أمريكا التي تدافع عن الإخوان الآن.. وتذرف الدموع أنهاراً علي إقصائهم لا تفعل ذلك من فراغ، فهي التي زرعت وأنشأت أخطر منظمة إرهابية في التاريخ هي «القاعدة» ولكنها شربت من نفس الكأس، ونالها القليل بتفجير برجي التجارة العالمي في نيويورك يوم 11 سبتمبر الشهير. أمريكا التي دمرت أفغانستان- بهذه «القاعدة». وهي التي تحرك الإرهاب في العراق، بعد أن دمرته تدميراً.. وهي نفسها التي دمرت الصومال وقامت بتفتيته إلي إمارات.. ** أمريكا تحاول الآن تدمير مصر تماماً.. حتي لا تقوم فيها دولة عصرية قوية تقود نهضة المنطقة نحو عصر جديد.. ووجدت أن أفضل طريقة لهذا التدمير هي تسليم مصر إلي الإخوان، وتدعم أيضا الإخوان في تونس وفي ليبيا وأيضا المغرب والأردن.. ولهذا تولول أمريكا وتلطم الخدود لأن شعب مصر أفشل مشروعها وقطع ذراع الإخوان في مصر.. ولكن لماذا أيضا تبكي أمريكا؟ ** لأن الإخوان- في مصر- وعلي مدي سنوات من الاتصالات بين الإخوان وأمريكا وافقوا علي مخطط أمريكا لتقسيم مصر وتقزيم دورها في المنطقة. لأنها- أي مصر- هي الصخرة الصامدة أمام المطامع الأمريكية تماماً كما فهم ذلك لويس التاسع ملك فرنسا «القديس» وقبلة حملة جان بريين وكلاهما اكتشف أن أحلام الغرب والصليبيين لن تتحقق طالما تقف مصر لهم بالمرصاد. فكان أن وجه الغرب الصليبي كل حملاته لضرب مصر وتدميرها، حتي يسهل لهم تحقيق مشروعهم الاستعماري في المنطقة كلها.. فكانت حملة جان بريين علي مصر عام 1218 ميلادية وقبلها حملة أموري ملك بيت القدس عام 1169 أيام صلاح الدين وبعدها حملة لويس التاسع علي مصر أيضا عام 1249م. ** وتأكد لأمريكا أن مصر هي الصخرة التي تتحطم عليها كل مشروعاتهم ولهذا جاء مخططهم المعاصر لضرب مصر نفسها.. فجاء تسليم مصر للإخوان هو الوسيلة.. ولهذا جاء الإخوان لتصفية هذه المقاومة وتفتيت هذه الصخرة.. ومن أهم أدواتهم منح الألوف من الفلسطينيين الجنسية المصرية، ليصبح لهم حق التملك وسيناء حلمهم.. والسماح لهم بدخول سيناء، وكانت الأنفاق من وسائلهم ولذلك اعترض الدكتور محمد مرسي علي مخطط الفريق أول السيسي لتدمير هذه الأنفاق.. وأقول هنا إن عدم مطاردة قتلة جنودنا وخطفهم المتكرر كان من أهم قرارات الإخوان ما أن استولوا علي السلطة. وكان جنود حماس هم أدواتهم، سواء للتخلص من المجلس العسكري الأعلي في رمضان قبل الماضي.. أو الذين قتلوا جنودنا منذ أيام، وأيضا في سيناء. ** ويحظي مخطط أمريكا الإخواني بالدعم الأمريكي.. وأساسه فتح حدود مصر أمام تنظيم القاعدة الذي أنشأته أمريكا في أفغانستان.. ووافق الإخوان علي السماح لرجال هذا التنظيم بالعمل في مصر.. وليس سرًا أن هذا من أهم أسباب اختيار الدكتور محمد الظواهري قائداً لهذا النظام، أي القاعدة.. وهو مصري. ما معني ذلك؟! وهذا التنظيم يقود الآن الجماعات التي تدعي الجهاد في سيناء وغيرها. ولا عجب أن وجدنا أعلام «القاعدة» في مسيرات هذه الجماعات في شمال سيناء.. ولكن الأخطر منه هو ظهور «أعلام القاعدة» في الإسكندرية وبالذات خلال معارك سيدي جابر ورأينا هذا الإرهابي «أبو لحية» الذي قام العنف الإرهابي وألقي بالصبية من فوق الأسطح.. وهو يحمل علم القاعدة!! ** ولكن ما صدمني أكثر هو رفع علم القاعدة في ميدان وشارع رمسيس وكانت إحدي سياراتهم توزع الأسلحة علي الإرهابيين هناك.. فهل أمريكا سعيدة برفع أعلام القاعدة علي قلب القاهرة. نقول ذلك بأن جماعة حماس التي نشأت وترعرعت بدعم إسرائيلي.. وهي- في الأصل فرع للإخوان- وكان محمد بديع مرشد الإخوان يتحرك في حراسة جنود حماس.. وهم أيضا الذين لجأ إليهم في غزة الدكتور محمود عزت صقر الإخوان ورجلهم الحديدي، ويقيم هناك في حمايتهم في فندق الشاطئ في غزة. ** من هنا نقول: كما قضت مصر علي أحلام الصليبيين في العصور الوسطي فإن مصر سوف تقضي أيضا علي أحلام أمريكا وأحلام حماس في ضرب مصر.. وحماس بالمناسبة- وأهل غزة- هم العماليق.. بل هم الهكسوس القدامي الذين احتلوا مصر حوالي قرنين من الزمان.. وهذا موضوع مقال مستقل!!