ناقش مجلس الشيوخ خلال الجلسة العامة أمس برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، ملف قصور الثقافة والمسارح وأهميتها فى نشر التوعية الفكرية، وذلك من خلال طلب مناقشة عامة مقدم من النائب باهر غازى، حول سياسة وزارة الثقافة نحو استعادة الدور التاريخى لقصور الثقافة والمسارح فى نشر التوعية الفكرية وتعليم الفنون الثقافية كإحدى الركائز الأساسية لبناء الإنسان المصرى. وفى نهاية الجلسة تمت احالة طلب المناقشة العامة والمناقشات التى دارت حوله إلى لجنة الثقافة والاعلام لبحثه واعداد تقرير عنه يعرض على المجلس. أكد النائب باهر غازى فى المذكرة الإيضاحية، لطلب المناقشة، أن قصور الثقافة فى مصر، تعد واحدة من أهم المؤسسات المصرية ذات الدور التاريخى فى تقديم الخدمات الثقافية والفنية وتهدف إلى رفع المستوى الثقافى وتوجيه الوعى القومى للجماهير فى العديد من المجالات مثل الموسيقى والأدب والفنون ولها أنشطة خاصة تجمع الثقافات مثل المرأة والأطفال والشباب، مشيرا إلى أنه يوجد عدد من قصور الثقافة على مستوى الجمهورية لا يقل عن 500 قصر ثقافة فى مختلف المحافظات. وتابع: تعد المسارح أحد أشكال الفنون الأولى التى عرفها الإنسان، وأنشئت المسارح فى مصر ، تلبية لحاجات اجتماعية وسياسية وأخلاقية وتعليمية للمجتمع، كما تعد المسارح أهم وسائل القوى الناعمة لنشر الوعى بالهوية المصرية والثقافية فى مختلف المجالات. وقال «غازى»: كان لقصور الثقافة والمسارح المختلفة على مستوى الجمهورية أدوار تاريخية لنشر الثقافة المصرية وبث روح المواطنة والحفاظ على الأسرة المصرية بتقاليدها وعاداتها الراسخة على مر العصور فى المجتمع المصرى. أكد هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، أن الهيئة تقوم بدورها فى نقل الثقافة وتنشيط الحركة الثقافية فى المحافظات وتنمية الوعى الجماهيرى، وتنمية النابهين والموهوبين. وقال إن الهيئة رعت مشروع «ابدأ حلمك» وهو نشاط مسرحى يستهدف تدريب شباب الفنانين فى الاقاليم على الفنون والأداء، لافتًا إلى أن المرحلة الأولى تخرج منها 148 شابا وفتاة فى محافظاتأسيوط والفيوم والشرقية، وتخرج من المرحلة الثانية 198 شابا وفتاة فى محافظات بنى سويف وبورسعيد والجيزة وكفر الشيخ وأوضح اعتماد الخريجين كفرق نوعية مسرحية داخل المحافظة. وكشف خلال رده على طلب المناقشة العامة المقدم من النائب باهر غازى، وأكثر من 20 عضوًا آخرين أن هناك مشروعات ثقافية موازية لمشروع حياة كريمة، فى 122 قرية بواقع 3216 فعالية، بخلاف مشروع أهل مصر كمشروع تتبناه الدولة للتنمية الثقافية تستهدف الشباب والأطفال والفتيات. ومن جانبه أكد المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافى والقائم بأعمال البيت الفنى،، ضرورة التعاون بين وزارات الثقافة والتعليم والإعلام والاتصالات لنشر الوعى والفنون. وأوضح جلال خلال رده على طلب المناقشة العامة عن وجود إنتاج مسرحى ضخم وصل لنحو 5000 مسرحية عن طريق قصور الثقافة والجامعات، وقال «لدينا منتج فنى مسرحى ضخم جدًا يكاد يكون غير موجود فى أى دولة فى الوطن العربى». بهاء أبوشقة: الثقافة حق تكفله الدولة لكل مواطن.. وتراث مصر بجميع تنوعاته ثروة قومية من جانبه أكد المستشار بهاء ابوشقة وكيل أول مجلس الشيوخ أهمية استعادة الدور التاريخى لقصور الثقافة والمسارح فى نشر التوعية الفكرية وتعليم الفنون الثقافية لا سيما أن الدستور المصرى أفرد له فى الفصل الثالث مواد من المادة 47 حتى المادة 50 تحت عنوان المقومات الثقافية وأورد فى المادة 47 أن الدولة تلتزم بالحفاظ على الهوية الثقافية المصرية بروافدها الحضارية المتنوعة ونصت المادة 48 على أن «الثقافة حق لكل مواطن، تكفله الدولة وتلتزم بدعمه وبإتاحة المواد الثقافية بجميع أنواعها لمختلف فئات الشعب، دون تمييز بسبب القدرة