من عظيم نعم الله على عباده المؤمنين أن هيأ لهم أبوابًا من البر والخير والإحسان عديدة، يقوم بها العبد الموفق في هذه الحياة، ويجري ثوابها عليه بعد الممات. اقرأ أيضًا: ورشة عمل حول قدرة الفكر الإسلامي على مواكبة متطلبات العصر بالبحوث الإسلامية وأهل القبور في قبورهم مرتهنون، وعن الأعمال منقطعون، وعلى ما قدموا في حياتهم محاسبون ومجزيون، وبينما هذا الموفق في قبره الحسنات عليه متوالية، والأجور والأفضال عليه متتالية، ينتقل من دار العمل، ولا ينقطع عنه الثواب، تزداد درجاته، وتتناما حسناته، وتتضاعف أجوره وهو في قبره، فما أكرمها من حال، وما أجمله وأطيبه من مآل. لذا رغّبت الشريعة الإسلامية في الصدقات الجارية باعتبار بقاء ثوابها بعد ممات الإنسان، كما رغّبت في الصدقات العاجلة، كإطعام الفقراء، والمساكين؛ فالصدقات التي يبذلُها الإنسان هي التي تبقى وتدوم، أمّا ما ينتفع به الإنسان لنفسه في الدنيا فهو الذي ينفد، قال -تعالى-: «مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ». وورد في السنّة عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: «أنهم ذَبَحُوا شاةً فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما بَقِيَ منها ؟ قلْتُ: ما بَقِيَ منها إلَّا كَتِفُها، قال: بَقِيَ كلُّها غيرُ كَتِفِها». الصدقة الجارية، هي ما يُحبس فيها أصل المال في سبيل الله، ويُصرف الربح الناتج عن ذلك المال على الفقراء والمساكين، أو على غيرهما في أوجه الخير. والصدقة الجارية لها عدة صور منها المساهمة في بناء المساجد والمستشفيات والمدارس، أو كوقف بعض الأنشطة التجارية، وصرف ربحها على الفقراء والمحتاجين، أو شراء الكتب والمصاحف وتوزيعها على طلبة العلم، وتحفيظ القرآن والتعليم وحفر الآبار وغرس المثمر من الأشجار وغير ذلك. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم_ قال: «إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ». [رواه ابن ماجه]. وروى أحمد والطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم « أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت : من مات مرابطا في سبيل الله , ومن علم علما أجرى له عمله ما عمل به , ومن تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما وجدت , ورجل ترك ولدا صالحا فهو يدعو له». وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعٌ يجري للعبدِ أجرُهنَّ وهو في قبرِه بعد موتِه : من علَّم علمًا ، أو كرى نهرًا ، أو حفر بئرًا ، أو غرس نخلًا ، أو بنى مسجدًا ، أو ورَّثَ مصحفًا ، أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موتِه).أخرجه البزار والبيهقي. وقد نظم الحافظ السيوطي بعض أنواع الصدقة الجارية في أبيات، فقال: إذا مات ابن آدم ليس يجري * عليه من فعال غير عشرِ علومٌ بثها، ودعاء نَجْلِ * وغرس النخل، والصدقات تجري ..وراثةٌ مصحفٍ، ورباط ثغر * وحفر البئر، أو اجراءُ نهرِ..وبيتٌ للغريب بناه يأوي * إليه، أو بناءُ محلِ ذكر ِ توفير الماء لمن يحتاج إليه، مع بقاء أصله، وتسبيل منفعته كحفر بئر، أو إجراء نهر، لما رواه الإمام أحمد وغيره عن سعد بن عبادة- رضي الله عنه- قال: قلت: «يا رسول الله إن أمي ماتت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء». فضل الصدقة الجارية: 1- الصدقة تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى. 2- تمحو الخطيئة وآثارها. 3- تعتبر وقاية من النار يوم القيامة. 4- يستظل المتصدق بها يوم القيامة، حيث إنه من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. 5- فيها دواء للأمراض البدنية. 6- هي دواء للأمراض القلبية. 7- المتصدق تدعو له الملائكة كل يوم. 8- تجعل الله يبارك في المال. 9- تطهر الإنسان وتخلصه من الفساد والحقد الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة. 10- يضاعف الله للمتصدق أجره. 11- صاحبها يدخل الجنة من باب خاص يقال له باب الصدقة. 12- سببٌ لوصول المسلم إلى مرتبة البر. 13- دليلُ على صدق إيمان المسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم: (الصَّدقَة بُرهانٌ). 14- تطهير المال ممّا قد يصيبه من الحرام خاصة عند التجار، بسبب اللغو، والحلف، والكذب. 15- تدفع البلاء. 16- انشراح الصدر، وطمأنينة القلب وراحته. 17- سببٌ لدخول الجنة، ويُدعى صاحب الصدقة يوم القيامة من باب الصدقة. 18- مضاعفة أجر الصدقة. 19- سببٌ لوصول المسلم إلى مرتبة البر. 20- الصدقة تفتح لك الأبواب المغلقة. 21- تدفع ميتة السوء. 22- سبب سرور المتصدق ونضرة وجهه يوم القيامة. 23- تسد سبعين بابًا من السوء في الدنيا. 24- أفضل ما ينتفع به الميت وخير ما يُهدى للميت في قبره. 25- الصدقة هي أفضل الأعمال الصالحة والقربات إلى الله سبحانه وتعالى. لمزيد من الأخبار.. اضغط هنا