مصر ستظل رائدة العالم الإسلامى فى ضبط المصحف

القرآن الكريم هو كتاب الله تبارك وتعالى المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم، المتعبد بتلاوته والمتحدى بأقصر سورة منه، والمنقول إلينا بين دفتى المصحف تواترًا، وهو المعجزة الخالدة إلى يوم الدين، لذا فإن الأزهر الشريف متمثلًا فى مجمع البحوث الإسلامية يولى طباعة المصحف عناية خاصة.
وذلك من خلال لجنة مراجعة طباعة المصحف التى تعتبر المرجعية الأولى واللجنة الأم صاحبة السبق والمصداقية الأعلى فى العالمين العربى والإسلامى منذ إنشائها من نيف وقرن من الزمان، «الوفد» التقت صاحب الفضيلة الدكتور عبدالكريم صالح الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف بكلية القرآن الكريم ورئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، شيخ مقرأة بوزارة الأوقاف وعضو المجلس الأعلى لشئون المقارئ، وكيل كلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها بطنطا سابقًا، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، حصل فضيلته على إجازة تجويد سنة 1975، ثم عالية القراءات، ثم تخصص القراءات، وليسانس دراسات إسلامية وعربية 1988، ثم الماجستير 1996 فالدكتوراه سنة 2001م ثم درجة أستاذ مساعد عام 2005 ثم أستاذ عام 2012، وهذا نص الحوار مع فضيلته.
الإمام «الطيب» يوصينا بكتاب الله خيرًا
بداية..="" ماذا="" عن="" عمل="" لجنة="" مراجعة="" المصحف=""
- يتمثل عمل اللجنة بمراجعة طباعة المصحف فى مرحلتين: الأولي: مراجعة نسخ الطباعة الأولية وتكون على شكل بروفة طبع، وفيما تقوم اللجنة بمراجعة النسخ المقدمة بما لا يقل عن مراجعتين للتأكد من سلامة النص القرآنى وموافقته للرسم والضبط والقراءات المتواثرة، وبعد التأكد من ذلك يعطى للدار المتقدمة بالعمل موافقة على الطباعة مشروطة بتقدم الدار للإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة بإدارة المصحف بمجمع البحوث الإسلامية بعشر نسخ من المصحف بعد تجهيزها فى صورتها النهائية لعرضها مرة ثانية على اللجنة لتبدأ المرحلة الثانية وهى المراجعة من أجل الحصول على تصريح بتداول المصحف ونشره، وفى هذه المرحلة تقوم اللجنة بمراجعة المصحف بشكله النهائى عدة مرات للتأكد من سلامة النص وعدم حدوث أية أخطاء من شأنها الإخلال بسلامة النص القرآنى الشريف، وعليه يتم منح الدار المتقدمة بالمصحف تصريحًا بتداوله مدته خمس سنوات من تاريخ الإصدار بالكمية المنصوص عليها بالتصريح.
رفضنا كتابة «المصحف» بالخط اللاتينى لمخالفة الرسم العثمانى
ماذا="" عن="" عدد="" أعضاء="" لجنة="" مراجعة="" المصحف="" وكيف="" يتم="" اختيار="" عضو=""
- تتكون اللجنة من عشرين عضوًا على رأسهم رئيس اللجنة ووكيلاه، ويتم اختيار الأعضاء طبقًا لمعايير شروط تضعها السلطة المتخصة بالأزهر الشريف عن طريق مسابقة رسمية لاختيار أعضاء اللجنة يتم فيها إجراء امتحان تحريرى فى القرآن الكريم وعلومه من قراءات ورسم وضبط، ومن يتجتاز هذا الامتحان بتفوق يتم اجراء مقابلة لاختبارهم شفويًا بنفس الشروط والمعايير وفى نفس التخصص، والذى يحصل على أعلى درجات يضم إلى لجنة مراجعة المصحف.
