قامت الدنيا ولم تقعد فى مجلس الشورى، عندما أعلنت النائبة القبطية المعينة نادية هنرى، التنازل عن مستحقاتها المالية من المجلس لحملة «تمرد»، وعلى الفور تم تلفيق الاتهامات لها بإهانة المجلس، وإحالتها للتحقيق أمام اللجنة التشريعية بقرار منفرد للدكتور أحمد فهمى رئيس المجلس دون مناقشة من النواب فى الجلسة العامة والتصويت عليه!! أى نائب حر فى أمواله يتبرع بها لمن يشاء وأعتقد أن نادية هنرى لو أعلنت أنها تبرعت بأموالها لحملة «تجرد» مثلاً المؤيدة للدكتور مرسى أو لجمعية الرفق بالحيوان ما اعترض أحد من نواب التيار الدينى، ولكن غاظهم أن النائبة اختارت تمرد.. لمساعدتها بأموالها، وكشفت بذلك عن انحيازها للحملة التى تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لإنقاذ البلاد من الحكم الفاشى، والقضاء على حالة الانقسام التى أوصلت البلاد إلى الهاوية، فقام النائب محمد الصغير عضو حزب البناء والتنمية أحد الأحزاب الدينية بتقديم بيان عاجل إلى الدكتور أحمد فهمى رئيس المجلس أهان فيه النائبة نادية هنرى ووصفها بأنها نائبة اليفط لأنها كانت تعبر عن رأيها بكتابة يفط ترفعها فى الجلسة لمنعها من الكلام، واتهمها بالإساءة إلى النواب وأنها تعلن عدم تشرفها بالانتماء للمجلس، وطالب بإحالتها إلى لجنة القيم. وقانون مجلس الشورى كما كان قانون مجلس الشعب حدد مكافأة للنائب لا يجوز له التنازل عنه، كما لا يجوز الحجز عليها ومعفاة من كافة أنواع الضرائب، النائب ملزم بصرف مكافأته من رافدين عن طريق الخزنة أو عن طريق إضافتها إلى حسابه فى البنك، وإلغاء التنازل عن المستحقات المالية للنائب له حكاية كان نواب الوفد أيام حكومة الوفد يتنازلون عن مكافآتهم للصالح العام والأعمال الخيرية، وقامت حكومات الحزب الوطنى بتعديل القانون وألغت التنازل عن المستحقات حتى لايستمر هذا التقليد التكافلى الإيجابى باسم الوفد، وأحال الدستور مكافأة النائب إلى قانون البرلمان لتحديدها، وبطريقة خبيثة تمت إضافة نص إلى مادة أخرى بأن تبين لائحة المجلس التسهيلات الأخرى التى يقدمها المجلس لأعضائه لتمكينهم من مباشرة مسئولياتهم!! وفوضت اللائحة مكتب المجلس الذى يضم رئيسه ووكيليه بعد أخذ رأى اللجنة العامة التى تضم رؤساء اللجان المنتمية إلى الأكثرية فى وضع القواعد التنظيمية العامة المتعلقة بالتسهيلات التى تقدم للأعضاء لتمكينهم من القيام بمسئولياتهم لتغطية نفقاتهم، كما يحدد القواعد الخاصة بعلاجهم والمساعدات التى تقرر لهم ولأسرهم. حاجة تشبه مثل حسبة برمة لا أحد يعرف كم يتقاضى النائب من مكافأة شهرية وبدلات عن حضوره الجلسات واجتماعات اللجان، وكم يحصل من تيسيرات عينية وهى تكلف ميزانية الدولة الملايين حتى النائبة نادية هنرى عندما سئلت عن المستحقات المالية التى تحصل عليها شهرياً والتى أعلنت التبرع بها ل«تمرد» من بداية شهر يونيو قالت لا أعرف، لأن هذه المستحقات كما قالت تضاف الى حسابها، ولم تهتم بمعرفة هذا الرقم. غياب تام للشفافية فى ميزانية مجلس الشورى، لم يعلن «فهمى» الرقم الذى حدده لمجلسه فى العام الجديد ولم يعلن قيمة مرتبه، ولا الحساب الختامى لموازنة العام الماضى، وكم أنفق من ملايين وكم تبقى، موازنة المجلس مستقلة، ويبلغ رئيس المجلس وزير المالية بالرقم الإجمالى للاعتماد المطلوب، ويستطيع أن يطلب مبلغاً إضافياً إذا احتاج! ما رأى الجماعة فى الأموال التى يحصل عليها النواب المزوغون الذين يوقع لهم زملاؤهم فى الكشوف.. هل هى حرام أم حلال هل تظل موازنة الشورى مرتبات رئيسه ونوابه سراً، وتظل الامتيازات التى كان يطبقها النظام السابق كما هى، ولدينا موازنة بها عجز 200 مليار جنيه هذا العام؟