المالية أو الموقع الجغرافى أو غير ذلك وتولى اهتماماً خاصاً بالمناطق النائية والفئات الأكثر احتياجاً وتشجع الدولة حركة الترجمة من العربية وإليها»، لافتا إلى أن المادة 49 ألزمت الدولة بحماية الآثار والحفاظ عليها، ورعاية مناطقها، وصيانتها، وترميمها، واسترداد ما استولى عليه منها، وتنظيم التنقيب عنها والإشراف عليه ويحظر إهداء أو مبادلة أى شىء منها والاعتداء عليها والاتجار فيها جريمة لا تسقط بالتقادم. وأوضح «أبوشقة» فيما اكدت المادة 50 على أن تراث مصر الحضارى والثقافى، المادى والمعنوى، بجميع تنوعاته ومراحله الكبرى، المصرية القديمة، والقبطية، والإسلامية، ثروة قومية وإنسانية، تلتزم الدولة بالحفاظ عليه وصيانته، وكذا الرصيد الثقافى المعاصر المعمارى والأدبى والفنى بمختلف تنوعاته، والاعتداء على أى من ذلك جريمة يعاقب عليها القانون. وتولى الدولة اهتماما خاصا بالحفاظ على مكونات التعددية الثقافية فى مصر. وأضاف «أبوشقة» من المسلمات أن الثقافة فى اى بلد واى عصر هى المرآة التى تعكس مدى ما يحيط بهذا الشعب من كافة الزوايا الاجتماعية والاقتصادية مضيفا مصر كانت رائدة وحباها الله بكثير من المقومات الثقافية وكانت السينما المصرية تنافس سينما هوليوود ومسارح مصر تضاهى مسارح اوروبا وكانت تعكس صورة للشعب وثقافته، مشددا على أهمية الحفاظ على قصور الثقافة وتنميتها. وقال النائب الوفدى الدكتور ياسر الهضيبى رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، إن قصور الثقافة فى مصر تعد واحدة من أهم المؤسسات المصرية ذات الدور التاريخى فى تقديم الخدمات الثقافية والفنية، وتهدف إلى رفع المستوى الثقافى وتوجيه الوعى القومى للجماهير فى العديد من المجالات مثل الموسيقى، والأدب والفنون ولها أنشطة خاصة لجميع الثقافات مثل المرأة والطفل والشباب. وأضاف «الهضيبى» يوجد عدد من قصور الثقافة على مستوى الجمهورية لا يقل عن 500 قصر ثقافة فى مختلف المحافظات، وتابع «الهضيبى» مما لا شك فيه أن مصر تئن من ظاهرة الفراغ الثقافى وبنك المعرفة يحتاج لمعرفة وقد تعلمنا من فؤاد باشا سراج الدين على الحكومة أن تنفذ وعلى المعارضة أن تقترح وتوصى وتطلب، ونحن فى الوفد لنا مجموعة من الطلبات نطالب الحكومة بأخذها بعين الاعتبار وإن كنت أتمنى حضور الوزير المختص أولا تعديل قانون الرقابة على المصنفات الفنية لأن القانون قديم ولا يواكب التكنولوجيا والمنصات الحديثة، حيث تم إصداره عام 1950 واشار «الهضيبى» إلى أنه لا بد من الرقابة الصارمة على المصنفات حيث إن هناك مسلسلات تحرض على الفسق والفجور فمثلا مسلسل أزمة منتصف العمر يحرض على زنا المحارم والشعب المصرى من الممكن أن يتحمل الأزمة الاقتصادية ولكن لا يمكن أبدا أن يتحمل تغيير هويته الدينية فنحن بلد الأزهر الشريف. وأوضح «الهضيبى» أن المسارح تعد أحد أشكال الفنون الأولى التى عرفها الإنسان، وأنشئت المسارح فى مصر لتلبية حاجات اجتماعية واخلاقية وتعليمية للمجتمع، وتعد المسارح إحدى أهم وسائل القوى الناعمة لنشر الوعى بالهوية المصرية والثقافية فى مختلف المجالات. وتابع رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، كان لقصور الثقافة والمسارح المختلفة على مستوى الجمهورية أدوار تاريخية لنشر الثقافة المصرية وبث روح المواطنة والحفاظ على الأسرة المصرية بتقاليدها وعاداتها الراسخة على مر العصور فى المجتمع المصرى. واشار «الهضيبى» وإذ نستوضح سياسة وزارة الثقافة بشأن تطوير قصور الثقافة فالحقيقة أن قصور الثقافة تواجه عددا من المعوقات أهمها ضعف الإمكانيات والتمويل اللازم لها، حيث يخصص 10% فقط من موازنة وزارة الثقافة لصالح الأنشطة الثقافية وهو ما يتطلب تعزيز القدرات المادية للمؤسسات الثقافية ومحاربة الفساد الإدارى والمادى داخل قطاع الثقافة. وطالب «الهضيبى» بإطلاق خطة