إنتِ دولة مش تكية مش مقاولة إنتِ حرة فوق جبين الدهر درة إنتِ حتة من شهيدك إنتِ نغمة من نشيدك إنتِ ست الكل بلدى متخلقش اللى يبقى سيدك واللى عاداكى مهما باعك واستباحك يوم يومين ولا حتى ياحبيبتى شهور سنين فى النهاية إنتِ باقية هو ماشى فى النهاية إنتِ مصر هو مين؟ إنتِ دولة مش تكية مش مقاولة إنتى حرة إنتِ ثورة مستمرة. هذه هى مصر من تعبير عزيز الشافعى بميدان التحرير. وقيمة مصر وقدرها لا يفهمه الإرهابيون والمتطرفون والجهلة الذين قال عنهم الفريق أول السيسى: أشرف لنا أن نموت من أن يروع أو يهدد الشعب المصرى، ونفتدى مصر بدمائنا ضد أى إرهابى أو متطرف أو جاهل. مقالى هذا ذهب إلى المطبعة قبل انتهاء مهلة ال48 ساعة التى منحتها القوات المسلحة للنظام لتنفيذ مطالب الشعب بتنحى الدكتور محمد مرسى العياط عن منصب رئيس الجمهورية. وفى منتصف مهلة ال«48 ساعة» كانت الملايين تضع أيديها على قلوبها من الاختفاء المريب للدكتور مرسى، وتوالى استقالات الوزراء والمحافظين والمسئولين والمتحدثين الرسميين وطرد النائب العام الملاكى، وإغلاق دواوين المحافظات ومجالس المدن، وسقوط عشرات القتلى والجرحى فى صدام بين المؤيدين والمعارضين للنظام. وإعلان الجيش والشرطة والمخابرات والقضاء انحيازهم للملايين التى خرجت إلى الميادين تهتف ضد مرسى: ارحل.. ارحل، وفجأة ظهر الدكتور مرسى يلقى خطاباً إلى الفضاء الخارجى يتنكر فيه لكل الإرهاصات السابقة، ويكشف أنه مغيب عن الواقع، وهذا ما جعله يقول أن ما يحدث فى الشارع هو من تدبير «32» عائلة فاسدة تنتمى إلى النظام السابق، تقوم بالاتفاق على المتظاهرين ضده، بالأموال التى سرقوها من مصر، وبعضها تمويل أجنبى! وصف العالم هذه المظاهرات السلمية التى خرج فيها حوالى «33» مليون مواطن من الإسكندرية حتى أسوان بأنها أكبر مظاهرة بشرية فى التاريخ المعاصر، والدكتور مرسى يصر على أنها انتفاضة فلول فى إهانة بالغة للمعارضة الشريفة! كما ظهر مرسى متناقضاً مع نفسه كلام أملى عليه، قال: «أنا لست حريصاً أبداً على الكرسى،، هذا الكلام لا قيمة له عندى.. ثم قال إذا كان الحفاظ على الشرعية ثمنه دمى فأنا مستعد أبذله حسبة لله.. هذه التهديدات الصريحة لمعارضيه هى طريق إلى الدم،وتفتح حرباً أهلية يقتل فيها المصرى أخاه المصرى، ويعطىالضوء الأخضر لأنصاره بقتل المتظاهرين. مرسى ردد كلمة الشرعية فى خطابه «198» مرة ويريد من ذلك لفت أنظار الخارج لأنه يدافع عن الشرعية، كما يكشف عن أزمة نفسية عنده لإحساسه بفقد الشرعية، وهدد مرسى المصريين والجيش والشرطة قائلاً: لن أسمح لمن يخرج يقول كلاماً غير الشرعية أو إجراءات تهز الشرعية، ولا يملك أحد كائناً من كان أن يمارس أى كلام أو قوة أو يوجد شرعية أخرى!! كلها شرعية يا فاقد الشرعية! الخطاب فى مجمله وصفة للعنف، وتمسك بالمعنى الشكلى للشرعية وتجاهل أن الشرعية هى عقد بينه وبين الشعب على احترام الدستور والقانون، وعدم تقسيم المجتمع، والحفاظ على سيادة البلد، الشرعية هي قبول شعبى، والذى خرج على الشرعية هو الرئيس عندما أصدر إعلاناً دستورياً يحصن فيه قراراته ضد الطعن أمام القضاء، وأعاد مجلس الشعب المحلول، وحصن الشورى ومنصب النائب العام الملاكى، وأهان القضاء والمحكمة الدستورية العليا، وأصدر دستوراً لا يليق بالشعب المصرى، وعندما سمح لأهله وعشيرته بتكفير المسلمين والتطاول على الأقباط، وقتل الشيعة، وتهديد المعارضة بالسحق، كل ذلك دفع الملايين إلى استخدام إرادتها فى سحب الشرعية وفسخ العقد. كنا نتوقع قدراً من الذكاء السياسى ويعلن الدكتور مرسى احترامه لإرادة الشعب المصرى، ويوافق على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ويضع نفسه أمام صندوق الانتخابات، وإذا اختاره الشعب مرة أخرى فأهلاً به. مرسى يقول إنه يريد لمصر أن تمتلك إرادتها ولا تسيرها قوة رغماً عنها، فى الوقت الذى يقوم فيه مساعده بتحريض الأجانب على مصر، ومطالبة أمريكا والاتحاد الأوروبى بفرض حظر اقتصادى عليها إذا تم عزل مرسى!! المجتمع رفع الكارت الأحمر لك يادكتور، ولا يملك أحد دفع المطلب الشعبى لاستجابات جزئية مثل تغيير الحكومة، أو تعديل الدستور، هذه المطالب كانت فى المرحلة السابقة حالياً المطلب الأساسى والأول أن ترحل، وأعتقد أنك رحلت.