داهمت فجر اليوم قوات الأمن والقوات الخاصة المدعمة من القوات المسلحة مدينة كرداسة بمحافظة الجيزة، لضبط المتورطين فى مجزرة اقتحام مركز شرطة كرداسة، التى راح ضحيتها 11 ضابطاً من رجال الشرطة، بينهم مأمور المركز ونائبه يوم 14 أغسطس أثناء فض اعتصامى رابعة والنهضة. فرضت قوات الأمن حصارًا واسعًا في الساعات الأولى من الصباح، على مداخل قرية كرداسة بمحافظة الجيزة، استعدادًا لاقتحامها مع أول ضوء للفجر الذى حددته القيادات الأمنية بساعة الصفر، ونشرت القوات العديد من الآليات العسكرية والسيارات المدرعة وسيارات فض الشغب وأعدادًا كبيرة من قوات الأمن المركزي، بالإضافة إلى دعم من قوات الجيش بالمدرعات والجنود والتي قامت بإغلاق مداخل كرداسة كافة والسيطرة عليها. أسفرت عمليات المطاردة لبعض العناصر الإرهابية وتبادل إطلاق النار على مشارف مدينة كرداسة عن إصابة اللواء نبيل فراج، مساعد مدير أمن الجيزة، بطلق نارى، وأكدت مصادر أمنية أن مساعد مدير الأمن لفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى الهرم، إثر إصابته. كما ألقت قوات الأمن القبض على 21 من العناصر الإرهابية، كانوا يطلقون النار على قوات الجيش والشرطة من أعلى أسطح بعض المنازل، وتم احتجازهم وترحيلهم من قبل أجهزة الأمن داخل سيارات ترحيل السجناء. أشارت المصادر إلى القبض على محمد الزمر القيادى بالجماعة الإسلامية، وضبط 10 قنابل يدوية وسلاحين آلى بأحد الأكشاك القريبة من مركز كرداسة ، ومن جانبه أكد اللواء أحمد حلمى مساعد وزير الداخلية للأمن العام إن تلك العملية تستهدف في الأساس تمشيط المنطقة والقبض على عناصر محددة معروفة سلفًا، وتم تحديد أماكنها بدقة، ومنهم مرتكبو أحداث الهجوم على قسم شرطة كرداسة مؤخرًا وقتل من فيه من ضباط وجنود والتمثيل بجثثهم. كما أكد حلمى قيام أحد المطلوبين فى مجزرة كرداسة بتسليم نفسه إلى قوات الأمن أثناء عمليات الاقتحام ،مضيفا أن عملية تطهير كرداسة ليس الهدف منها كل أهالي كرداسة وإنما أهداف محددة سلفًا وبخطة دقيقة، وأن قوات الأمن تسيطر بشكل كامل على المدينة وقسم شرطة كرداسة الذي شهد مجزرة بشعة ضد القوات والمجندين يوم 14 أغسطس الماضي. من جانبه أكد اللواء هانى عبد اللطيف المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية، أن قوات الأمن ستستمر فى تقدمها بكرداسة، مؤكدا أن القوات لن تتراجع إلا بعد تطهيرها من كافة البؤر الإرهابية والإجرامية.وأوضح اللواء عبد اللطيف، أن خطة اقتحام كرداسة اعتمدت على شقين أساسيين، الأول يتعلق بحصار كرداسة من الخارج ومن ناحية الظهير الصحراوى، وهو الشق الذى تنفذه القوات المسلحة وتناقلته شاشات التليفزيون. أضاف أن الشق الثانى يتعلق بالمواجهة المباشرة مع العناصر الإرهابية والإجرامية، وهو الشق الذى تقوم به المجموعات القتالية التابعة للعمليات الخاصة، مشيرا إلى أن المواجهات أسفرت حتى الآن عن استشهاد اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة إثر إصابته بطلق نارى بالجانب الأيمن أثناء بداية عملية الاقتحام. أكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية، أن البؤر الإجرامية والإرهابية ومن بينها دلجا وكرداسة هى من ضمن أبرز سلبيات نظام الإخوان، والتى تعمل وزارة الداخلية على تصفيتها حاليا لتحقيق الأمن والاستقرار فى الشارع المصرى. كما أكد اللواء عبد الفتاح عثمان مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية وجهت حملة أمنية مكبرة بالتنسيق والاشتراك مع القوات المسلحة استهدفت منطقة كرداسة تنفيذاً للأوامر الصادرة من النيابة العامة بضبط عدد من العناصر الإرهابية الهاربة والمتورطة فى واقعة اقتحام مركز شرطة كرداسة التى راح ضحيتها 11 ضابطاً وفرداً، وضبط ما بحوزتهم من أسلحة نارية وأسلحة ثقيلة. أضاف عثمان أنه فور بدء عمليات الحصار والاقتحام تعرضت القوات لإطلاق أعيرة نارية بكثافة تجاهها من قبل عناصر مسلحة اعتلت أسطح بعض المنازل، والمدارس، ومآذن المساجد مما اضطر القوات إلى مبادلتهم إطلاق الأعيرة النارية،ونجم عن ذلك إصابة اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة بطلق نارى واستشهاده متأثراً بإصابته وتواصل القوات جهودها لضبط تلك العناصر وما بحوزتهم من أسلحة. وناشد مساعد الوزير قاطنى منطقة كرداسة معاونتها فى مهمتها وعدم التواجد بمسرح العمليات حرصاً على سلامتهم ، وحتى يتم تمشيط المنطقة بالكامل ، والقبض على العناصر المطلوبة .