من خلال حملات مشككة ودعاوى إلكترونية، أثارت بعض الأطراف الجدل حول قيمة زكاة عيد الفطر التي حددتها دار الإفتاء المصرية، وحول إذا ما كان الأصح إخراجها مالًا أم حبوبًا. اقرأ أيضًا: فئات مستحقة لزكاة عيد الفطر وحددت دار الإفتاء المصرية، قيمة زكاة الفطر 30 جنيهًا على الفرد الواحد كحد أدنى، مؤكدة أن إخراج زكاة الفطر مالًا من الأمور الجائزة استنادًا إلى المذهب الحنفي الذي يجيز إخراج زكاة الفطر قيمة مالية. وأوضحت الإفتاء إلى أنها شرحت مسبقًا كيفية حسابها الحد الأدنى لزكاة الفطر في أكثر من مناسبة بأنها اعتمدت أكثر من صنف من أصناف الطعام مثل: القمح، والتمر، والتنبيه على استحباب الزيادة على ذلك لمن استطاع. الإفتاء تستنكر حملات للتشكيك: وانتقدت الإفتاء بعض التيارات يحلو لعناصرها اتخاذ هذه المواسم فرصة لتكرار الجدل والنقاش وتشتيت الأفهام عن المقصد الشرعي الذي شرعت لأجله زكاة الفطر وهو إغناء الفقراء عن السؤال يوم الفطر. وحذرت الإفتاء من الحملات الإلكترونية على صفحات التواصل الاجتماعي من غير المتخصصين في مجال العلوم الشرعية، يهدفون من وراء تلك الحملات لإثارة الشغب حول ثقة المسلمين في مؤسساتهم الدينية واختطافهم فكريًا من ساحة وسطية الإسلام وسماحة تشريعاته إلى مناهجهم المتشددة والتشكيك في فتوى دار الإفتاء المصرية عن مقدار زكاة الفطر، والتي أعلنت الإفتاء تقدير قيمتها بمبلغ 30 جنيهًا على سبيل الحد الأدنى، من دون وضع حدًا للزيادة وفق قدرة المستطاع. مال أم حبوب: وفي طائفة أخرى من الجدل، ضحت مواقع التواصل بمنشور اليوتيبر عبدالله رشدي، الذي قال فيه بعدم جواز إخراج زكاة الفطر مالًا على مذهب الشافعية، كتبه عقب يوم من كتابة الداعية السلفي المتشدد حاتم الحويني، منشورًا يزعم فيه أن إخراج زكاة الفطر مالًا لا يجوز بالكلية. وقال حاتم الحويني، في منشور كتبه على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "كلفت أحد أحبابي أن يشتري لي أرزًا، وهذا غالب قوت أهل مصر؛ لإخراج زكاة الفطر عن عائلتي بعد غروب شمس آخر يوم في رمضان، تكلفة الفرد تقريبًا 74 جنيهًا مصريًا، وهذا السعر في محافظة كفر الشيخ، تقريبًا نصيب الفرد 3 كيلو من الأرز". مفتي الديار يحسم الجدل: وهنا أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الحالي، مفتي الديار المصرية السابق، أن الأولى في عصرنا الراهن إخراج زكاة الفطر مالًا، وقد قدرت قيمتها ب 30 جنيهًا في أيامنا هذه، وذهبنا إلى القول بإخراج زكاة الفطر من النقود موافقة لمذهب طائفة من العلماء يعتد بهم، كما أنه مذهب جماعة من التابعين، منهم: الحسن البصري، إذ روى عنه أنه قال: "لا بأس أن تعطي الدراهم في صدقة الفطر". وأكد جمعة في تصريحات صحفية، أن إخراج زكاة الفطر نقودًا أولى للتيسير على الفقير أن يشتري أي شيء يريده في يوم العيد؛ لأنه قد لا يكون محتاجًا إلى الحبوب، بل هو محتاج إلى ملابس، أو لحم، أو غير ذلك، فإعطاؤه الحبوب يضطره إلى أن يطوف بالشوارع ليجد من يشتري منه الحبوب، وقد يبيعها بثمن بخس أقل من قيمتها الحقيقية.