الأحوال الصعبة التي تمر بها مصرنا الحبيبة.. والظروف القاسية التي يعيشها أبناؤها في ظل حكم التيار الإسلامي السياسي ممثلا في جماعة الإخوان.. وحزبها الذي أُعطي اسم الحرية والعدالة.. ولكن في سياسته وممارساته بعيد كل البعد عن الحرية، وعن العدالة، وعن الكرامة الإنسانية لأبناء الوطن. وهنا تذكرت بيت شعر يقول: «لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها .. ولكن أحلام الرجال تضيق». ولا شك أن هذا القول يشعرنا بحزن بالغ خاصة أنه ينطبق تماما علي حال مصر وشعبها.. إلي الحد ان أصبح هناك اتجاه فعلي.. للهجرة من الوطن ويتساوي في ذلك الجميع من مسلمين وأقباط!! هذا في حين كانت مصر دوما.. نبراسا ومنبرا للحق والعدالة وكانت دائما تتسع لابنائها ولمن يلجأ إليها من خارج الوطن.. ولم يشعر المواطن المصري يوما بالاختلاف بينه وبين من يقيم معنا من دول أخري كلاجئين.. أو عاشقين لبلادنا راغبين للعيش في مصر بلد الحضارة المتأصلة.. ودرة الشرق.. وقلب أفريقيا النابض.. والدليل علي ذلك ما تحتويه البلاد من آثار العالم وحضاراتها الفرعونية.. اليونانية.. الرومانية.. القبطية.. الإسلامية وكان كل من يقيم علي أرضها ينصهر فيها ويندمج مع أبنائها في نسيج واحد. ومن الأمور التي وقف أمامها العالم منتبها بأن مصر بالرغم من توالي الغزاة.. لم يستطع أي منهم أن يستوعبها ويفرض عليها ثقافته.. ولكن العكس صحيح.. كما حدث مع الإسكندر الأكبر.. وبطليموس.. ومن جاءوا بعده. حتي أن العرب المسلمين الذين جاءوا بصحبة «عمرو بن العاص» إبان الفتح الإسلامي استوعبتهم مصر وجعلتهم مواطنين مصريين.. سكنوا أجزاء من الوطن ومازالت تعرف بأسمائهم حتي الآن. فكانت مصر دائما وطناً عزيزاً علي الجميع لم يرفض يوما أياً من الذين نزلوا عليه وكانوا هم برغبتهم يسعون ليصيروا مواطنين مصريين بمعني الكلمة.. بعكس ما كان يحدث في بلدان أخري. وكانت مصر مصدرا للإشعاع الحضاري والحماية للآخرين منذ عهد «محمد علي» مؤسس مصر الحديثة والجيش المصري صاحب الانتصارات المبهرة.. والذي كان يمثل أبناؤه بحق «خير أجناد الأرض». ولذلك عندما تفجرت ثورة 25 يناير المجيدة.. علي أيدي شباب مصر وشارك فيها الشعب المصري بكل فئاته.. وحماها جيش البلاد الوطني.. فارتفعت الآمال.. واتسعت الأحلام.. بأن يعود لمصر عصرها الذهبي ومكانتها التي تستحقها.. بفكر وعلم وجهد أبنائها.. وسنتلاحم جميعا في مسيرة واحدة نحو بناء الوطن ولكن ما جري بعد إسقاط النظام السابق في «18 يوما» شىء لم يكن متوقعا.. فلقد عمد التيار الإسلامي السياسي وبالتحديد جماعة الإخوان وحزبها وبمساعدة جبهات إسلامية وتيارات سلفية.. في اختطاف الثورة ومكاسبها.. ولم يكن ذلك بالصدفة.. بل الأيام أثبتت أنها كانت ممنهجة، مرسومة ومخططا لها وبدأ في تنفيذها منذ تشكيل لجنة تعديلات الدستور، الذي كان الوزير «بجاتو» عضوا فيها.. وتلا ذلك استفتاء «19 مارس» وأيضا تلا ذلك خطوات التمكين والاستئثار للأهل والعشيرة بكل الطرق .. والوسائل. فمنذ تولي الرئيس محمد مرسي المنصب ما يقرب من عام الآن.. فكل ما يصدر عنه وعن حكومته ورئيسها هشام قنديل من تصريحات، وقرارات.. كلها تصب في صالح الجماعة وأبنائها.. أينما وجدوا.. وأحداث سيناء الصادمة الفاجعة تتكرر.. والرئيس يطالب بالمحافظة علي حياة الجناة.. قبل المجني عليهم!! والأخطر من ذلك أن جماعة الإخوان وحزبها.. تحاول باستماتة.. تضييق الحياة في البلاد علي أبناء الوطن بكل الأساليب .. المشروعة وغير المشروعة .. حتي يتمكنوا من كل مفاصل البلاد.. فالثوار يتعرضون للأذي، والمحاكمات المستمرة.. والشخصيات الوطنية لاتهامات رخيصة كاذبة. وواضح أنهم لا يقرأون التاريخ.. ليعلموا أن الشعب المصري عصي.. ولن يمكنهم من تنفيذ ما يرغبون.. خاصة بعد اتضحت حقائق كانت خافية.. خاصة لغة الكلام غير اللائقة.. وأقلها «نحن أسيادكم».. ويطلبون لمن لا يرضي بحكمهم.. أن يخرج من الوطن.. ويذهب إلي دول أخري!! الكلمة الأخيرة لقد ضيقتم علينا البلاد.. ولكن أحلامنا لن تضيق.. ولن تضيع. وسنسترد الوطن المختطف.. من بين أيديكم .. بأسرع مما تتصورون .. بمشيئة الله.. ومهما كانت الكلفة.. وحقا عظيمة يا مصر.. بشبابها ورجالها ونسائها!!