عبثاً حاول الإخوان تعطيل قطار الثورة، وتصحيح المسار، ورغم كثرة المحاولات الفاشلة واليائسة، إلا أنهم لم يستوعبوا الدرس، ويصرون على عودة مرسي المعزول... حشدوا، دمروا، أحرقوا، قتلوا، واستباحوا دم المصريين، ومع ذلك عجزوا عن تحقيق هدفهم - كعادتهم في كل شىء - ومضى القطار بدونهم، ولم يتمكن تجار الدين من صعوده، وفقدوا الأمل تماماً في عودة ابن الجماعة والعشيرة الى كرسي الحكم. أباحوا الإفطار في رمضان، وابتدعوا نكاح الجهاد، قطعوا الطرق، احتلوا الشوارع والميادين والاشارات.. من رابعة العدوية إلى نهضة مصر، ومن العباسية الى المريوطية، ومن دار القضاء العالي إلى كوبري أكتوبر، وهدف الدمويين واحد، نشر الارهاب واشاعة الفوضى خلف ستار الشرعية.. من «بديع» إلى «البلتاجي»، ف «حجازي» كل يتحدث بلغة الدم، وكأن مصر أصبحت ملكاً لهم وحدهم ولفكرهم الارهابي الدخيل.. ومع ذلك لم تتوقف عقارب الساعة، ولم تعد للخلف، وماما أمريكا التي كانت تؤيدهم قبل أيام، أصبحت بعد فضيحة ال 25 مليار دولار أمريكي، تتحدث بلغة أخرى. وكانت تصريحات وليام بيرنز، مساعد وزير الخارجية الأمريكي، الصدمة الكبرى التي افقدت قيادات الجماعة توازنهم، فالرجل لم ينطق باسم «مرسي» ولم يقل كلمة واحدة عنه، ولم يطالب بإطلاق سراحه بل أعلنها مدوية «للمصريين حق اختيار من يحكمهم وتقرير مصيرهم». هذا الموقف الأمريكي الجديد، قلب الطاولة، وجاء متزامناً مع تشكيل حكومة «الببلاوي» واتخاذ خطوات ايجابية على أرض الواقع، ولكنه لم يعجب «الدمويين» ويريدون الآن، وبأي وسيلة هدم المعبد فوق رؤوس من فيه، فلا تهمهم مصر ولا أطفالها وشبابها ونساءها، فقط «بديع» و«مرسي» وأنصارهما حتى ولو أساءوا للدين الاسلامي. ورغم انحسار دولة الاخوان إلا أن فضيحة اجتماع تنظيمهم الدولي في تركيا، وما ناقشوه من خطط وألاعيب ومكائد، يضيف أعباء جساماً على حكومة «الببلاوي»، فهم يخططون لعصيان مدني وحصار مؤسسات الدولة وارهاب المجتمع بالقنابل والمتفجرات، و«جرجرة» الجيش والشرطة الى المواجهات، ولذا ينبغي أن تكون جميعاً على مستوى عال من اليقظة والانتباه، فنحن أمام عدو لدود للمصريين تفوق على الاسرائيليين والصهاينة. إن الشعب مطالب الآن بمزيد من الصمود وحماية ثورته من الدمويين الكاذبين المخادعين وأن يثبت للخرفان أن الذين انتخبوا مرسي تقيأوه أي «طرشوه»، ولن يسمحوا بعودة من كان دمية في يد التنظيم الدولي للإخوان، وأداة طيعة لعصابة دعمتها أمريكا لتأسيس شرق أوسط جديد تقوده اسرائيل. ويجب على الحكومة الجديدة أن تكون سريعة الحركة والايقاع، تحدد لها برنامجاً زمنياً عاجلاً لمواجهة التحديات، وإنجاز أهم الملفات وفي مقدمتها الأمن والاقتصاد والعدالة الاجتماعية، ومن المهم أيضاً، وفي أسرع وقت ممكن، إجراء حركة محافظين، وتطهير المحليات من عناصر الاخوان الذين جاءوا كرؤساء أحياء فى غفلة من الزمان. ومطلوب أيضاً من الحكومة الجديدة إعادة تأهيل الدستور، وتطهير الوطن من الجماعات السرية والمسلحة التي بدأت تنتشر كالسوس وتنخر في عقول شباب مصر، والقضاء على بؤر الارهاب في سيناء، والاهتمام كل الاهتمام بمحدودي الدخل وبسطاء الشعب الذين كانوا يبيعون ضمائرهم وأصواتهم مقابل زيت وسكر الإخوان، فهؤلاء أولى بالرعاية الآن. ومطلوب أيضاً علاج الأجهزة الاجتماعية والانسانية التي ولدت مشوهة في عهد الإخوان مثل مجلس العدالة والمساواة ومجلس حقوق الإنسان الذي يتمتع بعضويته للأسف الشديد «البلتاجي» و«حجازي» و«الغرياني» وهم من أكثر المتخصصين في تعذيب الإنسان قولاً وفعلاً.. وأخيراً حل جماعة الإخوان المسلمين وتجنيب المجتمع شر أعضائها الدمويين.