قبل وصول الإخوان الى السلطة اختار الدكتور عصام العريان العيش فى المنطقة الآمنة بعيدا عن الاجنحة المتصارعة فى الجماعة فرغم أن الرجل كان ينتمى الى التيار الإصلاحى الذى تعرض الى مذبحة فى انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة وكانت رأسه تحت مقصلة القطبيين إلا أنه نجا بأعجوبة بعدما استطاع أن يقدم نفسه قربانا للتيار المتشدد الذى يسيطر على الجماعة لعله يبقى فى الجنة الإخوانية. وحاول «العريان» أن يسير فى المنطقة الرمادية التى تجعله قريبا من المعارضة ومصاحبا للمناضلين ضد نظام مبارك لعله يبقى واحدا منهم وفى الوقت نفسه حاول أن يبقى على مساحة من الود مع نظام مبارك سمحت له بأن يحصل على عضوية البرلمان فى إطار صفقات الجماعة مع جهاز أمن الدولة السابق. وبعد الثورة وارتفاع أسهم الجماعة فى الشارع بدأ العريان فى التحول التدريجى حتى سقط القناع الذى كان يرتديه بعد حصول الجماعة على أغلبية مجلس الشعب وظهر الوجه الحقيقى للرجل الذى لا يعرف إلا طريق السلطة والحصول على مكاسبها وتجرد الرجل من كل أفكاره الإصلاحية وانسلخ منها وبدا يمارس الإرهاب والبلطجة السياسية على معارضى الجماعة وحاول ان ينافق التيار المتشدد حتى يحصل على نصيب من كعكة السلطة. ورغم أن العريان يدرك أن رأسه تحت قدم التيار القطبى حاول أن يحيط نفسه بحواجز فولازية تحميه من ضربات القوى الناعمة فى الجماعة التى فشلت فى النيل منه بعد أن وضع نفسه دائما فى مرمى المعارضة وجعلها تنال منه دائما حتى يبقى تحت الحماية الإخوانية. فرغم أن «العريان» ليس رجل خيرت الشاطر الرجل الذى يدير مصر والمسيطر على الجماعة إلا أنه أستطاع أن ينال رضاه بعدما قدم قرابين الولاء والطاعة له ودون أن يبدى أى مقاومة على سياساته ولكن «الشاطر» لم يمنح العريان ما يرضيه حتى يبقى على الولاء الكامل له بل إنه فى كثير من الأحيان يرفض تصعيده حتى يقدم العريان مزيدا من القرابين للجماعة. وحتى عندما منحت الجماعة منصب مساعد الرئيس للدكتور عصام العريان شعر الشاطر بخطورة استمراره فى هذا المنصب خاصة بعدما أبدى مزيدا من التأثير على الدكتور محمد مرسى الذى كان ينتمى الى التيار الاصلاحى فأبعده الشاطر وطلب منه الاستقالة خاصة بعدما أصبح وجها غير محبوب فى الشارع بعد التصريحات التى أدلى بها فى الفترة الأخيرة خاصة دعوته الى اليهود للعودة الى مصر. وكلما حاولت الجماعة إبعاد العريان عن مراكز صنع القرار فيها زاد من تصريحاته المتناقضة والتى تحمل دفاعا عن الجماعة وسياساتها لعلها تقربه منها وتحميه من هجوم المعارضة فهو يدرك أن الجماعة لا تضحى بمن يتعرضون للهجوم من المعارضة وإنها تستخدم سياسة العناد فوضع رقبته تحت سكين المعارضة ظنا منه أنه يفتح باب النجاة له. «العريان» الكارت المحروق لدى الجماعة الآن تحاول استخدامه بشكل مكثف فى اطلاق الهجوم على معارضيها وكان آخرها هجومه الوقح على دولة الإمارات من أجل عدد من أعضاء الجماعة المقبوض عليهم فى سجون الإمارات ولكن الجماعة لن تبقى على «العريان» وستوقف صعوده السياسى خاصة بعد أن أجبر على تقديم استقالته من الهيئة الاستشارية للرئيس مرسى وأدخلته الى مجلس الشورى لتتخلص منه بعد أن يكمل مهمته الأساسية ف«الشاطر» لن ينسى ل«العريان» دعمه للدكتور عبد المنعم أبوالفتوح غريمه التقليدى فى الجماعة ولن ينسى أن العريان كان يتمنى القضاء على التيار القطبى فى الجماعة لصالح الإصلاحيين ولذلك فهو يجهز سيناريو التخلص منه وربما لن يشهد البرلمان القادم وجود «العريان» داخله لتنتهى قصه رجل قدم نفسه ثمنا لصعود التيار المتشدد فى الجماعة. «العريان» بطل مسلسل التصريحات المتناقضة للجماعة فهو الذى أكد أن الجماعة لن تخوض انتخابات الرئاسة ولكنها دفعت بالمهندس خيرت الشاطر والدكتور محمد مرسى كمرشح احتياطى كما أنه صاحب فضيحة الكشف عن تسجيلات الرئاسة اثناء أزمة الرئيس والنائب العام الأولى كما أنه صاحب الهجوم الأخير على الإمارات وتهديد أهلها بالعبودية للفرس.