قنديل:التجاذب السياسي والاحتقان طبيعي بعد الثورات

قال الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء إن ما تشهده مصر حاليا من تجاذب سياسي قد يصل في بعض الوقت لاحتقان هو أمر طبيعي يحدث بعد الثورات وهو مخاض لوضع أفضل ينتظر مصر,مشيرا إلى أن مصر واجهت تحديات كبيرة قد تمكن الشعب المصري من عبورها جميعا بتمسكه بالديمقراطية التي من أجلها قامت الثورة المصرية.
وأضاف قنديل – في كلمته أمام المنتدى الاستثماري الإقليمي لشراكة الدوفيل والذي يعقد بمقر وزارة الاستثمار اليوم الثلاثاء – “إن مصر تتمتع حاليا بشفافية في التعامل مع الرأي العام ، حيث إنه لأول مرة يناقش مجلس الشورى الموازنة العامة للدولة بكل تفاصيلها بما فيها مخصصات رئاسة الجمهورية ومخصصات رئاسة الوزراء”.
وأكد أن هناك صدقا وعزما على إجراء إصلاح اقتصادي وتهيئة بيئة سليمة لاقتصاد سليم..وأول خطوات هذا الإصلاح هو الإصلاح التشريعي الاقتصادي والتي من خلالها يتم التصالح مع رجال الأعمال للحصول منهم على حق الدولة ، وأيضا طمأنة رجال الأعمال والمستثمرين الآخرين لتشجيعهم على الدخول للسوق المصري ، بالإضافة لتقليل الإجراءات الروتينية لتأسيس الشركات ليتم هذا الأمر عبر شباك واحد فقط بدلا من ذهاب المستثمر إلى 17 جهة واستغراق حوالى عام لاستخراج الترخيص اللازم لتأسيس شركة.
وقال قنديل إن مصر تتحرك إلى الأمام ، حيث تم تثبيت ربع مليون موظف خلال العام الاقتصادي الجاري وتم توفير حوالي 600 ألف فرصة عمل كما زادت المرتبات والأجور بنسبة30% ، وتم الاتفاق مع الدول العربية على توفير 300 ألف فرصة عمل للشباب المصريين.
وأشار قنديل إلى أنه في إطار محاور الاستفادة من الموارد المصرية وتعزيز الاستثمار في مصر ، تم إطلاق مشروع تنمية محور قناة السويس والذي يتوقع من خلاله استثمارات بقيمة 100 مليار دولار جميعها بنظام حق الانتفاع وليس التملك.
وأضاف أن الفرص الحقيقية للاستثمار موجودة في مصر وفي هذا الوقت تحديدا وذلك لأنه إذا كان هناك نسبة بطالة مرتفعة ، فإن ذلك يعني للمستثمر فرصة للحصول على عمالة بأسعارجيدة..مشيرا إلى أن الموقع الذى تتميز به مصر يجعل منها المكان الأمثل للاستثمار والتصدير بما يضمن رخص تكاليف النقل لأي مكان في العالم.
وأوضح أن الحكومة تشجع المستثمرين الصغار والمتوسطين لأن أهميتهم للاقتصاد لا تقل عن أهمية المستثمرين الكبار .. منوها بأنه تم خلال الشهرين الماضيين ضخ 9 مليارات جنيه للفلاحين من خلال شراء محصول القمح وهو ما يشكل دعما للفلاح المصري بدلا من شراء القمح من الخارج.
وأشار قنديل إلى أن الاستقرار والنمو الاقتصادي لا ينفصل عن الاستقرار والنمو السياسي وأن هذا لن يتم إلا عبر الاستقرار الأمني..قائلا “نحن نسير بخطى ثابتة على طريق الديمقراطية كما أن مجلس الشورى انتهى من مشروع قانون انتخابات مجلس النواب بعد إجراء التعديلات عليه وتم إحالته بالفعل للمحكمة الدستورية العليا ، ونتمنى صدوره بشكل نهائي قريبا”.
وقال “إنه من حق الجميع أن يحلم بالتغيير ولكن في ذات الوقت حق علينا تجاه الذين فقدوا أرواحهم أن نحافظ على المسار الديمقراطي ، وعلى من يريد التغيير الحقيقي دخولانتخابات مجلس النواب لما لهذا المجلس من صلاحيات واسعة كفلها الدستور”.. موضحاً أنه لن تكون هناك ردة عن الديمقراطية بأي حال من الأحوال.