بدأت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية العد التنازلى لتنفيذ تكليف الحكومة بفض اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة، بعد أن كلف مجلس الوزراء برئاسة الدكتور حازم الببلاوى، الداخلية باتخاذ كافة الاجراءات لمواجهة مخاطر المعتصمين. وصف بيان المجلس الوضع فى ميدان رابعة العدوية بأنه خطير لما يقع به من أعمال تخريبية وتعطيل لمصالح المواطنين وغلق الشوارع هناك. وأشار إلى أن هذا الوضع لم يعد مقبولا من الحكومة على حد وصف البيان الذى ألقته الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام فى هذا الشأن، بدأت الساعات الأولى من صباح أمس بقيام اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية بعقد اجتماع موسع ضم عدداً من القياداتِ الأمنية لدراسة إجراءات وآليات تنفيذ القرار بما يحفظ للأمن القومى سلامته وللمواطنين أمنهم واستقرارهم. وأكد وزير الداخلية خلال الاجتماع حرص أجهزة الوزارة على سلامة وأمن المواطنين وحفظ الاستقرار للشعب المصرى. وحذر الوزير من لجوء البعض للعنف تجاه قوات الشرطة. وأرسل تحذيرًا لكل المعتصمين بالميدان بسرعة فض الميدان، مع التعهد بعدم ملاحقتهم أمنيًا. واستعرض الوزير الخطط الأمنية المقدمة من مباحث الوزارة والأمن العام والأمن الوطنى لفض الاعتصامين، وكافة الاحتمالات الخاصة بعرقلة التنفيذ. ومن جانبها كشفت مصادر أمنية خاصة ل«الوفد» جوانب من خطة الداخلية لفض اعتصامى رابعة والنهضة، والتى تمثلت فى عدة مراحل تبدأ بتوجيه الانذارات عبر القنوات الفضائية، ومكبرات الصوت، لسرعة فض الاعتصام خلال ساعات محددة، كما تتضمن الخطة عملية تطويق أمنى تبدأ من نهايات شوارع الاعتصام مثل الطيران والنصر، يتم من خلالها منع دخول أى إمدادات من طعام أو شراب للمعتصمين، مع إصدار تحذيرات متكررة للمعتصمين بفض الاعتصام، دون اللجوء للقوة، وكذلك منع الأفراد من الدخول وغلق كافة الطرق المؤدية الى هناك، مع التنسيق مع وحدات البحث المختلفة وأجهزة المرور، وعناصر من القوات المسلحة بمنع توافد المعتصمين من المحافظات الى الاعتصامين، وكذلك زرع كمائن أمنية متحركة، لرصد أى تحركات أو إمدادات خاصة بتواجد أى أسلحة مخبأة أو تحركات تحرض على الشغب والعنف. كما تتضمن الخطة صدور انذارات كل 6 ساعات الى المعتصمين، قبل تفعيل باقى الخطة، والتى تتضمن استخدام مدافع المياه، بكثافة، واستخدام القنابل المسيلة للدموع فى حالة اللجوء للعنف، مع القبض على كافة العناصر التى تهاجم القوات، والسماح لباقى المعتصمين بالخروج حسب رغبتهم، مع تفادى اللجوء للعنف ضد السيدات والأطفال، كما تتضمن الخطة فى مراحل أولية قبل بدايتها عزل اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، عن محيط مدينة نصر بالكامل، وعدم السماح بتجول اى قناة فضائية خاصة ببث الأحداث، والسيطرة على وحدات البث المستولى عليها من التليفزيون المصرى، قبل 30 يونية، والتى تستخدم لبث الاعتصام فى رابعة، وتبث من خلالها قنوات مختلفة، وتشير الخطة إلى احتمالات حدوث مواجهات مع المعتصمين، تستغرق عدة ساعات، لا يستخدم خلالها سوى القنابل المسيلة للدموع، وأسلحة الرصاص المطاطى، لتجنب وقوع أى ضحايا، وكذلك استعدادات الوحدات الخاصة بمكافحة الارهاب للقبض على مثيرى الشغب، مع انتشار وحدات من الأمن المركزى للتمركز فى المواقع التى يتم فضها، بالاشتراك مع عناصر القوات المسلحة بتلك المواقع، والقبض على أى شخص يحاول مهاجمة المواقع الشرطية، كما كشفت المصادر الأمنية أن الأجهزة الأمنية ستقوم بفض اعتصام ميدان النهضة أولا، ثم ميدان رابعة العدوية، وربما يتم فض الاعتصامين فى وقت واحد، يتم تحديده بساعة الصفر المقررة، وذلك فى وقت غير أوقات الذروة للمعتصمين، تجنبًا لوقوع أى أحداث دامية خلال عمليات الفض، كما تقرر الاستعانة بوحدات من الكلاب البوليسية الخاصة بالبحث عن المفرقعات خلال الخطة الموضوعة، وغالبًا ما ستكون فى بداية عمليات الفض، وعن الأطر القانونية الخاصة بعمليتى فض الاعتصامين، أكدت المصادر أن الداخلية ووحداتها لن تتحرك إلا بغطاء قانونى من النيابة العامة، ومن المنتظر صدور قرارات من النيابة العامة، لتأمين التفويض الصادر من مجلس الوزراء بفض الاعتصامين.
