سعى "عماد عبدالغفور"-مستشار الرئيس "محمد مرسي" ورئيس حزب "الوطن" السلفي- إلى توضيح وجهة نظره بشأن مستقبل مصر، بما في ذلك علاقتها مع إيران والانتخابات البرلمانية المقبلة ومدى إمكانية فرض الشريعة الإسلامية، وذلك في حوار له مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الأسبوع الماضي. وقال "عبدالغفور" في مطلع كلامه عن رئاسته السابقة لحزب النور وانشقاقه وتأسيس حزب الوطن السلفي الجديد، "أنا مؤسس حزب النور الذي كان القوة الرئيسية الدافعة لدخول السلفيين وسط المعترك السياسي، فهم رفضوا المشاركة في الثورة ولكني شاركت أنا وأنصاري، وبعد ذلك خطرت لي فكرة البدء في حزب سياسي رغم رفض الحركة السلفية وخوفهم من الدخول في السياسة ولكني أقنعتهم وشاركنا في الانتخابات وقدم حزب النور عرضًا مذهلًا لم يكن متوقعًا. أضاف "عبد الغفور" كان سبب انشقاقي عن الحزب هو رغبة الأعضاء في جعل العضوية حصرية على السلفيين فقط وأنا أردت الحزب لجميع الناس، ولم نصل إلى اتفاق لمدة عام كامل، لذا قررت تدشين حزب جديد وهو "الوطن". وفي رد على سؤال: بوصفك مساعد الرئيس هل ترى أن السنة الأولى من ولاية "محمد مرسي" كانت مخيبة للآمال؟. أضاف "عبدالغفور" إن أي رئيس سيأتي إلى السلطة سيواجه مشاكل كبيرة وعقبات صعبة في السنة الأولى من حكمه، موضحاً أن أداء الرئيس "مرسى" ليس 100% ولكنه في الوقت ذاته ليس مخيبًا للآمال، بل يمكنني القول أنه أداء فوق المتوسط. وأكد "عبدالغفور" أن حزب الوطن الذي يرأسه لم يعقد أي تحالفات مع جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة وليس هناك أي تحالفات في الأفق، وبشكل عام لي علاقات طيبة مع الإخوان ومع حزب الوفد الليبرالي، فأنا محبوب من جميع القوى، واختلافاتي معهم لم تتعد خطوط السياسة، مضيفًا أنه لم يعقد أي تحالف مع الجماعة الإسلامية التي تعتبرها أمريكا منظمة إرهابية، قائلًا إنه لديه اختلافات كبيرة في الفكرة معها. وأشار "عبدالغفور" إلى أنه يجب على الرئيس "مرسي" أن يفتح الطريق أمام الأطراف السياسية لتقاسم المسئولية ولا يجب أن تحتفظ الإخوان فقط بصنع القرار في مصر ما بعد الثورة، فأزمة الرئيس "مرسي" هو أن الكثير من المصريين لا يشعرون أنه رئيس لكل المصريين. وعندما سُئل عن رغبته في فرض الشريعة الإسلامية، أوضح "عبدالغفور" أن كل القوانين يجب أن تحظى بإجماع شعبي كامل وخاصة عندما يتعلق الأمر بالقوانين المتعلقة بالشريعة، بالفعل أود أن أرى الشريعة الإسلامية مفروضة في مصر وهذا هو مطلب رئيسي للشعب المصري، لاسيما وأن المرشحين السابقين للرئاسة أجمعوا على ذلك، فهناك بالفعل توافق في الآراء. وعن المرأة وحقوقها، لفت "عبدالغفور" إلى أن المرأة تتمتع في الدستور الجديد بكافة الحقوق ولها كل المساواة في العمل والتعليم والملكية، ولا اعتقد أنه يجب إرغام المرأة على فعل لا تريده، حتى بناتي لا أجبرهم على فعل شيء. وحاول "عبدالغفور" التكلم بحظر عند سؤاله عن "اتفاقية كامب ديفيد"، حيث قال "إن اتفاقية السلام موجودة بالفعل ولكن هناك بعض القضايا التي تحتاج إلى إعادة التفاوض مثل الوضع الأمني بسيناء الذي يحتاج إلى إعاة النظر حول عدد الجنود والمعدات. وسعى "عبدالغفور" إلى التوضيح أن حزب النور السلفي هو الذي انتقد تحركات الرئيس "مرسي" نحو تحسين العلاقات مع إيران وليس السلفيين بشكل عام، وأرى أن الخوف ليس من التعامل على النحو السياسي والاقتصادي مع إيران وإنما الخوف من تحول مصر إلى دولة شيعية، خاصة وأن هناك جماعات شيعية بمصر تدين بالولاء لإيران وليس لمصر. ورأي "عبدالغفور" أن مشكلة سيناء ليست وليدة النظام الجديد إنما إرث فاسد من عهد الرئيس السابق "حسني مبارك" خاصة وأن الحكومة المركزية أهملت أهالي سيناء، لذا يسعون الآن في ظل الإنفلات الأمني إلى الانتقام من القضايا التي لفقت ضدهم، ومن هذا المنطلق كان اختطاف الجنود السبعة، وتسعى الرئاسة إلى توفير بعض الخدمات لأبناء سيناء مثل إعادة تطوير الأراضي وتحسين أوضاعهم. وتابع "عبدالغفور" ليؤكد أن الرئيس "مرسي" لا يستشير مسئولي جماعة الإخوان المسلمين في قراراته ولكن هناك مجموعة متخصصة في كل المجالات نسميها مجموعة "إدارة الأزمات"، فعلى سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد، أعتقد أن الرئيس يثق بالمهندس حسن مالك وخيرت الشاطر، واختلف تمامًا مع من يقولون إن قرارات الرئيس أوامر من داخل الجماعة، فالرئيس متعلم ومستقل. وأنهى "عبدالغفور" حواره بكلمات عن الولاياتالمتحدةالأمريكية، قائلًا: "نعتبر الشعب الأمريكي أصدقاءنا رغم اختلافنا مع بعض الإجراءات التي تتخذها الإدارة الأمريكية التي تأتي في بعض الأحيان ضد إرادة شعوب المنطقة وحتى في بعض الأحيان ضد إرادة الشعب الأمريكي نفسه".