يبدو أن الرغبة في تقديم مسلسلات التشويق كانت السبب الرئيسي للبحث وسط الأفلام العالمية لتقديم مسلسل رمضاني وهذا ما حدث مع مسلسل «لعبة الموت» للنجم السوري عابد فهمي الذي صورت معظم مشاهده في شرم الشيخ.. وكتبته ريم حنا بالاستناد إلي فيلم «sleeping with the enemy» المأخوذ عن رواية للأمريكية نانسي برايس.. وهي من أكثر القصص مبيعاً وتم تحويلها فيما بعد إلي فيلم من بطولة جوليا روبرتس وباتريك بيرجن وكيفين أندرسون وإليزابيث لورانس وإخراج جوزيف روبين عام 1991 فشكل نقلة نوعية لروبرتس في مسيرتها الفنية المثيرة واقتبس أيضاً في السينما المصرية في فيلم «خليج نعمة» بطولة غادة عادل، وفيلم «هروب مع سبق الإصرار» سيناريو وحوار نبيل صاروفيم ومن إخراج يوسف شرف الدين وبطولة جيهان راتب ويوسف شعبان، أما النسخة الجديدة فهي من إخراج الليث حجو وتدور أحداث المسلسل حول رجل أعمال «عاصم» عابد فهد لديه خوف مرضي علي زوجته «نايا» يغار عليها من كل الرجال لذلك يضع حولها طوقاً حديدياً ولا يتركها بدون رقابة مستمرة ويقابل أي محاولة منها للحصول علي حريتها بممارسة العنف تجاهها هي شخصياً مما يجعلها تفكر في الانتحار أكثر من مرة ثم فجأة تختفي أثناء رحلة بحرية وفي الفيلم يأتي هذا الاختفاء نتيجة لهبوب عاصفة رعدية شديدة، ولكننا نري «نايا» في المسلسل تنتحر في البحر، وفي الفيلم تغير جوليا روبرتس من ملامحها وشكلها لتبدو شخصية مختلفة تماماً، أما سيرين عبدالنور فالجديد في حياتها هو الانتقال للقاهرة وتبدأ حياة جديدة في شركة هندسة يملكها رأفت الذي يجسد دوره ماجد المصري، ولأن النص الأدبي والفيلم الأجنبي، ركز علي أسباب التصرفات الغريبة للزوج وهو ما يسمي بالوسواس القهري أو الاضطراب الاستحواذي. والمريض لديه تصرفات غريبة قد لا يفهمها الآخرون مثل عشقه للنظام بشكل غير طبيعي كوضع الفوطة في الحمام، والشبشب خارج الحمام، ووضع المعلبات علي الرف، وفي الفيلم استفاد المخرج من تلك التفصيلة للإعلان عن اكتشاف الزوج المكان الذي هربت إليه زوجته، لذلك نجد البطلة تصاب بحالة من الرعب عندما تجد أن العلب مرتبة جداً في مطبخها، ومن المعروف أن المريض بهذا المرض يسير خلف زوجته ليتأكد أنها وضعت كل شيء في مكانه حتي لو نزلا في فندق، والمصاب بهذا المرض في مراحله المتأخرة يصبح خطراً علي نفسه وعلي من حوله، فهو يبلغ به حد الجنون، وهذا ما قدم بشكل واضح في المسلسل، خاصة أن عابد فهد كان مميزاً ولكن هذا لا يمنع أن هناك أخطاء عديدة في كتابة المسلسل وأساليب حشو عديدة لمط الفيلم ليصبح مسلسلاً ولا يغفر للسيناريست ريم حنا أنها كما قالت شاهدت الفيلم أكثر من خمس مرات فكان المفروض منها قراءة القصة ولو مرة واحدة فالعمل الأدبي به العديد من التفاصيل التي من الممكن الاهتمام بها وأبرزها لتقديم المسلسل أما الاعتماد علي الفيلم فقط والتغيير من تركيبة بعض الشخصيات وخلق تاريخ درامي لها لعل وعسي يزيد من ساعات العمل يعد فقراً درامياً، خاصة عندما حولت شخصية الجار من نموذج لرجل فضولي يحاول فك الألغاز الغريبة المحيطة بجيرانه إلي جبران «يوسف حداد» الذي يحب «نايا» منذ سنوات ويطاردها رغم زواجها، وإذا كان مشهد اكتشاف سقوط جوليا روبرتس لم يستغرق دقائق فإنه كاد يستغرق بتفاصيله حلقة كاملة مع نايا «سيرين عبدالنور» التي لا تجيد السباحة في البحر، واختفت في البحر فتحرك «عابد فهد» إلي مقدمة اليخت للبحث عنها، مع أن المنطق يقول إن البحث في الاتجاه المعاكس لسير اليخت، أما صاحب اليخت فبدلاً من أن يقذف بنفسه مباشرة للبحث عنها نجده يرتدي ملابس الغطس، علي الجانب الآخر هناك مشهد طويل لسيرين وهي تسبح تحت اليخت وتقطع مسافة كبيرة إلي أن تصل إلي الشاطئ، والمسلسل ملىء بالمشهيات الدرامية المصرية والتركية من الاستغراق في التركيز علي تفاصيل الأكل والأزياء، إلي جانب استعراض سيرين عبدالنور لأنوثتها وملابسها الملفتة علي الرغم من أن جوليا روبرتس ركزت علي أداء العديد من المشاهد بملابس عادية جداً وبدون مكياج.