ما شعورك إذا أصبحت ابنتك إلهة يعبدها ملايين البشر.؟.. هذا ليس حلماً أو خيالا بل واقعا على أرض نيبال.. الإلهة الكوماري هي الفتاة التي يتم اختيارها لتتوج معبودة للملايين فتعطي البركات وتنزل اللعنات ويأتي إلى شرفتها المئات كل يوم لينتظروا نظرة رضا من عين الإلهة. تبدأ طقوس الاختيار لفتاة الكوماري عن طريق عمل مسابقة بين أجمل فتيات البلاد من سن 6 إلى عشر سنوات ويتم إدخالهن واحدة تلو الأخرى في غرف مظلمة، وتخويفهن بطريقة منهجية عبر أشخاص يلبسون لباس الأشباح ويصدرون أصواتا مرعبة، وتبدأ التصفيات..كل من تبكي أو تخاف تخرج من الغرفة، إلى أن تبقى واحدة، وبهذا يتم التتويج. تتم العناية بالطفلة الإلهة فيجب ألا تقوم بعمل يؤدي إلى جرحها أو إصابتها لأن هذا من شأنه أن يزول عنها القداسة ويتم اختيار أخرى، لذا تعتني أمها بها عناية خاصة وتتحرك في قدسية وأمان وسط الحراس والخدام. يتم الإعلان عن المراسم في كافة أنحاء البلاد ليحضر الجميع لينالوا بركة فتاة الكوماري التي اختارتها الإلهة لتحل بها – تلك عقيدتهم - ويصطفون للتهنئة والترحيب وهي تمر عليهم محمولة في عرش يحمله الناس على أكتافهم، وسط تصفيق الشعب ومباركته وعزف الموسيقى وتوزيع الهدايا والنذور. والفتاة تبدو على عرشها مندهشة لأنها لم تصل بعد لدرجة إدراك ما يجري حولها. تبقى الكوماري مقدسة إلى سن البلوغ وعندئذ تنزع قداستها ويتم خروجها من الخدمة، تقابل الفتاة بعد كبر سنها مشاكل كبرى فلايستطيع أحد الزواج منها، فمن يستطيع أن يتزوج بفتاة كانت خارقة القوى تجسد بها الإله، من يتزوجها سيموت، هكذا يظنون، لذا تبقى فتاة الكوماري بعد الخروج من الخدمة عانساً إلى أن تموت. وجدير بالذكر أن نيبال هي إحدى الدول الصغرى بشبه القارة الهندية، قلما يسمع عنها العالم بسبب موقعها المنعزل ووعورة تضاريس أرضها، وبعدها عن العالم الخارجي، دولة داخلية لا سواحل لها، توجد بين ثنايا جبال الهملايا الوعرة، ونتيجة هذه السمات لم تندمج كجمهورية في الوحدات السياسية الكبرى بشبه القارة الهندية، فظلت بلدا شبه منعزل لعدة قرون. عجائب وغرائب وطرائف عشتها في هذا البلد الصغير خلال 16 يوما لتسجيل برنامج وثائقي حول عجائب شبه القارة الهندية، كان علىّ أن أعد الأسئلة لمقابلة مع فتاة الكوماري، كنت أفكر كيف أسأل فتاة مقدسة يعبدها الملايين؟ ماذا عساني أن أسأل؟ وكيف لها أن تجيب؟ وهل تصدق أنها إلهة فعلا ؟!! شاهد الفيديو