رغم أن دعوات الإفطار الجماعي بميدان التحرير التي تبنتها القوي الثورية قد تحدد ثالث أيام شهر رمضان الكريم للإحتفال بنجاح ثورة 30يونيو التي أسقطت نظام حكم جماعة الإخوان المسلمين وأزاحت الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية السابق من الحكم،إلا أن المعتصمين في الميدان قرروا أن يستمر الاعتصام طوال الشهر للتأكيد علي مكتسبات الثورة. وجاءت الساعة التي سبقت أذان المغرب أول أيام رمضان لتشهد حالة من الحراك داخل ساحة الميدان بعد اتفاق كل مجموعة من الشباب علي عمل إفطار جماعي تاركين أسرهم في ذلك اليوم،ليبعثوا برسالة إلي الثوار أنهم منتظرون إياهم حتي لاتسرق الثورة مرة أخري. وقام المتظاهرون بعمل موائد جماعية لتناول الإفطار عليها ومنهم من استعد لإحضار الوجبات من المطاعم القريبة من ميدان التحرير فيما فضل البعض إحضار بعض الأطعمة من منازلهم لمشاركة المعتصمين في الإفطار الجماعي. وما إن إقترب أذان المغرب حتي فوجيء المعتصمون بالمخرج خالد يوسف وبصحبته سيارة نقل تحمل مئات الوجبات لتوزيعها علي المعتصمين بعد أن قرر مشاركتهم في الإفطار معهم داخل ساحة الميدان احتفالاً بسقوط نظام حكم جماعة الإخوان المسلمين. وقال المخرج خالد يوسف القيادي بالتيار الشعبي والذي رفض توجيه الكاميرات الفوتوغرافية له أثناء توزيعه الوجبات إنه قرر تناول الإفطار في أول يوم من شهر رمضان وسط المعتصمين في الميدان بعد أن عرف باستمرارهم في الاعتصام للحفاظ علي مكتسبات ثورة 30يونيو. وأضاف يوسف أن كافة الشخصيات العامة تتناول الإفطار مع أسرهم خاصة في اليوم الأول للصيام،إلا أنه قام بمشاركة بعض أصدقائه وعدد من الأهالي بتوفير المبالغ التي كانت مخصصة لعمل موائد للرحمن وإنفاقها علي المعتصمين في الميدان في الوقت الذي أحضر فيه عدداً كبيراً من المقاعد لجلوس المواطنين. ودارت الحلقات النقاشية خلال الإفطار الجماعي حول تشكيل الحكومة الجديدة وإمكانية مشاركة جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور فيها في الوقت الذي رجح فيه البعض تشكيل حكومة تكنوقراط تعمل لإنقاذ البلاد دون أن يكون لها أي توجه حزبي وذلك للحفاظ علي حياديتها وعدم المعارضة لها من قبل القوي السياسية المعارضة معها في الفكر. ورحب المعتصمون خلال الإفطار الجماعي باختيار الدكتور حازم الببلاوي رئيساً للوزراء،كذلك الدكتور محمد البرادعي نائباً لرئيس الجمهورية للشئون الدولية،وسط تكهنات بالوزراء الذين يمكن أن يتم اختيارهم في الحكومة الجديدة. وأشاد المعتصمون بالدور الذي لعبته القوات المسلحة المصرية برئاسة الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات وزير الدفاع وانحياز القوات لمطالب الشعب الذي خرج في 30يونيو ليؤكد رفضه استمرار الرئيس بمنصبه. وأعرب المعتصمون عن سعادتهم بمجيء شهر رمضان بعد انتهاء حكم الدكتور محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين مرددين هتافات «الشعب خلاص أسقط النظام» كذلك وصفوا حفل الإفطار الجماعي الخاص بهم بأنه «حفل إفطار الإرادة الشعبية التي حققت نجاحات ثورة 30يونيو. وأدى المعتصمون رجالاً ونساء صلاة التراويح بعد الانتهاء من حفل الإفطار الجماعى، ودعوا جميعاً الله أن يحفظ مصر وشعبها من كل سوء، وأكد المصلون على روعة الشعور بالأمن والأمان والحرية الحقيقية.