انتهت محنة خطف الجنود السبعة بعودتهم سالمين.. وأيضاً هروب الخاطفين سالمين غانمين أيضاً.. لينعموا بالأمن والأمان في صحراء ودروب سيناء.. والتخطيط لعمليات إرهابية جديدة، البعض من سدنة النظام يطلقون عليها عمليات جهادية، وهكذا تحقق وعد السيد الرئيس ومطلبه منذ بداية الأزمة بسلامة الخاطفين والمخطوفين، باعتبارهم جميعاً من أبنائه ومن المشمولين برعايته السامية، التي لا تفرق بين قاتل ومقتول.. ذلك إذا كان القاتل من العشيرة.. ومن الأهل والإخوة. وحتي الآن لم يصدر بيان رسمي يشرح لنا كيف عاد الجنود المخطوفون ولا كيف تمت مفاوضات الإفراج عنهم، ولا كيف كان السيد الرئيس لا ينام الليل حرصاً علي سلامة وحياة المخطوفين، أقصد الخاطفين. المهم أن السيد الرئيس خرج يبشرنا في خطاب عاطفي مؤثر - أبكي الملايين - لا تأثراً بما قاله السيد الرئيس لتهنئة الشعب بعودة الجنود، ولكن من بكوا.. بكوا ألماً وقهراً علي كرامة وطنهم التي أهدرت وتلاعب بها حفنة من القتلة والسفلة من مصاصي الدماء، ساعدهم في ذلك المسئولون ممن يفترض فيهم أنهم يحملون أمانة هذا الوطن وهم المسئولون عن رفعته وعزته. ولست أظن أن تحقيقاً رسمياً يكشف عن أسرار العملية برمتها سيصدر في القريب طالما مكتب الإرشاد لا يرغب في ذلك، وطالما أن رجال مبني المقطم راضون سعداء بما حدث، وبالحفاظ علي حياة أصدقائهم وأحبائهم في دروب وكهوف قندهار، سيناء سابقاً. وما جري هذه المرة يذكرك بما جري في رمضان الماضي بقتل شهدائنا الستة عشر من خيرة جنود مصر وأبنائها، وحتي الآن لم تعلن نتيجة التحقيقات ومن وراء تلك الجريمة، هل هي حماس؟.. أم بعض المنظمات التابعة لها في غزة، والذين يأتمرون بأمرهم وتتواري حماس وراءهم مدعية ببراءة الأطفال، أم هي تنظيمات جهادية - دلع إرهابية - قابعة في سيناء تنتمي في أغلب فصائلها لتنظيم القاعدة، وتابعة بشكل أو بآخر بتلك التنظيمات في غزة التي تدعمها حماس سراً. وفي البلاد التي تحترم مواطنيها وأرواحهم.. ولا تقبل المساس والغدر بضباطها وجنودها وجيشها، كان حادث واحد من هاتين الجريمتين اللتين وقعتا علي أرض مصر، كفيلاً بإسقاط النظام، بل ومحاكمته، دعك من تهمة التآمر، فالإهمال وحده وهز هيبة الدولة هي تهم عظيمة في تلك الدول التي تحترم مواطنيها وتعمل علي حمايتهم لا حماية الأهل والعشيرة فقط. وإذا كان البعض يقول - من موقع المسئولية - إن سيناء بها ما لا يقل عن عشرين أو ثلاثين ألف إرهابي وقاتل، وعشرات المنظمات التكفيرية والإرهابية منها، السلفية الجهادية وحزب الله والتكفير والهجرة وغيرها، ولديها أسلحة لا تمتلكها سوي الجيوش، ناهيك عن آلاف من المنتمين إلي تلك المنظمات وينتشرون في كل محافظات مصر كخلايا نائمة مسلحة تنتظر لحظة الإشارة لإشعال الوطن حريقاً لا ينطفئ، إذا كان النظام يعلم ذلك يقيناً، وقد ضبط الجيش والداخلية آلاف الأطنان من تلك الأسلحة الثقيلة ومنها مدافع مضادة للطائرات وللمدرعات، وتخيلوا لمن ستستخدم هذه الأسلحة وضد مَن، وإذا كان هذا هو حجم ما ضبط من سلاح ثقيل، وفي أعراض رجال الشرطة أن من يضبط من سلاح ومخدرات يمثل عُشر ما تم تهريبه. أقول إذا كان النظام يعلم بحجم ذلك السلاح المهول الذي تمتلكه تلك التنظيمات فلماذا يسكت عنها وعمن يمتلكونها؟ إن الساكت عن الحق شيطان أخرس.. فما بالك بالساكت عن سلامة وأمن الوطن؟ وأقول لمن سيوجه ذلك السلام.. ولماذا الدفاع المستميت عن حامليه وأصحابه بل وحمايتهم إذا اقتضي الأمر؟ إن هذا السلاح لن يوجه لإسرائيل بالقطع.. وإلا لكان أصحابه قد فعلوها منذ زمن.. والواضح والمؤكد أن هذا السلاح إنما هو بانتظار عدو آخر يوجه ضده.. هو هذا الوطن وأبناؤه، إذا مال ميزان الحال في مصر، وتغير النظام، فيكون ذلك السلاح ومن يحملونه، هم جيش الشيطان الذي سيعمل قتلاً وتدميراً في هذا الوطن وأبنائه، لتتحول مصر إلي سوريا أخري.. اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد!