كنت أنوي أن يكون موضوع مقالي هذا الأسبوع هو التحدث عن موازنة الدولة وتعثر إصدارها، خاصة ولم يبق سوي أيام معدودة علي انتهاء السنة المالية الحكومية وبداية سنة مالية جديدة دون وجود موازنة مالية لها معتمدة ومعلنة وهذا لاشك يزيد من عدم وضوح الرؤية والفشل الذريع الذي أصبح ملتصقاً بحكومة الدكتور قنديل. غير أن الأحداث المتزايدة والمتلاحقة علي الشارع السياسي وما تحمله من أخطار علي مستقبل بلدنا الحبيب مصر وأمنها واقتصادها المتدني جعلني أكتب هذه الرسالة الأخيرة للرئيس محمد مرسي عله يراجع نفسه في اللحظات الأخيرة وينقذ هذا البلد وشعبه من مواجهة عنيفة بين أفراد الوطن الواحد كان هو السبب فيها. سيادة الرئيس لقد حاولت طيلة الأيام الماضية أن أجد أي شيء يحسب لك منذ توليت الرئاسة عله يقصيني عن موضوع هذه الرسالة ولكنني للأسف لم يحالفني الحظ في الوصول إلي أي إنجاز يذكر يساعدني علي تغيير موضوع هذه الرسالة. لقد شهد الشارع السياسي من جانب القوي أو الفصيل الإسلامي تداعيات كثيرة تحسب عليك وليس لك وما شهدناه الجمعة الماضي من مظاهرات تأييد لكم وما تتضمنها من هتافات ووعود فتاكة لمن يجرؤ ويخالف الرئيس أو يطالب برحيله، وجاءت كلها وعوداً وتحذيرات من رموز جماعتك الإسلامية الذين تعتبرهم دائماً هم أهلك وعشيرتك، وما كان متوقعاً من المتظاهرين باسم «مليونية لا للعنف» أن يكونوا هم المنادين للعنف والداعين له بما أطلقوه من وعود للقضاء علي المتظاهرين السلميين والمقدر لهم أن يعبروا عن مطالبهم سلمياً يوم 30 يونية القادم. لقد بدأتها مؤخراً سيادة الرئيس بمؤتمر في الصالة المغطاة باستاد القاهرة تحت مسمي «دعم ثوار سوريا» ولكن للأسف كان الغرض المعلوم والواضع لكافة الشعب المصري أن هذا المؤتمر ما هو إلا لحشد ما يدعون أنهم إسلاميون ويدعمون وجودكم كرئيس للدولة وانتهي المؤتمر بسقطة سياسية لن تغتفر لرئيس مصر بقطع العلاقات السياسية مع دولة عربية كانت في يوم من الأيام متحدة مع مصر وتحت علم واحد «الجمهورية العربية المتحدة» ولها رئيس واحد والدعوة أيضاً إلي الجهاد في سبيل نصرة ثوار سوريا وهي دعوة للعنف ودعوة لأن يقتل المسلم أخاه المسلم، هل هناك دين إسلامي آخر تعتنقه هذه الجماعات الإسلامية يحض علي أن يقتل المسلم أخاه المسلم؟ علي مدار عام كامل منذ توليك الرئاسة تحاول كافة القوي السياسية التحاور معكم للوصول إلي ما يتوافق عليه الشعب بالكامل، لكنك دائما كنت تحاور وتناور في تحقيق هذه اللقاء ثم تدعي أن القوي السياسية ترفض الحوار ولم تحاول مرة واحدة أن تعترف بأن أسلوب المراوغة وانعدام الشفافية منكم هو السبب في تحقيق أي لقاءات أو حوارات جادة لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير ولكن كان لك هدف آخر لا ينتمي إلي هذه الدولة ولكن كيف تحقق التمكن لجماعتك الإسلامية من الانتشار والسيطرة علي كافة مؤسسات الدولة دون مراعاة ما لهذا من آثار سيئة أوصلت البلاد إلي حالة الفوضي الأمنية التي نعيشها الآن كما أدت إلي الانهيار المالي والاقتصادي للدولة والذي تسببت أنت أيضا فيه بحكومتك الفاشلة التي لم يشعر المواطن المصري بوجودها منذ توليها المهمة وحتي يومنا هذا وحتي أكون منصفا فإن الشعب المصري شعر فعلا بوجودها مما يعم البلاد في حالة فوضي أمنية وتدن مستمر في ماليات واقتصاديات الدولة وهروب المستثمرين وشيوع حالة البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة وفوق ذلك الأزمات المتلاحقة في المواد البترولية والطاقة الكهربائية، هذه باختصار هي إنجازات حكومتك الفاشلة والتي تكون هي السبب أيضا في إفشال أية رؤية جادة كنت تحلم بها. لا تلومني عندما أتهمك بالانحياز الكامل لجماعتك الإسلامية فإنك بحركة تعيينات المحافظين الأخيرة أكدت ذلك وأن رفض الشارع السياسي والشعب المصري في كافة المحافظات لهذه الحركة لهو دليل ضدك بانتمائك