تحل ذكرى العاشر من رمضان هذا العام، وقد تهافتت الأعداء على مصر، موزعة بين الداخل والخارج، وأصبح المصريون منقسمين بين الإسلامى والعلمانى والليبرالى، والاشتراكى، وكذلك بين المسلم الإخوانى والانقلابيين المتمردين، وفق وصف كل منهم للآخر. سيناء بعد نحو 40عاما لم تعد سيناء التى كانت رمز لكفاح العسكرية المصرية، بعد استعادتها من الجيش الصهيونى الإسرائيلى، فأصبحت اليوم وبعد استردادها من الغزاة تحت وطأة غزو جديد يرفع راية الجهاد ضد الكفرة، وشعاره الإسلام شريعة، فيحل لنفسه قتل كل ما يخالف المذهب وليس الدين فقط. أصبحت سيناء وبعد 40 عاما وكرا للجهاديين، يهاجمون قوات الجيش والشرطة، ويفجرون خطوط الغاز، ويدمرون المنشآت الحيوية، ويقتلون العمال المتوجهين إلى أعمالهم، كما حدث فى أتوبيس العريش الذى استهدفه جهاديون، وزادت حدة أعمال العنف ضد الجيش والشرطة بعد عزل الرئيس محمد مرسى ورحيل نظامه الإخوانى الذى كان صديقا عزيزا للجهادين والإسلامين وحماس حيث أطلق يدهم فى سيناء، وفى المقالب أغل يد الجيش والشرطة عن تعقبهم وضبطهم. وفى تقرير نشرته "أسوشييتد برس" اظهر أن من أسباب الخلاف بين قادة الجيش وعلى رأسه الفريق أول عبد الفتاح السيسى والنظام السابق وعلى رأسه الرئيس المعزول محمد مرسى كانت سيناء ومصيرها بعد سيطرة الجهادين عليها. قال التقرير إن "الجيش كان قلقا من أن مرسي أطلق يد المسلحين الإسلاميين في شبه جزيرة سيناء، آمرا السيسي بوقف حملته على الجهاديين الذين قتلوا جنودا مصريين وشنوا حملة من العنف.، "لا أريد أن يريق المسلمون دماء بعضهم بعضا"، أبلغ مرسي السيسي آمرا إياه بوقف هجوم مخطط في نوفمبر، حسب ما يروي اللواء المتقاعد سامح سيف اليزل. وما زال سيف اليزل مقربا من الجيش ويظهر أحيانا مع السيسي في مناسبات عامة. وفي أعماقها، شككت المؤسسة العسكرية بنوايا الإخوان المسلمين، وهي الجماعة التي ينتمي إليها مرسي. ولطالما آمنت قيادة الجيش أن الجماعة تعلي من شأن طموحاتها الإقليمية على المصالح الأمنية المصرية. وأقلق الجيش تحالفُ الإخوان المسلمين مع حماس، التي اعتقد الجيش أن لها يد في العنف في سيناء. وقال الضباط الذين التقيناهم أيضا إن الإخوان المسلمين كانوا يحاولون استمالة قيادات عسكرية ضد مرسي. ;feature=youtu.be حرب العاشر من رمضان والتى وافقت 6أكتوبر عام 1973وقع فيها 64 معركة، و انتصرت القوات المصرية نصر مطلق فى 51 معركة واستردت سيناء التى احتلها الجيش الاسرائيلى يوم 5 أكتوبر بإمتداد 168 كم و بعمق 15 كم بما كان عليها من 31 نقطة عسكرية إسرائلية قوية، وفى كانت القوات السورية فى خط الجبهة فى هضبة الجولان و التي كانت إسرئيل احتلتها فى حرب 1967 لكن السوريين. الانتصارت التى حققها الجيش المصرى فى سيناء على العدو الإسرائيلى جعلت موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي يعترف في مؤتمر صحفي يوم 9 أكتوبر 1973، بالهزيمة، قائلا:"إن الحرب قد أظهرت أننا لسنا أقوى من المصريين، وأن هالة التفوق والمبدأ السياسي والعسكري القائل بأن إسرائيل أقوى من العرب وأن الهزيمة ستلحق بهم إذا تجرأوا علي بدء الحرب هذا المبدأ لم يثبت ، لقد كانت لي نظرية هي أن إقامة الجسور ستستغرق منهم طوال الليل وأننا نستطيع منع هذا بمدرعاتنا ولكن تبين لنا أن منعهم ليست مسألة سهلة وقد كلفنا جهدنا لإرسال الدبابات إلي جبهة القتال ثمنا غاليا جدا ، فنحن لم نتوقع ذلك مطلقا. كما انتزع الانتصار الكبير اعترافا آخر من الأعداء، فقال أهارون ياريف مدير المخابرات الإسرائيلية الأسبق يوم 16 سبتمبر 1974: "لاشك أن العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين بينما نحن من ناحية الصورة والإحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء ، وحينما سئل السادات هل انتصرت في الحرب أجاب انظروا إلى ما يجري في إسرائيل بعد الحرب وأنتم تعرفون الإجابة علي هذا السؤال". اليوم وبعد مرور أربعين عاما، نرى على أرض مصر من يهين قواتها المسلحة، فنرى عبارات السب والإهانية، ونرى من يريد إقامة عبور جديد داخل أرض الوطن، وعلى جثث وأشلاء المصريين، اليوم يوجد بيننا من يصف الجيش ب"الانقلابيين"، وهناك من يصفهم ب"العسكر" وكأنهم مرتزقة يدفع لهم فيقتلون. ;feature=youtu.be النظام السابق أعطى لأصدقائه من الإرهابين قبلة الحياة، فأصبحوا يعيشون خارج جحورهم يهددون ويتوعدون المصرين الذين أخروجهم من سجونهم بفضل ثورة الخامس والعشرين من يناير، وبفضل انحياز الجيش لثورة الشعب المصرى، فتغير المشهد فجلس الإرهابى بجوار الرئيس، كنا نرى فى احتفالت نصر أكتوبر الماضى يجلس قتلة قائد النصر فى الصفوف الأولى من الاحتفال، وأيديهم ملطخة بدماء المصريين وقائد النصر "السادات". "مرسى" يخرج من التاريخ ويظل "السادات" قائد النصر فى قلب التاريخ بقيادته لمعركة العاشر من رمضان - السادس من أكتوبر، فيكفيه الانتصار المجيد على أولئك الذين قالوا عن أنفسهم إنهم «لا يُقهرون» فدمر مواقعهم، ودك حصونهم، وأسر ضباطهم وجنودهم، واستعاد الأرض التى تستغيث الآن دون أن تجد من يعير استغاثاتها آذاناً صاغية، ويكفى "مرسى" أنه لم يبق حوله غير بضع مئات من جماعته وعشيرته.