سادت حالة من الاستياء والغضب بالإسكندرية بين مستحقى الدعم التموينى وبقالى المواد التموينية، نتيجة عدم حصولهم على السلع المدعمة عن شهر مايو حتى الآن حيث وصلت نسبة العجز فى الأرز التموينى 50٪ والزيت 35٪ والسكر 25٪ ، رغم تصريحات وزير التموين الإخوانى بصرف السلع فى مواعيدها المحددة للمواطنين وصرفها قبل يوم 20 من كل شهر ليقوم التاجر التموينى بدوره بتسليمها فى مواعيدها إلى المواطنين، إلا أن أزمة السلع مازالت مستمرة، بسبب العجز الكبير فى الكميات وشعور المواطنين البسطاء بالإحباط وترددهم أكثر من مرة فى الشهر للحصول على السلع التموينية التى يعتمدون عليها بشكل كبير فى معيشتهم، ولكن تأتى المفاجأة بعدم وجود نصفها مما يتسبب فى وقوع مشادات كلامية بين المواطنين والبقالين الذين لا ذنب لهم. «الوفد» قامت بجولة لرصد شكاوى المواطنين أمام المجمعات الاستهلاكية ومحال البقالة للحصول على الدعم. فى البداية قال السيد. م، صاحب محل بقالة: إن أزمة السلع التموينية مازالت مستمرة بسبب عدم صرف كميات السلع المدعمة للبقالين فى مواعيدها تمهيداً لتسليمها للمواطنين، لافتاً إلى أن نسبة العجز فى زيت عباد الشمس الذى تم طرحه اعتباراً من شهر مايو فى 6 محافظات وصلت 60٪ فى حين بلغت نسبة العجز فى الزيت التموينى على مستوى المحافظات بنسبة 35٪ والسكر بنسبة 20٪ والأرز بنسبة 50٪. وأضاف سمير مرقص، صاحب محل بقالة: المواطنون يشتكون نقص أوزان عبوات السكر التموينى بنسبة تتراوح بين 80 و150 جراماً فى الكيلو الواحد، لافتاً إلى أنه تم تقديم العديد من الشكاوى إلى الدكتور باسم عودة، وزيرالتموين والتجارة الداخلية، بشأن تضرر أصحاب البطاقات التموينية من نقص أوزان عبوات السكر التموينى لكن دون جدوى. وقال محمد. س، موزع تموين بأحد المجمعات الاستهلاكية، إن الأمور سيئة للغاية بسبب نقص السلع التموينية وشكاوى المواطنين من بعض السلع ولكن حل المشكلة ليس بأيدينا لأننا موظفون لا حول ولا قوة لنا وأنه يجب على الدولة توفير السلع للمواطنين ولا تتركهم فى صراع مع التجار الذين لا يملكون حلولاً. وأشار على حمزة، صاحب محل تموينى، إلى أن البطاقات الموزعة على المحل تبلغ 650 بطاقة تموينية وأن السلع التموينية غير متوفرة فى المخازن الحكومية والمخازن المختصة بتسليم الكميات التموينية للتجار تسلم الحصص بنسبة 50٪ مما يضطرنا إلى الوقوع فى مواجهة مع المواطن الذى يحملنا العجز ورداءة السلع، وعلى الحكومة أن تقوم بتوفير وتحسين جودة السلع الغذائية وأن تستبعد من يتلاعب فى أوزان وجودة السلع التموينية. وعلى جانب آخر، رصدنا مشاكل المواطنين، حيث قال فتحى السيد، بالمعاش: طوال الشهر أحضر للموزع كل أسبوع وأقف بالساعات أنتظر وصول السكر والأرز وهما غير متوافرين من بداية أول الشهر ونتردد على الموزع أكثر من مرة، للحصول على السكر لأننا بانتهاء الشهر نحرم من السلع، كما أن