المستمر لجماعة الإخوان المسلمين ضاربة بذلك مصالح هذا الشعب المصري كله وأنك تعمل فقط لحساب أهلك وعشيرتك. لقد طالبك معظم الشعب المصري وأنا واحد منهم منذ توليك الرئاسة بأن تكون رئيسا لكل المصريين ولن نطلب منك أن تتخلي عن عقيدتك الإسلامية وفعلا أنت وعدت بذلك أن تكون رئيسا لكل المصريين ولكن القول لا يؤيده إلا العمل وللأسف كل قراراتك وأعمالك كانت لنصرة جماعة الإخوان المسلمين وتمكينهم من السيطرة علي مؤسسات الدولة دون أن يكون هناك أي حساب لمتطلبات هذا الشعب العظيم الذي انتظر سنوات وسنوات ليحقق لنفسه الحرية والعيشة الكريمة في ظل حكم مدني عادل. لقد قرأت بإحدي الجرائد اليومية صباح اليوم السبت 22 يونية خبراً بعنوان أن العشيرة تستعرض بالعصي الخضراء والخوذ وان بعضا منهم يؤدون التمرينات القتالية ويوجهون رسالة إرهاب للثوار، سيادة الرئيس هل هذه المليونية السلمية تحت شعار «لا للعنف»، ولكن ما عليك من هذا فهو متوقع من فصيل من الشعب يتم توجيهه لأفعال معينة لها أهداف يرجي تحقيقها وهو ما أعاد إلي ذهني المؤتمرات التي كان يعقدها الاتحاد الاشتراكي في السابق والتي كان من أهدافها الأساسية استعراض قوة الحاكم، إن ما يهمني فيما قرأته تحت هذا العنوان سرد لبعض إنجازاتك التي تبثها دائما رموز عشيرتك وأهلك من الجماعات الإسلامية وأهم هذه الإنجازات هو أنك أول رئيس عربي وإسلامي حافظ لكتاب الله، وردي علي ذلك هو: ما فائدة حفظ كتاب الله وتجاهل أحكام القرآن الكريم في التطبيق، هنا تكون العقوبة أكبر وأكبر وليس إنجازا. إن رسالتي لك اليوم والأخيرة مني ولإنقاذ هذا البلد وشعبه من مخاطر أن تعلم مداها مما قد يحدث من مواجهات دموية يوم 30 يونية وهو ما تخطط له جماعتك الإسلامية كما صرحوا بها علي مسمع من كل الشعب المصري وكل من شاهد البث التليفزيوني لمليونية لا للعنف من شعوب العالم، ولتأكدي التام أن حركة تمرد لن تهدف أساسا للإطاحة بكم من الرئاسة ولكن هدفها الرئيسي هو استكمال ثورة 25 يناير وتحقيق أهدافها والتي لم تستطع أنت وحكومتك تحقيق أي منها، ولن يعفيك من المسئولية ما تصرح به من تعليمات للقوات المسلحة ورجال الشرطة من حماية الثوار والمنشآت العامة والخاصة، لذلك أنصحك بالآتي: أن تعلن مباشرة واليوم قبل الغد تخليك بالكامل عن جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وأن انتماءك العقائدي هذا أمر خاص لا يؤثر عليك كرئيس لكل المصريين وان تصدر الأوامر بعدم نزول أي من أعضاء الجماعات الإسلامية يوم 30 يونية في مواجهة مع ثوار الشعب «تمرد». أن تعلن إقالة حكومة الدكتور هشام قنديل وتكليف إحدي الشخصيات المتوافق عليها والتي تتميز بخبرة عملية وسياسية ولها مقدرة علي تسيير أمور الدولة المالية والاقتصادية وذلك بعيدا عن رؤساء أحزاب المعارضة أو رموزها تجنبا لمن يكون له أجندات خاصة ومرفوضة من الشعب. الإعلان عن عمل انتخابات رئاسية مبكرة بعد 6 شهور من أول يوليو 2013 وأن تظل رئيسا للدولة حتي تتم الانتخابات المبكرة واختيار رئيس الدولة ويحق لك الترشح لهذه الانتخابات. تشكيل لجنة من رجال القانون الدستوري لمراجعة مواد الدستور غير المتوافق عليها ومن ثم عمل التعديلات المتوافق عليها والاستفتاء عليها. ومن ثم يتم الإعلان بعد تعديل الدستور لانتخابات مجلس النواب. سيادة الرئيس إن مصر وشعبها أمانة حتي الآن في يديك وإن لم تعمل علي درء الخطر الذي يحيق بها فستكون شريكا فيه وهنا لن يختلف وضعك عن وضع الرئيس السابق الذي كان السبب الرئيسي الذي صدر به حكم عليه هو معرفته بأن هناك مواطنين مصريين يتعرضون للقتل ولم يعمل علي إيقاف ذلك. وها أنت تعمل مسبقا بما قد تكون عليه نتائج المواجهة الدموية من جانب أهلك وعشيرتك المتربصين بثوار 30 يونية المسالمين. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد الرئيس السابق لحكومة الوفد الموازية