بداية أبعث لك بخالص التهانى بإنتخابكم أول رئيس مدنى لمصر بعد ثورة 25 يناير التى أطاحت بحكم مستبد إستمر لأكثر من ثلاثون عاما. أصارحك الحقيقة أننى لم أنتخبك ولكننى إنتخبت منافسك وجئت أنت الفائز بهذه الإنتخابات التى جاء بها صندوق الإنتخابات ليعلى كلمة الشعب على كلمة المترشحين للرئاسة. إن مجرد أن أعلن السيد المستشار رئيس اللجنة العليا لإنتخابات الرئاسة بإسمكم كأول رئيس لمصر يأتى بإنتخابات حرة نزيهة إنتابتنى حالة من السعادة الشديدة وتناسيت من إنتخبت وكان كل فكرى فى أن مصر أصبح لها رئيس بإرادة شعبها الحر وليس بإرادة فئة حاكمة ظالمة. لقد أصبحت الآن رئيسا لكل المصريين بكل طوائفهم وفئاتهم وعقائدهم ولست رئيسا لفئة معينة وبالتالى فعليك مسئولية كبيرة فى أن تثبت لكل المصريين أنك فعلا جئت لتكون رئيسا لكل المصريين وأنك ستعمل على تحقيق ما يتمناه الشعب المصرى كله من الحياة الكريمة فى ظل دولة مدنية تتمتع بالديمقراطية فى الحكم ويحكمها العدل والمسواه لكل فئات الشعب المصرى وطوائفه. لقد كان يسود الشارع المصرى حالة من القلق والتخوف من سيطرة الجماعات الدينية الإسلامية على مقتضيات الحكم - خاصة بعد التجاوزات التى لحقت تشكيل الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور- ومن ثم فرض أفكارهم التى يرى البعض أنها متشددة أو تخالف ماجرى عليه العرف والمناخ الإسلامى الوسطى الذى يسود البلاد منذ أزمنة طويلة ، ولما كنتم ياسيادة رئيس مصر تنتمى لهذه الجماعات الإسلامية كان هناك التخوف الأكثر فى إنتخابكم رئيسا لمصر ولكن وإن قال صندوق الإنتخابات كلمته فله ولكم إحترامنا وأهلا بك رئيسا لكل المصريين. إسمح لى أن أوجه لسيادتكم هذه الرسائل القصيرة التى قد يكون لها دور فى معاونتكم على إنجاز مهامكم بما يرتضيه ضميركم وما يتمناه شعب مصر منكم: الرسالة الأولى: لقد جئت لتكون رئيسا لكل المصريين وعليه يجب عليكم أن تتخلى عن إنتامئكم لأى جماعة توجه رسالتها لفئة معينة من الشعب المصرى وأعنى هنا جماعة الإخوان المسلمين وكذا التخلى عن أى إنتماء حزبى. الرسالة الثانية: أن يراعى فى تشكيل الحكومة التنفيذية أن لايكون أى من أعضائها ينتمى إلى أى حزب سياسى حتى تكون محاسبته أمام مجلس الشعب محاسبة فعلية لا يشوبها المجاملات والتحييز الحزبى. الرسالة الثالثة: الإبتعاد نهائيا عن إختيار أى من نوابك أو مساعديك أو مستشاريك ممن هم أعضاء فى جماعة الإخوان المسلمين أو أى جماعات لها صبغة دينية أخرى وهذا درءا لأية شكوك أو تكهنات بأن إنتمائكم لهذه الجماعات لا زال قائما. الرسالة الرابعة: أن الذى جاء بك لكرسى الرئاسة هو الشعب المصرى كله وعليه فيكون إنتمائك الوحيد هو لمصر الكبرى وشعبها العظيم. الرسالة الخامسة: لقد تعهدت وأخذت على عاتقك أن تحقق لهذا الشعب الأمن و الأمان والحياة الكريمة الحرة لكافة فئات الشعب وأن لا يكون هناك محروما أو جائعا أو مريضا أو جاهلا أو مشردا أو عاطلا ، ورسالتى هنا أن لاتنسى وعودك فالشعب متربص لك وسيحاسبك إن أخللت بأى من وعودك وتعهداتك. الرسالة السادسة: هى نصيحة وليست رسالة وهى أن تتناسى أحداث الماضى وتتركه لرجال القضاء الشرفاء ليفصلوا فيه وضع نصب عينيك مستقبل الدولة والتى تعانى من إقتصاد متدنى وحالة مالية تنذر بمخاطر كثيرة وما يحيط بالشعب من مرض وفقر وجهل فهذه أمور يجب أن توليها إهتماماتكم الأولية أما إذا إستمرينا فى النظر إلى الخلف والبحث فى أحداث الماضى لم نصل إلى أى تقدم بل ستستفحل المشكلة ويصعب عليكم حلها. سيادة الدكتور محمد مرسى رئيس مصر ، إن مصر وشعبها أمانة فى رقبتكم وانا واثق أنكم أهل لهذه الأمانة وستعملوا قدر جهدكم لتحقيق أمال هذا الشعب العظيم. وفقكم الله وتحيا مصر حرة أبية وحفظ الله شعبها من لكل مكروه --- المستشار والخبير المالى والإقتصادى الدولى