السلع رديئة ولكننا مضطرون لتسلمها فى ظل ارتفاع الأسعار، موضحاً أن كيلو السكر فى التموين ب1٫26 جنيه ولكن فى السوق ب5٫50 جنيه وفى السوق ب4 جنيهات أما زجاجة الزيت فى التموين ب3 جنيهات وفى السوق بداية من 9 جنيهات. ويتعجب حسن مهران، عامل، ويقول: «رضينا بالهم والهم مش راضى بينا» رغم أن السلع التموينية سيئة للغاية الزيت مثل زيت السيارات والأرز به كسر إلا أننا مضطرون إلى شرائه بسبب الأسعار اللى كل يوم فى ارتفاع ومش عارفين نجيب فلوس منين والراتب لا يكفى حتى نهاية الشهر وعلى الرغم من ذلك نجد الوزارة تبخل علينا وكأنها تريد إلغاء الدعم. وأشارت رشيدة محمد، ربة منزل، إلى أن بعض السلع التموينية تنزل من أول أسبوع فى الشهر ولا تتوافر كلها مما نضطر للذهاب أكثر من مرة فى الشهر الواحد، حيث قالت: «أنا مثلاً جبت تموين شهر مايو من الزيت والسكر والرز بس، الزيت بيكون غامق دايماً والرز بناخد نصف الكمية فقط من شهرين، رغم أن لىّ 6 كيلو رز ولما نسأل الموزع يقول منزلش غير نصف الكمية بس، ومفيش مكرونة بتنزل فى التموين واللى عايز ياخد بيشترى بسعر السوق، مؤكدة حدوث اشتباكات بين المواطنين والموزع من كثرة ترددهم على الموزع، وبيكون رد الموزع: (وأنا مالى اللى بيجيلى بوزعه)». وأضافت: إن بعض السلع تكفى الشهر وبعضها نضطر لشرائها من الخارج، مؤكدة أن الزيت ممكن يكفى الأسرة ولكن 3 كيلو رز مش بيكفوا فبنشترى من السوق الكيلو بأربعة جنيهات ونصف الجنيه، وعن جودتها قالت إن الجودة متوسطة وأن الوزير والحكومة بيوعدوا دائماً بتحسينها ولكن بلا فائدة وأنه من المفروض إن الزيت يكون صافى وكويس ودا أقل حقوقنا تكون السلع كاملة وبجودة عالية. أما سيدة محمد أحمد فهمى، أم لأسرة مكونة من 6 أفراد، ودخلها الشهرى 800 جنيه، تقول: إنه ليس لهم سبيل آخر سوى السلع التموينية المدعمة، وتابعت أنها بدأت فى ترشيد استخدامها من الأرز، لعدم تواجده فى التموين ولارتفاع سعره بالأسواق الحرة، فوجدت الحل فى أن تقلل من اعتمادها عليه كسلعة ضرورية. وعلى جانب آخر، أكد محمد خليفة، وكيل مديرية التموين بالإسكندرية، أن سبب تأخر السلع التموينية خارج عن إرادتنا الإضرابات وقطع الطرق وحالات السرقة والسطو المسلح على البضائع كل ذلك تسبب فى تخوف الشركات فى إرسال السلع فى وقتها المحدد ولكن تم وصول جزء كبير من السلع التموينية إلى المكاتب وجار صرفها. وأضاف «خليفة» نقوم بتحسين السلع حيث تم صرف زيت عباد الشمس بدلاًمن الزيت السابق أما بالنسبة للمكرونة فقد تم إلغاؤها من السلع التموينية بسبب رداءتها والكثير من المواطنين رفضوها وفضلوا الأرز. وأشار «خليفة» أنه فى شهر رمضان المقبل سوف تقوم الوزارة بطرح كميات كبيرة من السلع مثل المكرونة الجيدة والشاى بأسعار رمزية فى المجمعات الاستهلاكية وتكون أسعارها أقل من الأسواق لتتناسب مع الدخول الضعيفة وتوفيراً على المواطنين الغلابة.