وماذا="" عن="" مراجعة="" المصحف="" المقروء="" والمسموع="" وطرح=""
- نحن نقوم بمراجعة المصحف المقروء والمسموع، وأحيانًا إذا كان المصحف مسموعًا نرى هل الصوت جيدا أم لا، ونراجعة من كل الزوايا، والوقف والمخارج، والصفات، إلخ.
ما="" السر="" فى="" دقة="" مراجعة="" المصاحف="" بالرغم="" من="" كثرة="" النسخ="" وهل="" هناك="" ضمانة="" للقارئ="" العادى="" غير="" المتخصص="" لسلامة="" النسخة="" التى="" بين=""
- أما السر فى دقة المصاحف على الرغم من كثرة النسخ فإن ذلك مرجعه، كما ذكرنا أنفًا إلى أن أعضاء اللجنة يتم اختيارهم بمعايير وشروط غاية فى الدقة من حيث العلم والاتقان والخبرة فى هذا الفن، ومن ثم نجد الحرص على أن تكون عملية المراجعة للمصحف بأعلى درجات الدقة بما يتناسب وجلال وقدسية وشرف المهمة الموكلة إليهم، أما من حيث الضمانة للقارئ العادى غير المتخصص بسلامة النسخة التى بين يديه، فليس هناك ضمانة أكثر من أن من يقوم بالمراجعة هم كوكبة من أفضل المتخصصين فى علوم القرآن الكريم على صعيد العالم والإسلامى.
وماذا="" عن="" المصاحف="" المقدمة="" لكم="" من="" الدول="" العربية="" ومن="" يقوم=""
- بالنسبة للمصاحف المقدمة لمجمع البحوث الإسلامية من مختلف الدول العربية والإسلامية لمراجعتها والحصول على تصريح بتداولها فإن من يقوم بالمراجعة هم العلماء المصريون فقط.
كم="" تستغرق="" عملية="" المراجعة="" وكم="" مرة="" تتم="" مراجعة=""
- تستغرق عملية مراجعة طباعة المصحف بمرحلتيها حوالى ثلاثة أشهر لضمان الدقة فى المراجعة والتأكد من سلامة النص القرآنى وخلوه من أية أخطاء، أما بالنسبة لعدد المرات فهذا يتوقف على حسب المصحف فلو كان مخطوطًا فمن الممكن أن تصل إلى 5 أو 6 مرات أو 7 مرات، ومن الممكن أن يراجع مرتين أو ثلاث، وهذا يتوقف على طبيعة المصحف.
ماذا="" عن="" المصاحف="" الملونة="" هلى="" تفقد="" كتاب="" الله=""
- ظهرت فى الأونة الأخيرة مصاحف متداولة بالأسوق ملونة بألوان مبهرة لا تتناسب مطلقًا وقدسية كتاب الله عز وجل، حيث قام البعض من أصحاب المطابع بتلوين صفحات المصحف بألوان مختلفة بهدف التربح دون اعتبار لوجوب صون كتاب الله المجيد من مثل هذا العبث، وهذا ما حدا بمجلس مجمع البحوث الإسلامية برئاسة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف باتخاذ
قرار بمنع التلوين فى طباعة المصحف الشريف.
وكيف="" تتم="" ملاحقة="" نسخ="" المصحف="" غير="" المطابقة=""
- نحن لدينا مسئولو الضبطية القضائية، لكننا كلجنة ليس لنا ضبطية قضائية، ولكن نحن نبلغ الضبطية القضائية لملاحقة المصحف الملون أو المخالف فى الأوراق، فإذا كانت هناك شكوى نحيلها إلى المسئولين عن الضبطية القضائية.
