في زمن برامج " التوك شو"، حيث الانفعالات المتبادلة بين الضيف ومقدم البرنامج، يرسم الحوار مع الكاتب فهمي هويدي أجواء أخرى، خاصة إذا كان حول تركيا والأحداث التي تشهدها حاليا، حيث كان له العديد من المقالات حول التجربة التركية في النهضة. هدوء هويدي ورصانته في الحديث، قد لا تكون ملاءمة لمن يبحث عن الإثارة في هذه البرامج، لكنها تبدو ملاءمة لمن يبحث عن الحقيقة. لخص هويدي، حقيقة ما يجري بتركيا في ثلاث عناصر هي "المعارضة الضعيفة" و"الأياد الخارجية" و "الإعلام المبالغ". وبدأ هويدي بالحديث عن الأسباب التي أدت إلى الاحتجاجات، مشيرا إلى أنها "لم تكن سياسية وعقائدية"، لكنها كانت ل"أسباب بيئية، ثم جرى استثمارها سياسيا من جانب أحزاب ضعيفة، لم تستطيع هزيمة حزب العدالة والتنمية الحاكم في صناديق الانتخاب، فوجدت في احتجاجات ميدان تقسيم بمدينة اسطنبول فرصة لهزيمته في الشارع". وذهب هويدي في تحليله إلى أن "هذه الأحزاب عاونها إعلام مبالغ ومضلل، قام بتضخيم الحدث، فأعطاه حجما أكبر من حجمه، مع أن هذه الاحتجاجات ليست بالأمر الغريب، وحدثت كثيرا بدول أوروبية بينها فرنسا". وبسبب هذه "المبالغات"، لم يستطع هويدي تقدير حجم تأثير الاحتجاجات على شعبية الحزب الحاكم (العدالة والتنمية) في تركيا، وقال "أمام التحيزات الإعلامية التي تبدو واضحة في المشهد، ليس أمامنا إلا انتظار الانتخابات المقبلة لقياس تأثيرها". ولا يستبعد الكاتب المصري المعروف وجود "أياد خارجية تعبث في المشهد"، مضيفا أن "الحفاوة الإسرائيلية بما يحدث تبدو ملفتة للانتباه"، كما أن " النظام السوري وإن كانت لا توجد دلائل على ضلوعه بالأحداث، إلا أن رغبته الدائمة في تصدير الاضطرابات إلى تركيا من خلال التفجيرات على القرى الحدودية، تجعلنا نضعه في الصورة خلال تقييم الأحداث".