رأى سعيد عتيق الناشط السيناوى ابن قبيلة السواركة، ان الحكومة الحالية كافأت قبائل سيناء بعد مساندتنا للجيش فى كشف بعض البؤر الإرهابية فى المنطقة، لذا تم اختيار «مسعد أبوفجر» لتمثيلهم فى لجنة الخمسين بعد تهميشهم فى لجنة دستور الإخوان. وتحدث مع «الوفد» عن الوضع الراهن لسيناء ومحاولة التنسيق بين القبائل والقوات المسلحة للتخلص من البؤر الجهادية والحماسية. ما رأيك فى اختيار مسعد أبوفجر ليمثل قبائل سيناء فى لجنة الخمسين؟ سعيد جداً باختيار أحد الأشخاص من أبناء سيناء ضمن لجنة الخمسين لصياغة الدستور و هو اختيار موفق، ولكن سيناء كبيرة وكان من الأفضل اختيار أكثر من شخص لهذه اللجنة، فالمكان والمواطنون كثيرون بالإضافة إلى تعدد القبائل فيها والعائلات وكذلك أيضاً تعدد الأحزاب، ولكن في النهاية كنت فقدت الأمل في اختيار أي شخص من أبناء سيناء في هذه اللجنة لأننا اعتدنا على التهميش والإقصاء. ما رأيك فى حالة الرعب التى يعيشها السيناوية خاصة بعد المحاولات اغتيال شيوخ القبائل ؟ - إن ما يحدث فى سيناء لا يقل أهمية عن حرب أكتوبر 1973، وعلى الجميع أن يتكاتف لإنقاذ سيناء من الإرهاب، إلا إذا كانت هناك أمور سياسية لا نعلمها نحن تضع القيود أمام مسئولى الأمن فى مصر عن مواجهة هذه المخططات الإرهابية. ماذا تتوقع أن يحدث فى سيناء خلال الفترة المقبلة؟ - الحقيقة أنا غير متفائل بالمرة، وأغلب القبائل قلقة من صمت القوات المسلحة على ما يحدث على أرض سيناء، ونطالب قياداتها بكشف الأمور أمامنا، لأن الأمر بات واضحا، وهناك جماعة تحارب وطنا بأكمله فهل نتركها تعبث فى أراضينا، كما أحب أؤكد أن حماس تاريخها ضعيف وقصير، فتلك الحركة التى انطلقت عام 1982 لايليق أن تزايد على وطنية أهالى سيناء، هم من يريدون سرقة الأرض.. وفى النهاية سيناء تحتاج إلى نظرة أمنية حتى نستطيع أن نتباهى ونقول إنها تحت سيادة مصرية كاملة، وبعد تحقيق الأمن يسهل تحقيق التنمية. هل أصبحت سيناء مطمعاً للتنظيمات الجهادية؟ - في ظل عدم فرض السيادة المصرية علي سيناء وترك أهلها يصارعون صراعات الأجهزة الاستخباراتية والأمنية فى عهد « المعزول مرسى» وبحكم الموقع الاستراتيجي لسيناء بالقرب من الصراع العربي الإسرائيلي، جعلها مطمعاً أمام أجهزة المخابرات الدولية لخلق كيانات تعبث بأمن واستقرار المنطقة لحساب صراعات إقليمية، لذا فإن دور الأجهزة الأمنية الآن ليس سهلا خاصة بعد دخول الكثير من حماس داخل الأرض. ما دور المخابرات والأجهزة الأمنية فيما يحدث في سيناء؟ التعاون الأمني المصري الإسرائيلي متاح وفقاً لكامب ديفيد، فالأجهزة الأمنية في سيناء تعمل لتوفير الأمن هناك، فبحسب الاتفاقية فإن سيناء هي أرض بلا بشر، وهذا مفهوم خاطئ يجب علي الأجهزة الأمنية أولاً أن تعترف بأن هناك إنساناً مصرياً يعيش في هذه الأرض، وسنظل ندافع عن هذه الأرض مهما كلفنا الثمن لأن هناك أكثر من 70 ألف جندي مصري قدم حياته من أجل تراب هذه الأرض. وما دور حماس علي الأرض؟ - حركة حماس خلقت لنفسها رجالاً في سيناء، وتحديداً في المنطقة «ج» وقامت بخلق طبقة رجال أعمال تابعين لها ومنفذين لأجندتها في سيناء، وهي طبقة أمراء الأنفاق، فمنحت توكيل تصدير سيارات خاص لقطاع غزة لعملائها مع تقسيم الضرائب بينهم، وهناك من قام بإنشاء شركات من أجل استصلاح الأراضي وزراعتها بسيناء، وهناك محاولات حمساوية لعمل ما يسمي بالمنطقة الحرة بشكل سري بعد الرفض الشعبي المصري لهذه الفكرة التي تحول القضية الفلسطينية من قضية قومية إلي اجتماعية واقتصادية، ويتحول أبناء سيناءوغزة إلي سماسرة أكثر من مواطنين. فى ظل هذه الأوضاع هل ترى أملاً لتطهير سيناء وإعادة بنائها؟ - الشعب السيناوي: أصبح يمتلك قراره بعد ثورة 25 يناير، وأصبح قادراً علي تحديد مصير ما يسمي باتفاقية السلام التي تعد بمثابة اسم خالٍ من المضمون، لأن السلام الحقيقي هو أن يعيش كل إنسان علي هذه الأرض بكامل الحقوق بما فيها حق الحياة والعيش بسلام في مسكن آمن وتملكه لأرضه التي تعطيه شعوراً بالانتماء، وعلي العالم أن يعرف أن من يستطيع أن يصنع السلام هو الذي يعيش في الأرض. أنتم وقعتم فى وقت سابق وثيقة بالدم لمساعدة الجيش فى محاربة الإرهاب.. فكيف لم تستطيعوا التعرف على جميع البؤر الإرهابية حتى الآن وأنتم أصحاب المنطقة؟ - القبائل تتعاون مع الجيش لكشف البؤر الإجرامية ونعمل على كشفهم.. فجميع المعلومات التى تقدم للجيش بمناطق هذه البؤر الإرهابية تكون صحيحة مائة بالمائة.. ولكن ما يحدث أنهم يعلمون بوصول قوات الجيش فيقومون بتغيير أماكنهم.