وما="" آليات="" مواجهة="" المصاحف="" الإلكترونية=""
- هذه مشكلة كبيرة فى الحقيقة، وطالبنا أكثر من مرة بأن يكون لنا عليها اليد الطولى، لأن المصحف الورقى عندما يأتينا يكون عن طريق طبعة، أما المصحف الالكترونى فمنشور ولا نعرف عنه شيئًا، ولكننى أقترح ضرورة التواصل مع صفحات التواصل الاجتماعى أو من يقومون عليها لمراجعة هذه المصاحف، فقد وجدنا بعض المصاحف بالفعل محرفة عن جماعات منحرفة تريد أن تشوه صورة المصحف، ولابد أن يكون للمجمع موقف من هذه المصاحف.
ما="" الفرق="" بين="" الضبط="" والرسم="" العثمانى="" فى=""
- الرسم سابق الضبط، والرسم يعتبر ركنًا من أركان القراءة الصحيحة، وهذا الرسم كتب أو رسم بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم ونقله سيدنا زيد من المصحف التى كتبها بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم والتى كتبت فى عهد سيدنا أبوبكر الصديق والتى كتبت أيضًا فى عهد سيدنا عثمان، حتى أننا عندما نقول الرسم العثمانى، فسيدنا عثمان لم يقترح الرسم، ولكنه أذاعه ونشره، فنسب إليه هكذا، أما الضبط فهو متأخر، فالضبط جاء بعد الرسم، والضبط مختلف فيه، يجوز أن أضعه أو ممنوع أو هناك فيه الإباحة والمنع، ولكن الأفضل أن يُضبط ليحفظ أو يصون اللسان من الخطأ، وهناك ضبط مشرقى وآخر مغربى، وهذا له قواعده.
هل="" هناك="" تعاون="" بينكم="" وبين="" مجمع="" الملك="" فهد="" لطباعة="" المصحف="" الشريف=""
- ليس هناك تعاون بشكل مباشر، ولكننى أتمنى أن تكون هناك لقاءات بين كل لجان مراجعة المصاحف وخاصة أننا أقدم لجنة على مستوى العالم، فلجنة المصحف بمجمع البحوث الإسلامية أقدم لجنة فى العالم، ولذلك أى دولة تريد طباعة مصحف لابد من أن تأخذ تصريحًا من لجنتنا، فنحن نقوم بمراجعة مصاحف الكويت والإمارات ومصاحف الرؤساء، ورفضنا قبل ذلك كتابة المصحف بالخط اللاتينى، لمخالفة الرسم.
إذن="" مصر="" تظل="" الرائدة="" فى="" حفظ="" المصحف=""
- مصر هى القرآن الكريم، والقرآن الكريم هو مصر، وكتب فى اسطنبول ونزل فى مكة وقرئ فى مصر، فمصر بالفعل هى الرائدة، وهناك بشرى قريبًا سنعلن عنها، وسوف تدلل على اهتمام الرئيس «السيسى» بشدة بالمصحف سواء المكتوب أو المقروء.
هل="" هناك="" وصايا="" من="" فضيلة="" الإمام="" الأكبر="" شيخ="" الأزهر="" للجنة="" مراجعة=""
- فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر يوصينا بالمصحف خيرًا، ويقول: أنتم أمناء على القرآن الكريم وهذه أهم قضية له الأولوية.
من="" أشهر="" العلماء="" الذين="" قاموا="" بمراجعة="" المصحف="" الشريف="" ضمن="" لجنة="" المصحف=""
- أهم العلماء وأبرزهم فضيلة الشيخ على الضباع والشيخ عبدالفتاح القاضى والشيخ الحصرى والشيخ رزق خليل حبة والشيخ محمود برانق وغيرهم الكثير من كبار العلماء الأعلام.
أخيرًا..="" رسالة="" يوجهها="" رئيس="" لجنة="" لتصحيح="" المصحف="" فى="" مصر="" فإلى=""
- أوجهها للشعب المصرى مهنئًا بشهر رمضان المعظم، وأتمنى أن يحافظوا على القرآن الكريم، فهو ليس قراءة فقط، فلابد من العمل، فنحن لا نريد حفظه فقط بل من يفهم النص القرآنى ويطبقه.