شهدت فرنسا ليلة عاصفة بالاحتجاجات والمظاهرات تنديدا برفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما، وسجلت أسوء أعمال عنف شهدتها البلاد منذ سنوات، لا سيما رشق الحجارة والقوارير وإطلاق المفرقعات على قوات الأمن، مع تحطيم للواجهات ومحطات ركاب الحافلات وإحراق لحاويات النفايات. ففي باريس ومدن أخرى عديدة في أنحاء البلاد، عملت فرق التنظيف وسط زجاج مكسور وصناديق قمامة متفحمة ومحطات حافلات محطمة بعد اشتباكات عنيفة جرت الليلة الماضية بين محتجين يرتدون ملابس سوداء والشرطة. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، توقيف 457 شخصا وإصابة 441 من عناصر الشرطة والدرك في البلاد وهو اليوم التاسع من الاحتجاجات ضد إصلاح نظام التقاعد، الذي أقره الرئيس إيمانويل ماكرون. تصريحات دارمانان أكد دارمانان في مقابلة مع سي نيوز أنه كان هناك 903 حرائق لأثاث حضري وحاويات قمامة في باريس خلال التظاهرة النقابية، التي وصفت بالمليونية. أضاف دارمانان: "كانت هناك الكثير من التظاهرات وتحول بعضها إلى أعمال عنف خصوصا في باريس". أشاد بجهود الشرطة لحماية أكثر من مليون شخص ممن تظاهروا في أنحاء فرنسا. زيارة الملك تشارلز ودعت النقابات العمالية إلى مزيد من الاحتجاجات يوم الثلاثاء المقبل، التي كان من المخطط أن تتزامن مع أول زيارة دولة يقوم بها ملك بريطانيا تشارلز الثالث، للبلاد. غير أن الإليزيه، قصر الرئاسة الفرنسية، أعلن تأجيل الزيارة مع تصاعد الاحتجاجات التي تتسم بالعنف. وكان من المقرر أن يزور تشارلز بوردو، جنوب غربي البلاد، والتي شهدت اشتعال النيران في الباب الأمامي لمبنى البلدية مساء الخميس، بعد يوم من الاحتجاجات والاشتباكات. وكانت الشرطة حذرت من أنه يتوقع أن تتسلل جماعات مخربة إلى تظاهرة باريس، فيما شوهد شبان يضعون أقنعة يحطمون نوافذ ويضرمون النار في حاويات قمامة في المراحل الأخيرة من التظاهرة، وفق "فرانس برس". ولم يتضح من المسؤول عن الحريق، لكن قوات الإطفاء تمكنت من إخماده بسرعة قبل أن يمتد إلى الداخل. وسعى وزير الداخلية إلى تهدئة أي المخاوف قبل زيارة الملك تشارلز المؤجلة. وقال ليلة الخميس إن الأمن "لا يمثل مشكلة" وأن الملك سوف يحظى بترحيب جيد، حسبما نقل عن الوزير. وفي باريس، شهدت المظاهرات السلمية بشكل عام اشتباكات عرضية بين الشرطة وملثمين من مثيري الشغب حطموا نوافذ المتاجر وخربوا محتويات الشوارع وهاجموا مطعم ماكدونالدز، وفقا لوكالة رويترز للأنباء. كما تم انقاذ ضابط شرطة فقد وعيه في الشارع، وتم نقله لمكان آمن. وقالت تقارير إن قوات الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع بعد تعرضها للرشق بالألعاب النارية من جانب المتظاهرين، وقبضت على 33 شخصا في العاصمة.