية رصاص ألمانى – 1 بندقية خرطوش – 3 فرد خرطوش محلى الصنع)، كما تم ضبط 43 متهمًا من أنصار المعزول بقرية دلجا والمتهمين بقيامهم بقطع الطريق وإشعال النيران بإطارات الكاوتش، وإلقاء الطوب والحجارة صوب القوات فى محاولة منها لمنع القوات من الدخول للقرية. وقد أعلن اللواء صلاح زيادة الدين محافظ المنيا أن اللجنة الهندسية التابعة لجهاز القوات المسلحة والتى جاءت الى المنيا لمعاينة آثار الحر ق والتدمير التى طالت الكنائس التي قرر الجيش إصلاحها على نفقة القوات المسلحة، بدأت أعمالها بمعاينة كنائس دلجا وسط تمكين من تواجد قوات الأمن هناك حيث بدأت بالكنيسة الأثرية التى يمتد عمرها لأكثر من 1600 عام، وملحقاتها، ثم المجمع الكنسى الذي يضم 3 كناس أخرى لم تسلم من الحرق والتدمير خلال أحداث فض اعتصامى رابعة والنهضة خلال شهر أغسطس الماضي . وطالب هشام الفولى المتحدث الإعلامى للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان بالمنيا بأن يتم النظر لعلاج مشكلات قرية دلجا بنظرة شمولية، فنحن نطالب أن يعاد تأهيل القرية من جديد حيث يتم عمل جلسات مصالحة في حضور الأمن بين مختلف القوى بالقرية وخاصة الأقباط وعموم السلفيين هناك خاصة مع اقتراب موعد فتح المدارس، وأن الدراسة سوف تجمع التلاميذ معا في الفصول، ويجب إزالة هذا الاحتقان بسرعة وعلنًا وعلى الإعلام أن يتبنى إبراز إزالة الاحتقان بالقرية خاصة وأن أهالى القرية أكدوا أن الأحداث السابقة كانت خارجة عن المألوف، وأن هناك بلطجية مأجورين كانوا وراء أعمال الحرق والقتل والتدمير. وأضاف الفولى أن قضية قرية لدلجا لم تنتهِ بدخول الأمن خاصة وأن القرية وتوابعها بها 35 مدرسة تستقبل 21 ألف تلميذ وطالب بالتعليم الابتدائى والإعدادى، وعلى الرغم من ذلك إلا أن هذه المدارس غير مؤهلة لاستقبال أبنائنا من أبناء القرية مسلمين ومسيحيين وأن الأقباط يفكر معظمهم فى منع أطفاله من الذهاب للمدارس، حيث التقت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أكثر من 60 قبطيًا بالقرية الذين أكدوا أن ما يشغل بالهم حقيقة هو وضع أبنائهم بالمدارس وخوفهم من أن تكون المدارس مصيدة لأبنائهم خاصة فى ظل استمرار المسيرات الإخوانية بشكل يومى حتى بعد دخول الجيش والأمن وأن المدارس لا يتوفر لديها قوة أمنية أو حراسات، وقد تكون هذه المدارس بداية لاضطهاد قبطى جديد. وأضاف سميرة عزيز 35 سنة معلمة قبطية أن الدراسة عمليًا بالقرية ستبدأ فى وضع مزرى فالمدارس جميعها لم تؤهل وقد تكون خالية من الأثاث حيث تعرضت عدد كبير من هذه المدارس للسرقة وحرق أخشابها ومقاعدها، وكان بعضها مأوى للبلطجية وانشغل الجميع في الأحداث العامة وتناسى مسئولو التربية والتعليم بالمحافظة أن الدراسة على الأبواب، حتى اللجنة الهندسية التي أرسلتها القوات المسلحة لن تدخل المدارس فالمدارس لم تسجل ضد التعديات حيث نهبت دون عمل محاضر شرطة لها. وأشار القس يوسف أيوب راعى كنيسة مارى جرجس بالقرية إلى أن قرار إرسال أبنائنا للمدارس يتوقف على الأحداث الجارية بالقرية، فإذا كان الأمن متواجدًا بهذه الصورة الكثيفة والمسيرات الإخوانية تخرج يوميًا، إذا فهناك خطط لدى الخارجين عن القانون يقومون بتنفيذها ولا يثنيهم إلا التواجد الأمنى القوى، ناهيك عن أن أطفالنا من أبناء القرية مسلمين ومسيحيين سيجلسون على الأرض بدون مقاعد، وهو ما سيترك أثرًا فى نفوس التلاميذ. وطالب راعى الكنيسة مسئولي التعليم بوضع خطة تربوية لتعديل سلوك أبنائنا وتهيئتهم لقبول الآخر، خاصة وأن معظم الهجمات الأولى على منازل الأقباط كانت من صبيه فى سن تلاميذ المدارس، ولأن الإخوان وأنصار المعزول استخدموا هؤلاء الأبرياء كدروع بشرية وفى مقدمة مظاهراتهم فى كل مكان، حتى يعجز الأمن عن التصدي لهم، وما يدفعنا لإن ندرك بأن هؤلاء الأطفال جنود مسخرة لخدمة أغراض غير طيبة. وفى سياق آخر واصل مساء أمس الأول أنصار الرئيس المعزول مسيراتهم ومظاهراتهم، وقام بعض الصبية والخارجين عن القانون بمحاولة استفزاز الأجهزة الأمنية بضربه بالطوب والحجارة؛ مما تسبب في إصابة مجند بكدمة في الرأس وحاول مجهولون إطلاق أعيرة نارية فى الهواء لتشتيت الأمن إلا أن الأمن تصدى لهم، وقام بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع وقام بتفريق المظاهرة من سلمية إلى تعدًّ على القوات بالإضافة لخرقها حظر التجوال. وفقد قررت نيابة المنيا الكلية برئاسة المستشار تامر فاروق المحامى العام الأول لنيابات المنيا حبس 73 متهمًا ممن ألقى القبض عليهم من إخوان قرية دلجا، وعدد من الخارجين عن القانون، وممن كان قد صدر ضدهم أوامر ضبط وإحضار لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيق بتهمة التعدي على قوات الأمن وإشعال النيران على الطريق الصحراوي لقطعة على الشرطة، والحرق والتدمير لدور العبادة المسيحية، والانتماء لجماعة الإخوان وخرق حظر التجوال.