ولد محمد علي بمدينة قوله فى جنوبمقدونيا سنة 1769 ملاديًا، وعندما بلغ العاشرة من عمره عمل مع والده فى تجارة الدخان، توفي والده إبراهيم أغا ومن بعده عمه طوسون أغا وكان لا يزال صغير السن، وعانى فى فترة صغره من الفقر ولكنه كان دائمًا من المتميزين والمتفوقين على أقرانه. دخول على باشا مصر عندما جاء إلى مصر للمرة الأولى كانت في عام 1799 ضمن الفرق العسكرية العثمانية لإخراج الفرنسيين من مصر، وقامت معركة أبي قير البرية وأنتهت بهزيمة العثمانيين وعاد إلى بلده مرة أخرى. ثم جاء للمرة الثانية إلى مصر سنة 1801 ملاديًا ضمن جيش القبطان حسين الذي كان من حلفاء الإنجليز وأتى لمساعدتهم لإخراج الفرنسيين من مصر، ومن هنا زاع صيته واشتهرت سيرته بين العثمانيين وعامة المصريين. بعد نجاحه فى جلاء الحملة الفرنسية تمت ترقيته ل رتبة سرجشمه "لواء" ومن ثم رشح لمنصب رئيس القيادة العامة وقائد حرس القصر لدى الحاكم العام، ووافق السلطان العثماني على طلب بعض العلماء والمسؤولين في تعيين محمد علي واليًا على مصر بعد عزل خورشيد باشا عام 1805م. محمد على يتولى حكم مصر وعندما تولى محمد علي حكم مصر كانت فترة حرجة جدًا وكانت تعاني الدولة من ضعف فى جميع جوانبها الاقتصادية والتعليمية والسياسية، وبعد بذل مجهود كبير نجح محمد علي فى إعادة الاستقرار من جديد بل وجعلها دولة قوية ذات شأن كبير. فاهتم فى فترة حكمه بالتعليم العالي وأنشأ طبقة من المتعلمين تعليمًا عاليًا وأنشأ العديد من المدارس وأحدث تطورًا كبيرًا فى نظام التعليم، واهتم بإرسال البعثات التعليمية لمختلف الدول وأحدث ثورة اقتصادية كبيرة فى الاقتصاد المصرى، وقام ببناء المصانع وتطوير أدوات وخبرات العمال وأيضا نشط الجانب العسكرى حيث بنى العديد من ترسانات الاسلحة لتطوير أسلحة الجيش واهتم أيضًا بترميم القلاع. اقرأ أيضًا: مسجد شاهين الخلوتي.. أطلال تحفة معمارية على سفح المقطم جامع محمد على باشا فى عام 1848 داخل قلعة صلاح الدين بالقاهرة أمر محمد على بهدم مجموعة من القصور داخل القلعة ترجع للعصر المملوكى والبدء في بناء المسجد الذى عرف بجامع الألبستر بسبب كثرة استخدام ألواح الرخام فى كسوة جدرانه من الخارج والداخل. تميز المسجد فى عمارته حيث أنه من الواضح ما مدى الإتقان فى بنائه الذى بني على الطراز التركى ويتكون من فناء واسع مكشوف ويلية صالة الصلاة بمساحة مربعة يعلوها قبه رئيسية كبيرة ويحيط بها أربع قباب صغيرة بجوارهم مئذنتي من أحد أعلى مآذن المساجد بمصر بارتفاع 84 مترًا، ويحتوي من الداخل على منبرين أحدهما يتكون من الخشب وتم تزيينه باللون الأخضر والذهبى وهذا هو المنبر الأصلى للجامع والآخر يتكون من الرخام وتمت إضافته مؤخرًا. ووضع ضريح محمد على بيمين الجامع من الداخل بالركن الجنوب الغربى للمسجد واستخدموا فى بنائه الرخام الأبيض، وفى عام 1845 أهدى لويس فيليب حاكم فرنسا لمحمد على والي مصر برج من النحاس بداخله ساعة وتم وضعها بداخل صحن المسجد، ورد محمد على بهدية فرعونية لا تقدر بثمن وهى مسلة الملك رمسيس الثاني التى كانت أمام معبد الأقصر ولا تزال قائمة بميدان الكونكورد فى باريس. ويعد مسجد محمد على من أشهر المساجد بمصر ويعتبر وجهة للسياح من مختلف الدول، وأحيانًا تزيد شهرته على شهرة القلعة نفسها حيث يختلط على البعض انها قلعة محمد على، واهتم حكام مصر على مر الزمن بهذا الصرح العظيم وحاولوا الحفاظ عليه بمختلف الطرق وتعد أكبر عملية ترميم للمسجد فى عهد فؤاد باشا الأول الذى أمر بترميم المسجد وإعادة حالته كما كان بعدما ظهرت فى جدرانه بعض التشققات بسبب ظهور عيب هندسي وتمت معالجته ونجحوا فى إعادته إلى رونقة وعاد لخدمة المصليين مرة أخرى. مسجد محمد على ليس مجرد مسجد أو أحد الآثار الإسلامية بمصر بل يعد أشهرها وأهمها لما يشهده من تاريخ عريق ويعد محمد علي من أكثر الحكام المؤثرين فى تاريخ حكام مصر فعندما تزور هذا المسجد لا تركز على تفاصيل البناء وكم هى قديمة وجميلة فقط ولكن ضع فى مخيلتك مدى عراقة تاريخ هذا الصرح لما شهده من أحداث دارت فى أحد أهم فترات الدولة العثمانية. لمزيد من الأخبار تابع alwafd.news