حينما تجرك السياسة إلى مستنقعها السحيق.. فتستسلم لما لا يمليه عليك ضميرك.. وتكون رايتك ملوثه بعرق اللهاث وراء فكرة لم تنبع يوماً منك.. وقتها يصبح التناقض هو أسلوب الحياة .. فيترصد الجميع لتناقضاتك وتصبح عارياً أمام مرآة نفسك . "الغاية تبرر الوسيلة".. ذلك هو شعارهم السائد , فحينما تقف جاهراً بقولة الحق يعتبرونك بطلاً , ولكن شرط أن يكون ذلك الحق موازياً لمصالحهم .. وعندما تخرج منتصراً لإرادة الملايين تنقلب آياتهم لتصبح منافقاً وقائداً لانقلاب مزعوم .. ففي مثل ذلك اليوم من العام الماضي ..نشر موقع "الحرية والعدالة" تقريراً منمقاً جاءت كلماته الرنانة لتشهد للسيسي كبطلاً ثورياً في تقرير بعنوان " عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع بنكهة ثورية" أظهروا من خلاله تأييدهم لمواقف الفريق السيسي الذي وصفوه بأنه أصغرأعضاء المجلس العسكري سناً .. ملقيين الضوء على مواقفه التى تختلف عن باقي أعضاء المجلس. اعتبر التقرير أن إقالة المشير طنطاوى , وتعيين السيسي وزيراً للدفاع بدلاً منه في عهد مرسي هو خطوة في طريق التغيير التى قامت من أجله الثورة .. فقد جاء في نص التقرير " يبدو أن الرئيس محمد مرسي نجح في القضاء على مخططات جهات معينة ,وأسفرت جهوده في الفترة الماضية عن تحقيق هدفه بإقالة حسين طنطاوي وتعيين الفريق عبدالفتاح السيسي خلفاً له لإحداث عملية التغيير التي لطالما طالبه بها الشعب المصري منذ توليه منصبه في 30 يونيو الماضي.". لم يعلم حزب الحرية والعدالة وقتها أن عملية التغيير ستطيح بالحزب وقادته خارج مربع السياسة لتنقلب الطامة علي رؤوسهم فيشهروا الحرب علي الجميع, فكانوا أول من هتفوا يوماً باسمه و عظموا من مواقفه التى اتفقت من قبل مع أهدافهم المتغيرة , فشهدوا أن " السيسي هو أول من اعترف فعليًا بإجراء كشوف العذرية، في حواره مع أمين منظمة العفو الدولية؛ بحجة حماية الجيش من مزاعم الاغتصاب التي قد تلحق بالجنود بعد الإفراج عن المحتجزات"..لتتغير الكلمات إلي " السيسي هو خائن للوطن ومنقلب علي إرادة الثورة والثوار"!! أما اليوم وبعد مرور عام فقط على ذلك التقرير.. خرج علينا قيادات الحزب ليشنوا الهجوم على الفريق السيسي , متهمينه بالخيانة العظمى لانقلابه على رئيسهم ولإشعال الحرب الأهلية بالوطن .. فلم يكتفوا بذلك فتطاول نشطاء الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة على السيسي بنشر صوراً مهينة لشخصه .. لتنكشف غاياتهم أمام الجميع , ولينطلق لسان من شهد كم تلك التناقضات على مدار عام كامل " سقطت الأقنعة .. ولم تعد تجدى الكلمات"!!