لإعادة إحياء قصور الثقافة المنتشرة فى مصر والعمل على تطوير المنشآت الثقافية التى باتت تشكل خطرا على العاملين بها أو روادها، وزيادة حجم المخصصات الموجهة غلى الأنشطة الثقافية وإطلاق مسابقات لاكتشاف الموهوبين فى جميع المجالات فى جميع أنحاء الجمهورية. حازم الجندى يطالب باستراتيجية لتحقيق العدالة الثقافية ونقل وتطوير قصر ثقافة طنطا وقال النائب الوفدى المهندس حازم الجندى، عضو مجلس الشيوخ، إن الثقافة لها دور مؤثر فى بناء الشخصية ونشر الوعى والفكر، وتعد من ركائز ودعائم بناء الإنسان، وهناك اهتمام كبير فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى بالمجالات الثقافية وأهمية نشر الوعى، ما يؤكد على أهمية وضرورة إعادة إحياء دور قصور الثقافة والمسارح وتفعيل أنشطتها لحماية النشء والشباب من استقطابهم من قبل الجماعات المتطرفة والتصدى للأفكار الهدامة، لتبقى الثقافة حائط الصد الأول للحفاظ على الهوية المصرية. جاء ذلك خلال على هامش الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، أمس الأحد، لنظر طلب مناقشة عامة عن استعادة الدور التاريخى لقصور الثقافة والمسارح فى نشر التوعية الفكرية وتعليم الفنون الثقافة. وأضاف، «الجندى»، أن إدارة قصور الثقافة بمنطق الخمسينات والستينات أصبح غير مناسب، وهناك مناطق لا يوجد فيها قصور وبيوت ثقافة ومسارح، خاصة فى المحافظات الحدودية والنائية، والعديد من القرى والنجوع، متابعا: «هناك قصور ثقافة مهددة بالإغلاق التام، وعلى سبيل المثال؛ قصر ثقافة مدينة طنطا الذى كان منجما ثقافيا وبؤرة إشعاع ثقافية لمحافظات الدلتا، يعانى مشكلات الوجود؛ ومن هنا أقترح استغلال قصر الأميرة فريال المهجور فى مدينة طنطا كى يكون قصر ثقافة ليس لطنطا فقط ولكن كى يعود منبرا ومنجما للموهوبين والمبدعين من أبناء محافظات الدلتا، وسوف أقدم لوزارة الثقافة مشروعا متكاملا لتلك الفكرة». ولفت إلى أن هناك قصور ثقافة ومسارح متهالكة ومهجورة ولا تقدم أى أنشطة، وأخرى يقف نقص التمويل عائقا أمام القيام بدورها وتفعيل أنشطتها، فضلاً عن انعدام دورها فى نشر الوعى والتثقيف والحفاظ على الهوية الوطنية، وعجز العمالة فى بعض قصور الثقافة وتكدسها فى أخرى، متسائلاً: أين دور قصور الثقافة والمسارح فى مواجهة المخاطر والأفكار الهدامة؟!، أين دورها فى التصدى للشائعات التى تنال من الدولة المصرية، وتوعية المواطنين بمخاطرها؟. وطالب الجندى، بوضع استراتيجية ثقافية وطنية تشارك فيها وزارة الثقافة مع الوزارات والمؤسسات الأخرى المعنية، تستهدف تحقيق العدالة الثقافية بين أفراد المجتمع، مقترحا إطلاق مشروع ثقافى قومى فى إطار استراتيجية الدولة لبناء الإنسان المصرى، يستهدف نشر الثقافة والوعى فى كل ربوع مصر والاهتمام بفئات الشباب والنشء، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ودعا إلى إنشاء وتأهيل قصور وبيوت الثقافة – والمكتبات – وإعادة افتتاح المسارح، وتوفير التمويل والدعم اللازم لذلك. وأكد على ضرورة تفعيل دورها فى نشر الثقافة والتوعية للمواطنين، ومواجهة التطرف والإرهاب ونشر الفكر والتنوير، والحفاظ على القيم والأخلاقيات والتفاعل مع قضايا المجتمع الملحة، وبناء الشخصية المصرية والحفاظ على الهوية، وتفعيل دور قصور الثقافة فى القرى والنجوع والعزب، وتأهيل وتدريب العاملين، وتشجيع الاستثمار فى المجالات الثقافية والشراكة مع المجتمع المدنى والقطاع الخاص، مع الحفاظ على توفير الخدمات الثقافية للمواطنين. وتساءل: ما حجم المشروعات الثقافية التى تنفذها وزارة الثقافة فيما يخص إنشاء بيوت وقصور ثقافة جديدة أو استكمال المشروعات تحت التنفيذ، وأين دور قصور الثقافة فى اكتشاف الموهوبين والمبدعين ونشر إبداعاتهم؟، مطالبا بالاهتمام بتطبيق التحول الرقمى فى قصور الثقافة ومواكبة التطورات التكنولوجية.