سادت حالة من الرعب بين أهالي محافظة البحيرة بعد ضبط عشرات الأطنان من الأقماح الفاسدة والمختلطة ب «السوس» أثناء تخزينها داخل الشون، رفض قطاع كبير من أهالي المحافظة استخدام الخبز المدعم خشية أن يكون فاسداً واضطروا إلي شراء الخبز الفينو والطباقي، واستغل بعض أصحاب المخابز المدعمة ابتعاد الأهالي عن شراء الخبز المدعم وقاموا ببيعه كأعلاف إلي أصحاب مزارع تربية الماشية ومزارع الأسماك. وكانت مباحث التموين بالبحيرة برئاسة العقيد وجدي الصيرفي وإشراف اللواء محمد حبيب مساعد وزير الداخلية مدير أمن البحيرة وبالتنسيق مع مديرية التموين بالبحيرة قد قامت بحملات تموينية علي شون تخزين القمح بمراكز ومدن المحافظة التي تمكنت من ضبط عشرات الأطنان من الأقماح الفاسدة وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي بعد انتشار الحشرات داخل تلك الأقماح وكذلك اختلاط القمح بالرمال والأتربة. ففي كفر الدوار ضبطت الحملة 20 طن قمح فاسد وغير صالح للاستهلاك لاختلاطه بكميات كبيرة من الرمال والأتربة داخل شونة «نظير» التابعة لمطاحن البحيرة، وتم التحفظ علي الكميات المضبوطة وضبط المسئول وإحالة الواقعة إلي النيابة التي تولت التحقيق. كما تمكنت الحملات التموينية من ضبط 35 طن قمح محلي توريد موسم 2013 وبه حشرات حية «سوس» داخل شونة «شبراخيت» التابعة لبنك التنمية والائتمان الزراعي، تم التحفظ علي المضبوطات وإحالة الواقعة إلي النيابة التي تولت التحقيق. وتتعدد حالات ضبط الأقماح الفاسدة وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي، ويرجع فساد كميات كبيرة من الأقماح للعديد من الأسباب ومنها عدم صلاحية أماكن التخزين داخل الشون، حيث إن معظمها ذات أرضيات ترابية وزلطية، مما يخلط القمح بالرمال والأتربة، التي يتم طحنها إلي دقيق ثم تسليمها إلي المخابز المدعمة، حيث يتناولها الأهالي مما يسبب لهم العديد من الأمراض المختلفة، وكذلك عدم وجود مظلات تحمي الأقماح وتخزينها في العراء تحت حرارة الشمس الحارقة والأمطار الغزيرة والرياح مما يعرضها إلي التلف، كذلك عدم الاهتمام بتطهير أراضي الشون بالمبيدات للقضاء علي الفطريات والحشرات والفئران التي تلتهم كميات كبيرة من الأقماح وتترك مخلفاتها داخل الأقماح، مما ينتج عنها أمراض خطيرة، وكذلك عدم إزالة الحشائش التي تنتشر بها الزواحف. والمثير أن تلك السلبيات تتكرر كل عام، مما يؤدي إلي خسائر فادحة وإتلاف مئات الأطنان من أجود أنواع الأقماح، في الوقت الذي تقوم فيه الدولة بالتعاقد علي استيراد أقماح رديئة وغير جيدة بأسعار خيالية وبالعملات الصعبة التي يمكن توفيرها في حالة الاهتمام بتجهيز شون تخزين القمح.