أصدرت سفارة دولة إريتريا بالقاهرة، مساء اليوم الخميس، بيانًا صحفيًا، تنعي العالم وفاة المفكر المصري حلمي شعراوي، الذي وفاته المنيه يوم 20 مارس الماضي. أعربت السفارة، في بيان لها، عن حزنها العميق برحيل المفكر المصرى حلمي شعراوي، ويعتبر في إرتريا ليس - فقط صديقًا" مخلصًا، وقف بجانب الثورة الإرترية والدولة بعد الاستقلال، بل ضمن الرعيل الأول، إذْ بدأ مشاركًا ومتعاطفًا مع النضال الأرترى منذ نهاية الخمسينيات القرن الماضي عندما كان طالبًا بجامعة القاهرة. يعتبر المفكر المصرى حلمي شعراوي، ضمن القافلة الكبيرة من المثقفين المصريين الذين قدَّموا وعرفوا إفريقية بثقافتها المتعددة للعالم العربي، والعكس أيضًا. كان آخر اتصاله بنا قبل الرحيل سائلًا عن إمكانية الحصول على قصيدة الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، الذي ألفها، بعد زيارته للأراضى المحررة الأرترية، بصحبته أى مع حلمي شعراوي في سبعينيات القرن الماضي منفعلًا بما شاهده من جمال الطبيعة والإنسان وصلابة المناضلين والمناضلات في الأراضي المحررة، دون شك فقدنا صديقًا مخلصًا كان يتصدى بقلمه الرصين لمحاولات التشويه التى كانت تطرأ هنا وهناك فى بعض وسائل إعلام المنطقة - ضد إرتريا. تعازينا لأسرته الكريمة ولأصدقائه ومحبيه وطلابه جدير بالذكر أن أسرة الراحل البروفيسور حلمي شعراوي، خبير الشئون الإفريقية، كانوا استقبله المعزين، بمسجد عمر مكرم بوسط البلد. شهد العزاء توافد العشرات من الدكاترة والباحثين والمتخصصين في الشأن الإفريقي، وعلى رأسهم السفير الإريتري، فاسيل جبرسيلاسي تكلا، والدكتورة أماني الطويل، مديرة الوحدة الإفريقية بمركز الأهرام والدراسات الاستراتيجية، الأستاذ الدكتور أحمد زايد، رئيس مكتبة الإسكندرية. كانت وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، نعت الدكتور حلمي شعراوي، خبير الشئون الإفريقية، ومؤسس مركز البحوث العربية والإفريقية، ورئيس لجنة ملتقى "تفاعل الثقافات الإفريقية" بالمجلس الأعلى للثقافة، الذي وافته المنية، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء. قالت وزيرة الثقافة: "إن الراحل يُعد من أهم المُتخصصين في الدراسات الإفريقية، فقد قدم للمكتبة البحثية تراثًا فكريًا كبيرًا، وخصوصًا فيما يهم الشأن الإفريقي، من خلال تبنيه لقضايا الدول الإفريقية منذ ستينيات القرن الماضي". قدَّمت وزيرة الثقافة، العزاء لأسرته وأصدقائه وطلابه ومحبيه، داعية الله أن يلهمهم الصبر والسلوان . يذكر أن الراحل تخرَّج من كلية الآداب قسم الاجتماع جامعة القاهرة عام 1958، وشغل منصب رئيس مجلس إدارة مركز البحوث العربية والإفريقية، وعمل رئيسًا للجنة تفاعل الثقافات الإفريقية بالمجلس الأعلى للثقافة، وهو مسئول حركات التحرير الإفريقية من عام 1960 حتى عام 1975، وأستاذ علوم سياسية بجامعة جوبا بالسودان، وخبير العلاقات العربية الإفريقية بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وله الكثير من المؤلفات والأبحاث العلمية والمقالات الصحفية عن القارة الإفريقية باللغتين العربية والإنجليزية.