ما هى جريمة الدكتور سعد الكتاتنى والدكتور حلمى الجزار؟، لماذا ألقت السلطات القبض عليهما؟، لماذا حبسا طوال هذه الفترة؟، وإلى متى سنظل فى حالة مطاردة وملاحقة لقيادات جماعة الإخوان؟، هل سنزج بجميع القيادات إلى السجون أم بمن تورط في جرائم عنف فقط؟، وما هى الاتهامات التى سيحاكمون بسببها أمام القضاء؟، وماذا عن الذين لم يشاركوا فى الاعتصامات من قيادات جماعة الإخوان؟، وماذا عن الذين لم يتبنوا العنف فى خطابهم؟، هل نحن فى حرب ضد جميع أعضاء جماعة الإخوان أم ضد من تبنوا العنف؟. أظن أن الكثيرين سوف يتفقون معي حول بعض الشخصيات من قيادات جماعة الإخوان، وأظن أنهم يتساءلون مثلى تماما: ماذا فعل هؤلاء؟، ما هى جريمتهم؟، وهذه الأسئلة ليست حبا في الجماعة أو تعاطفا مع موقفها أو مناصرة لخطابها، بل لكى نطمئن أنفسنا وترتاح ضمائرنا، وقبل هذا كله لكي نتأكد من تطبيقنا للشفافية والعدالة التي خرجنا جميعا من أجلها فى 25 يناير وفى 30 يونيو. للأسف الشديد لا أعرف جميع قيادات أعضاء الجماعة، وأتذكر منهم بعض الأسماء التى كنت أتابعها فى الحوارات الفضائية، وللأسف أيضا جمعتنى بعض اللقاءات ببعضهم فى حزب الوفد، مثل الدكتور فريد إسماعيل وهو من الشخصيات الممتازة التى لا ترتفع صوتها أبدا ويتحاور بهدوء شديد. نتفق جميعا أن بعض قيادات الجماعة لم تشارك فى اعتصامات رابعة والنهضة، وأن أغلبهم غاب عن الساحة طوال فترة الاعتصامات والمظاهرات، وأن الجماعة صدرت بعض الشخصيات لقيادة المعتصمين، مثل: محمد البلتاجى، وصفوت حجازي، وصلاح سلطان، وعبدالرحمن البر، وكان هؤلاء يستضيفون على مدار اليوم بعض الشخصيات من الجماعة أو من أحزاب وجماعات أخرى لكي تلقى كلمات حماسية على المعتصمين، ونحن بالطبع لن نلقى القبض على جميع من صعدوا إلى المنصة فى رابعة، وبالطبع لن نقدمهم لمحاكمات لمجرد أنهم حضروا في احد الأيام وألقوا كلمة، لأننا لو أخذنا بتجريم كلمات منصة رابعة سوف نزج بالمئات إلى السجون. أتفق معكم أن هناك كلمات أوغرت صدورنا وزرعت فينا كما من الكراهية وحب الانتقام، لكن يجب أن نضبط أنفسنا جيدا نتحكم فى انفعالاتنا لكي ترتاح ضمائرنا فيما بعد، فقد تابعنا جميعا منصة رابعة طوال ساعات اليوم، وجاءت علينا لحظات تمنينا فيها أن تدمر هذه المنصة بالصواريخ بسبب بعض الخطابات التحريضية والدموية والتكفيرية التي يلقيها بعض الشخصيات، وتمنينا كذلك أن تقوم القوات بتصفية هذه الشخصيات في مواقع القبض عليها. فى الجهة الأخرى تابعنا جميعا أداء بعض الشخصيات المسالمة أمثال الدكتور سعد الكتاتنى فى البرلمان، صحيح كان ينفعل فى بعض الأحيان، لكنه كان قبل نهاية الجلسة يعلن من فوق المنصة اعتذاره لمن انفعل أو اخطأ فى حقه، فهو فى النهاية من الشخصيات المتسامحة وغير المتشددة بالمرة، كما انه لم يشارك فى اعتصامات رابعة، وكان من أوائل القيادات فى الجماعة التي ألقى القبض عليها، وقضى معظم فترة اعتصام الجماعة فى رابعة داخل السجن، نفس الشئ يمكن أن نقوله عن شخصية مثل الدكتور حلمى الجزار، والذى تابعناه طوال السنتين الماضيتين فى حوارات بالفضائيات، نقلت لنا ثقافته وسعة صدره وسماحته وابتسامته الهادئة، نضف إلى ذلك أن السلطات قامت بإلقاء القبض عليه فى بداية اعتصام الجماعة فى رابعة والنهضة، وهو ما يعنى أنه لم يشارك فى إلقاء كلمات أو فى التخطيط أو التحريض، كما انه لم يشارك فى مظاهرة من المظاهرات. المدهش فى الأمر أن أجهزة الأمن نجحت فى إلقاء القبض على الشخصيات المسالمة والمتسامحة فى جماعة الإخوان، وفشلت حتى اليوم فى القبض على بعض القيادات التى تبنت العنف، مثل البلتاجى، وصلاح سلطان، وعبدالرحمن البر، وسعد عمارة، وغيرهم ممن كانوا يقودون الجماهير المغيبة فى رابعة. كل ما نتمناه أن نميز جيدا بين الشخصيات التى تتبنى خطاب العنف والشخصيات التى تؤمن بالحوار، أمثال الكتاتنى والجزار وحسين إبراهيم، وخالد حنفى، وفريد إسماعيل، وسعد الحسينى، حتى حسن البرنس بغتاتته كان من الشخصيات التى تبنت الحوار وليس خطاب العنف. كما نتمنى كذلك ألا نتورط فى أحكام أو قرارات أو قوانين قد تعزل وتقصى هذه الشخصيات وغيرها عن المشاركة السياسية، مثلما ورط عصام سلطان ومحمد محسوب بكراهيتهما ونفعيتهما البلاد فى قانون لعزل جميع أعضاء الحزب الوطنى، يجب أن نتدارك هذه الأخطاء ولا ننساق إلى خطاب الفشلة والعاجزين والمرضى النفسيين، مصر تحتاجنا جميعا.