نشرت صحيفة "ناشيونال بوست" الكندية تقريرًا مطولًا عن الأوضاع السياسية السيئة في مصر، وإلى أي مدى وصلت الديمقراطية في البلد الأكثر سكانًا في العالم العربي. وتحت عنوان"أزمة الديمقراطية بمصر"، استهل الكاتب الشهير"جورج جوناس" مقاله بالصحيفة، قائلًا:" إن المعارضة المصرية تخطط لمظاهرات حاشدة في نهاية الشهر الجاري وصفها بأنها"أم" المظاهرات التي اندلعت ضد النظام الحاكم وهذا الطريق ليس الدرب الصحيح نحو الديمقراطية رغم ما يقوله قادة المعارضة إن المصريين تم خداعهم، وتخلصوا من الاستبداد وأرادوا الديمقراطية؛ ولكن حصلوا بدلًا منها على الثيوقراطية، وأن الرئيس المصري "محمد مرسي" وجماعة الإخوان المسلمين التي ينحدر منها خدعوا المصريين وضللوهم." وأوضح الكاتب أن تصريحات السفيرة الأمريكية لدى القاهرة "آن باترسون"- التي لم تبدِ تعاطفها مع مظاهرات المعارضة، وأنها لن تحقق الكثير مع حكومة منتخبة بشكل ديمقراطي- تؤكد على حدود وقيود الديمقراطية بمصر، فأنت لا يمكن أن تكون شخصًا تتمتع بقدر كبير من الديمقراطية دون أن تتمتع قبلها بطعم الخسارة. إن الديمقراطيين الذين يخسرون المعارك الانتخابية يجب أن يخضعوا ليس فقط للفائزين حتى إذا كانوا أعداءً للديمقراطية طالما أنهم جاءوا جراء انتخابات حرة ونزيهة.. وإذا فشل أصدقاء الديمقراطية في تكريم وتشريف والاعتراف بالنصر الانتخابي لأعداء الديمقراطية، فإن بلادهم لن تصبح دولة ديمقراطية.. وهنا لب الأمر وجوهره. "إن المصريين لديهم معضلة في الديمقراطية، العالم بأكمله لديه أزمة في الديمقراطية." وأشار "جوناس" إلى إن مصر باعتبارها أكبر دولة عربية تتماشى مع نموذج كيفية رفع الغطاء عن بلدان الربيع العربي، وأن الحروب الأهلية التي تندلع بعد الثورات دائمًا ما تنعم بعد ذلك بالديمقراطية التي تأتي عقب الاستبداد. واختتم الكاتب مقاله:" كثيرًا ما نعرض الديمقراطية على أنها دواء لكل داء، لكن في الحقيقية هي ليست كذلك بل فقط وسيلة لتتابع الحكومات وتداول السلطة سلميًا، فالديمقراطية طريقة لتغيير الحُكام بطريقة أفضل من الثورات ومن الانقلابات العسكرية. ومع ذلك لا يمكننا القول إن الديمقراطية هي علاج للمشكلات الاجتماعية أو القمع أو الفقر."