لماذا لم تتحرك الخارجية المصرية بخطوة استباقية بمطالبة تدخل مجلس الأمن لمساعدة مصر في حربها ضد الإرهاب؟.. والحيلولة دون نشوب حرب أهلية؟.. بل تطالب أمريكا بتعويض عما حدث في مصر بعد ثبوت ضلوعها بالدعم المالي والسياسي للإخوان للوصول لحكم مصر.. حينها كانت ستتغير مجريات الأمور.. أين المركز الإعلامي التابع للخارجية المصرية الذي يخاطب العالم بأسره من خلال البيانات والفيديوهات الموثقة للعنف الممنهج للجماعات الإرهابية؟.. أمام ما تبثه وسائل الإعلام الغربية الممولة من الدول العربية الراعية لجماعة الإخوان والجماعات الإرهابية؟ مصر ليست دولة صغيرة، أو هزيلة، ولكن يبدو أن قوة شخصية السيسي وعدم تراجعه في أي قرار يتخذه، وعناده أمام أي تهديدات أو ضغوط أمريكية، قد أثارت غضب الرئيس الأمريكي، إلي حد أنه بات يتعامل مع الأمر من خلال منظور شخصي، بعدما تسببت تصرفات وزير الدفاع المصري في إحراجه أمام العالم والرأي العام الأمريكي، فقد أكدت «النيويورك تايمز» أن أوباما اتصل بالسيسي وأخبره أن البرادعي سيقدم استقالته حال فض الاعتصام وستفقد مصر بذلك الظهير الممثل للتيار الليبرالي في مصر، وسوف تطلب أمريكا من حلفائها فرض عقوبات علي مصر تضعها في مأزق سياسي واقتصادي، إلا أن السيسي ضرب بهذه التهديدات عرض الحائط وأصر علي أن فض الاعتصامات لا غني عنه لسلامة الأمن القومي المصري، وكان هذا الموقف بمثابة لطمة لأوباما وللنفوذ الأمريكي كله. ولم يكن هذا الموقف الحازم من السيسي هو الوحيد الذي أصاب الغطرسة الأمريكية في مقتل، لكن سبقه موقف آخر عندما رفض السيسي اقتراحات دبلوماسية أمريكية بالإفراج عن بعض قادة الإخوان المسلمين المسجونين فى قضايا جنائية، رغم تحذيرات عضوى الكونجرس، خلال زيارتهما لمصر، بقطع المساعدات السنوية. وبات واضحاً للعالم أن خروج السيسي للشعب المصري ومطالبته بتفويضه لمحاربة الإرهاب، لم يكن يعني الإرهاب الداخلي فقط، بل إنها حرب قد تطول من بالخارج ويدعم الإرهاب الداخلي لصالحه، من خلال استخدام كافة أوراق الضغط التي تحرج السيسي وتضع الاقتصاد المصري والسيادة المصرية علي المحك، وكان رد الفعل المصري أقوي من توقعات المتغطرس الأمريكي، الذي أعادت مواقفه الغبية للأذهان أحداث العدوان الثلاثي علي مصر أيام تأميم قناة السويس، بل إنها زادت من قناعة المصريين بقوة شخصية السيسي ومواقفه الوطنية، وأفسحت المجال أمام المطالبة بالتخلص من المعونة الأمريكية بكل أشكالها، بل التخلص من شبهة التبعية لأمريكا التي التصقت بنا عقوداً طويلة، وقد تكون هذه المواقف فرصة لن تعوض لتلاحم قوي المصريين وإظهار مدي صلابة ومقدرة المصري علي الصمود وتحمل كل الصعاب، من أجل وطنه، فالمصري قادر علي تحمل كل ألوان الصعاب وتهون عليه نفسه أمام كرامة وطنه وعزته، وكما أعطي المصري دروساً للعالم كله في الإرادة والقوة والعظمة منذ قيام ثورة 25 يناير، وثورة 30 يونية، وأثبت أنه إذا قرر شيئاً فهو قادر علي تنفيذه مهما كان، الآن الشعب المصري سيعطي درساً جديداً لأمريكا وأتباعها وتوابعها في معني «نموت نموت وتحيا مصر».