لا شك أن حالة الحراك السياسي المصري تتصاعد وبشدة بل وتتعاطي مفاهيم جديدة للممارسة الميدانية وتتفاقم بسرعة عالية ربما تصل لحد العنف في أحايين كثيرة وقد يكون ذلك طبيعي بعد ثورة 25 يناير لاسيما مع افتقاد الرأس القادرة علي توحيد الأطياف واللم بخيوط القماشة المجتمعية في نسيج متحد. ولكننا وبعد الاستبصار بكثير من الأمور والتي كانت سابقة الالتباس في المشهد السياسي الضاج والغائم والمتلاحق وجدنا انه وبعد نزول الإخوان وسيطرتهم علي مقاليد الأمور، وما وضح منهم وعليهم من إقصاء الغير حتي المنتمي للتيار ذاته. ناهيك عن التيارات المغايرة لهم أيديولوجيا دفع القوي الوطنية لكشفهم أمام الجماهير وعرض بضاعتهم. وقد صارعت القوي المؤمنة بمدنية الدولة من أجل إجهاض استئثار الإخوان بالسلطة بهذا النموذج المطلق وتحويل بلدنا لمستعمرة إخوانية تنفرد بالقرار وبالقواعد دون غيرها والدستور خير وأقرب مثال يساق تدليلا علي دعوانا ويتبعه كثير من إجراءات الجفاف السياسي للإخوان. ومما سبق من معطيات نتج وبشكل طبيعي بل ومتوازن حس التمرد العام والذي تبلور في حركة نشطة تزجيها أفكار شبابنا الذين أهدوا ثورتهم للمتجتمع فأدار لهم المجتمع ظهره غير آبه. ولكنه لم يفقد إيمانه بنفسه وظل يعمل ولا يلوي علي شيء وأثبتوا من خلال حملتهم السلمية المتحضرة «تمرد» مدي الاهتزاز الواقعي لصورة الإخوان وأسهمهم في الشارع المصري. واقتداء بهذا الشباب الذي لم تلوثه السلطة ولم تصده المغارم عن هدفه الأسمي «وطن حر يعلي دولة القانون ويرسخ المواطنة علينا وعلي القوي الوطنية الرافضة لأخونة الدولة، والممثلة في الأحزاب والحركات الوطنية ان تتوازي بممارستها السياسية مع الحل الثوري المقدم من الشارع المصري كبديل لحالة الجمود السياسي الإخواني، وكحل لحالة الاحتقان الشعبي العام، وان نراعي تماما ان التورط في الصراع يؤخرنا عن المنافسة وعن مقتضياتها، ولما كان البساط ينسلخ من بين أرجل الإخوان كان ومازال علي الحركات الوطنية ألا تتجاهله أو تغفل جاهزيته ولا تعمل علي ملئه وشغل مساحاته الشاغرة بعد الجزر الإخواني وهذا عين المطلوب في الأيام القادمة. بعيدا عن الميادين والعواصم، إلي هناك.. حيث القري والنجوع والمراكز المهملة، فلو إننا سلمنا جدلا بانتخابات قريبة سنجد شُعب الإخوان في كل عزبة وقرية ومدينة تعمل ونحن في البقعة الفارغة واجمعين جامدين. وعلينا أيضا إيقاف استخدامهم للمساجد والضغط بورقة الدين علي البسطاء وذوي الأذهان المشوشة فذلك واجبنا المحتوم أن نقف كأحزاب وحركات مدنية لهم بالمرصاد وألا نترك منبرا من منابر الدين مستباحاً لهم يلبسون قدسيته في عجزهم السياسي . وأن نقوم بتنظيم الندوات والورش في كل مكان ممكن للتوعية السياسية، حتي نترك شعبنا العظيم عند أول حدود الوعي وعند أول شطآن الحرية والديمقراطية التي طالما حلمنا بها. رئيس حزب الإرادة