في كلمات وصيغ هستيرية تضمنتها خطب رئاسية - سابقة - وصرخ بها رجال الإرشاد والجماعة وتابعوهم ملأوا بها الدنيا صراخاً وضجيجاً تحدياً لإرادة الشعب كله، محتجين بشرعية الرئيس المخلوع «إشارة إلي أوراق الصندوق» ومن قبل احتج بها الرئيس المخلوع بنفسه ولنفسه، والتحدي بالشرعية المفتري عليها وبأنها تخوله أحقية حكم البلاد لأربع سنوات بالتمام والكمال يظل خلالها «الرئيس» محصناً غير قابل للعزل أو الخلع!، واستمرت هذه الكلمات والصيغ الضالة، تزداد ضجيجاً «الشرعية.. الشرعية.. احترام الشرعية»، حتي أضلت بعض الناس الطيبين في الداخل واستعان بها الخوارج لأغراض خبيثة في نفس يعقوب! فأي شرعية يقصد هؤلاء: «الشرعية.. الشرعية».. حقاً إنها شريعة الغاب، لأن الانتخابات الرئاسية وأوراق الصندوق، قد جمعت جرائم التزوير والرشوة والترويع وجرائم الانتخاب بجميع أشكالها وصورها، ومازالت أمام قاضي التحقيق، وأمام لجنة الانتخابات الرئاسية، وفي أدراج الأجهزة الرقابية، التي كشفت بعدها عن التخابر والصفقات علي حساب الوطن والمواطنين، لأن الشرعية المدعي بها كذباً وزوراً وبهتاناً، قد ولدت سفاحاً، ثم تلطخت بالدماء، وعصفت بالشرعية ذاتها، وبدولة سيادة القانون وإهدار المبادئ والقيم وفتتت الشعب المصري، وتغولت علي السلطة القضائية بالعزل والتعيين والاختراق ومحاصرة العدالة، حتي بلغت فرض دستور البلاد بالقوة فرضاً وغصباً عن إرادة الأمة.. أي شرعية يتحدث عنها هؤلاء! أي شرعية تجمع الانتقام.. والتشفي والاتهام والانتهازية.. واستغلال النفوذ والكذب والتضليل، التي كشف عنها الخطاب الرئاسي الأخير للمعزول وما قبله، عن ديكتاتورية حكم الجماعة التي أقصت الجميع وانتقمت من التاريخ، وعصفت بإرادة الشعب انتقاماً، وتشفياً وملاحقة المنافسين السياسيين، والغرباء عن الجماعة، والرافضين والمعارضين. تعالوا بنا أيها السادة نبحث عن الشرعية الحقيقية التي انقض عليها هؤلاء وأهدروا أركانها ثم راحوا يحتجون بها ويتباكون عليها. فعن شرعية الصندوق وإرادة الناخبين كتبت لنا عنها تقارير جهات رقابية في 21/6/2012 وقبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، امتلأت بالخطايا والآثام، وجمعت جرائم الرشوة والتزوير داخل المطابع وتسويد البطاقات مقدماً لصالح المعزول، ثم الترويع واستخدام السلاح وامتلأت الدنيا ضجيجاً وتهديداً حتي بلغت أصداؤها لجنة الانتخابات الرئاسية والمجلس العسكري، فأعلنت النتيجة بالفوز زوراً وبهتاناً، خوفاً علي مصالح البلاد وخضوعها للتهديد والترويع، ومازال الطعن في شرعيتها أمام قاضي التحقيق، وأمام لجنة الانتخابات الرئاسية التي أعلنت استشعارها الحرج لأن الرئيس «المعزول» قد تدخل في شئون العدالة أثناء نظر الطعن وقبل الفصل فيه.. فعن أي شرعية يتحدثون! ولعل استجواب ميت رومني كبير النواب الجمهوريين ل«أوباما» كشف المستور إذ فضح السياسة أمام الكونجرس الأمريكي بالأمس القريب عن تلك الأموال المحرمة، بغية وصول الإخوان إلي الحكم تحقيقاً لمصالح أمريكا وأمن إسرائيل علي حساب مصالح الوطن والشعب المصري، فتدفقت الأموال الحرام علي تزييف إرادة الناخبين بجرائم القانون وسلاح التزوير فعن أي شرعية يتحدثون. بل وبعد الوصول إلي السلطة تزويراً وبهتاناً، كان الانحراف بها والإقصاء والانتقام بقصد التمكين والسيطرة والإفساد في مواجهة القضاء بالامتهان والتهديد والاختراق، ومحاصرة حرية الإعلام بالانتقام والتهديد، والمعارضين بالإبعاد والوعيد، كل ذلك ضرب الحريات في مقتل، وأضر بمصالح البلاد والعباد، فضجت الدنيا وضاقت بها حتي اشتدت حلقاتها، فعن أي شرعية يتحدثون! وقد فرجت بعد أن ظن الناس أنها لا تفرج، وأسقط الشعب النظام، وعزل الرئيس وخلعه بثورة شعبية خالصة، وإرادة حرة، ساندها وحماها جيش مصر العظيم، وانتصر الشعب لإرادته، لتصحيح مسار ثورته، واسترداد حريته، وإعادة دولة سيادة القانون ليتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيساً مؤقتاً للبلاد، وإعلاء لدولة سيادة القانون، راح هؤلاء يضربون البلاد في كل مكان، ويرهبون أبناء الشعب في كل حين، يهددون، ويقتلون، ويقطعون الطرق إضراراً بمصالح الناس فبأي إفك يتكلمون.. وعن أي شرعية يتحدثون! المدهش أن هؤلاء الإخوان لا يتعظون.. ولا يخجلون.. فهم كذلك منذ النشأة الأولي، حيث كتب لنا وكيل الداخلية عبدالرحمن عمار في 8 ديسمبر 1948، عن تلك النشأة التي امتلأت بالجرائم فبدأت بالتستر وراء الدين، والأعمال الخيرية، والرياضية، ثم ما لبثت أن انغمست الجماعة في السياسة فكانت الجنايات العسكرية، والجرائم الجنائية، وقلب نظام الحكم بالقوة والإرهاب، وتشكيل الميليشيات منذ عام 1942 التي انتهت بحل الجماعة علي يد النقراشي بالأمر رقم 63 في 8 ديسمبر 1948، في أول مواجهة مع الإخوان قبل الثورة، وبعدها في 14 يناير عام 54 وفي كل العهود، ومقتل السادات وبعدها في أحداث اغتيالات وإرهاب، تماماً كما حدث في جامعة الأزهر منذ سنوات وكما يحدث الآن في مصر رغم مرور الزمان، بالحشد والاعتصامات، والتفجيرات وتكوين العصابات الإجرامية والاغتيالات والابتزاز، بعد أن وصلوا السلطة بالتزوير والتهديد علي أنقاض الشرعية، وبعدها يتباكون علي الشرعية، ويتحدثون عن الصندوق، فعن أي شرعية يتحدثون، وبأي إفك يتكلمون!! أفيقوا أيها الناس، لا يرحمكم الله!